باتلفيلد 5: قصص الحرب (الجّزء الأوّل)

مقال اليوم سوف نتكلّم عن النرويج

مرحبًا بالسّادة القرّاء، نبدأ تغطيتنا للفصل الأوّل للعبة باتلفيلد 5 والذي سيحمل إسم: سقوط أوروبا. حيث سنعيش تجارب مختلفة ونخوض حروب دموية في كل من:

  • النرويج
  • فرنسا
  • هولندا
  • شمال أفريقيا

وفي مقال اليوم سوف نتكلّم عن النرويج.

عندما نسمع مصطلح الحرب العالميّة الثانيّة نتذكر مباشرة  المعارك الكبرى التي حدث في تلك الحقبة الزمنية، والتي الكثير منها تم إعادة احياؤه بالأفلام الوثائقية والسينمائية وحتى ألعاب الفيديو تطرقت لهذه الامور، ونذكر على سبيل المثال غزو Normandy ، والهجوم الياباني المباغت على قاعدة Pearl Harbor، وغيرها من المعارك الكبرى التي سطّرها هذا الصراع الدمويّ، والذي غيّر مجرى التاريخ الحديث.

إلا أن المثير للأهتمام هو غياب كثيرٍ من القصص والمعارك عن دفاتر التاريخ، بحجة أنها تعتبر فرعية على حسب اعتقادات البعض، ولكن الحقيقة هي ان هذه الاحداث جزء لا يتجزأ من الحرب العالمية 2، وصحيح قد تكون احداثها بسيطة ولكن بلا ادنى شك كانت مؤثرة وتركت خلفها عواقب على الحرب باي شكل من الاشكال. وهذا ما تريد دايس بالضبط أن تقدمه لنا في باتلفيلد 5، تريد ان يعيش اللاعب تجارب جديدة من خلال الخوض في قصص لم تحكى من قبل، وزيارة اماكن لم ترى من قبل.

ومن اهم هذه الاحداث، هي الصراع الذي حدث في النرويج، حيث تألقت هذه الأخيرة في مواجهتها للإحتلال والبطش النازي أوائل الحرب العالميّة الثانيّة من خلال الإعتماد على عديدٍ من حركات المقاومة التي انتهجت عدة وسائل لمجابهة العدو لبلادها، كالعمل التخريبيّ والعسكريّ وحتى العصيان المدنيّ.

ومن أهم هذه الوسائل: التنظيمات العسكريّة الرسمية، والجماعات المواليّة لها، والعملاء الذي كانوا تابعين لوحدة SEO التابعة للجيش البريطاني، والمقاومة المسلّحة وما تضمنته من نشاطات امتدت ما بين العصيان المدنيّ الى جوانب أكبر من ذلك مثل العمليّات النوعيّة كالاغتيالات والأعمال التخريبية التي أعاقت العدوّ.

صراحة لما عدت للتاريخ، وبحثت عن المعلومات، تعجبت كثيرا بما قرات، حيث شهدت النرويج رغم صغرها في الخريطة اكثر من 15 معركة وعملية متنوعة في الحرب العالمية 2 ضد الالمان.

من بين هذه المعارك هي معركة نارفيك في شمال النرويج في 9 أبريل 1940، حيث على الرغم من أن القوات البريطانية و الفرنسية التي تم إنزالها كانت تفوق القوات الألمانية الموجودة في المنطقة من حيث العدد إلا أنها افتقرت للغطاء الجوي الذي كان أيضاً ينقص سفن البحرية البريطانية المتواجدة قبالة سواحل النرويج، و بما أن سلاح الجوي الألماني كان متفوقاً في تلك الفترة، فقد شن غاراتٍ ضد السفن الحربية البريطانية و سفن نقل الجنود وايضا تدمير الوحدات العسكرية المقاتلة.

وأثناء تقهقر القوات النرويجية شمالاً كانت بقايا الجيش النرويجي تتعرض لغاراتٍ متكررة من الجو و من القوات الألمانية التي كانت تزحف من العاصمة أوسلوا، و تفاقم الوضع أكثر فأكثر بقدوم الوحدات الألمانية التي تحررت من القتال في الجنوب و تحركت شمالاً باتجاه نارفيك لتناهر بالتالي آخر جيوب المقاومة النرويجية.

وعلى الرغم من خلو النرويج، خلال الحرب، من أي عمليات عسكريّة شاسعة وضخمة، إلا أنها شهدت عديدًا من التحركّات العسكرية التي سعت جاهدةً الى مكافحة الإحتلال النازيّ آنذاك. ومن أشهرها عملية تخريب مشروع الماء الثقيل التي أدت الى كبح المشروع النووي الألماني، حيث قام فيها عدد من أعضاء المقاومة النرويجيّة بمنع الألمان من استحواذ على الماء الثقيل، والمعروف ايضا باسمأكسيد الديوتريوم أو D2O، في عالم الكيمياء.  حيث يعتبر هذا الماء عنصرًا أساسيًا في تصنيع الأسلحة والطاقة النوويّة.

وامتدت عمليات التخريب منذ عام 1940 حتى عام 1944 بدعمٍ جويّ من قوات الحلفاء. الى جانب عمليات تخريب لسكك الحديد.

كما شهدت المقاومة النرويجيّة تعاونًا مع وحدة SOE البريطانيّة التي درّبت كثيرًا من أفراد المقاومة. حيث قامت هذه الوحدة بتعيين عدد من المقاومين النرويجيين في الجبهات الأماميّة في عدد من الحملات العسكريّة، ومنها عمليّة Grawsse التي هدفت الى جمع عدد من قوات المظليين البريطان مع قوات المقاومة لتقدم نحو محطة Vemork لتوليد الطاقة، الواقعة في بلدية “تين” في مقاطعة تلمارك، بالنرويج.

إلا أن هذه المهمة انتهت بالفشل بعد تحطم الطائرة التي كانت تحمل على متنها قوات المظليين، الى جانب سقوط طائرة عسكريّة أخرى ما تسبب في مقتل عدد من المشاركين في هذه العمليّة وأسر آخرين واعدامهم.

العمل التخريبيّ الأكثر نجاحًا في تاريخ المقاومة النرويجيّة:

فاستنادًا الى وحدة الـ SOE، فإن أكثر عمليةٍ تخريبيّة قام بها النرويجيوون كانت عملية Gunnerside. التي تعد امتدادًا لمحاولة شلّ المشروع الألمانيّ النووي ومياهه الثقيلة. حيث تمكّن فيها مقاومون نرويجيوون، تم تدريبهم على أيدي الـ SOE، من تدمير منشأة إنتاجية تابعة لهذا المشروع، الأمر الذي أحبط الألمان ودفعهم نحو ايقاف مشروعهم النووي والحصول على ما تبقى من المياه الثقيلة والعودة بها الى ألمانيا. إلا أن مساعيهم الأخيرة لم تنجح، وذلك بسبب قيام قوات المقاومة بتدمير سفينة شحن ضخمة تابعة للنازيين، ما أدى الى خسارة كبيرة أدت الى فقدان المياه الثقيلة باكملها التي سعى الألمان الى استحواذها من بعد انتاجها.

وإن المثير للاهتمام أن المقاومة النرويجيّة لم تكتفي بالأعمال المسلّحة والتخريبيّة فحسب، بل قامت كثيرٌ من الحركات المقاومة بالأعمال الاستخبراتيّة وتأمين الإمدادات والغارات المباغتة وعمليات التجسس وجمع المعلومات التي قام بها عددٌ من طلاب المدارس والجامعات. بالإضافة إلى تحرير الأسرى النرويجيين ومرافقة المدنيين الذي قرروا الهروب نحو حدود جارتهم السويد، التي التزمت الحياد خلال الحرب.

وقد شهدت المقاومة النرويجّية تطورًا متاسرعًا ونموًا ملحوظًا، حيث لم تقتصر المقاومة على حركةٍ واحدة فحسب، بل شهدت تنوعًا وتعددًا واسعًأ. ومن أشهرها حركة Milorg التي بدأت بأعمالٍ تخريبيّة بسيطة حتى تطورت لتصبح قوةً عسكريّة نظاميّة، قُدّر تعداد قواتها بـأكثر من 40 ألف مقاتل.

وبطبيعة الحال، لم تتلقى القوات النازيّة كل ما سبق ذكره بصدرٍ رحب، حيث شرعت في محاولاتٍ لكبح جماح هذه المقاومة من خلال اعدام عدد من النرويجيين الأبرياء، حيث لم يسلم الأطفال أو النساء من هذه الإعدامات. وكان من أبشع الأعمال الإنتقاميّة التي شنّها الإحتلال النازيّ الهجوم على مدينة Telavag  الواقعة على جزيرة Sotra غرب النرويج عام 1942.

ويذكر بأن المقاومة النرويجيّة لم تتلقى دعمًا من الحلفاء فحسب، بل قامت السويد بتزويدها بالمعدات والتدريبات، حيث تدرب في سويد حوالي 8 آلاف من أفراد المقاومة.

العصيّان المدنيّ، وسيلة مقاومة ايضا:

فبعد مرور مدةٍ من زمن، أضحت المقاومة النرويجيّة منظمةً عسكرية نظاميّة انتشرت في الغابات والجبال وتواجدت في مختلف المدن الرئيسيّة والكبيرة في أرجاء النوريج، حيث تمكن هذا الانتشار الواسع من إحكام القبضة على الإحتلال النازيّ في كثيرٍ من الأحيان، ما أتاح للمقاومة فرص ناجحة للإطاحة بعدد من المتعاونيين مع الإحتلال النازيّ أو نبذهم خارج البلاد، سواء خلال الحرب أو عندما وضعت أوزارها، كما تمكّنت المقاومة من قتل عدد من المسؤولين و الضباط النازيين.

أمّا بالنسبة للجبهة المدنيّة، فقد شهدت هذه الأخيرة حركةً ملحوظة من العصيان المدنيّ، وكان من أكبرها عام 1940، عندما قام طلاب جامعة Oslo بتعليق مشابك الورق على معاطفهم في خطوةٍ لإظهار رفضهم ومقاومتهم للمحتلين الألمان ومن تخاذل لصحالهم من ابناء الوطن.

إذًا كان هذا الجزء الاول من قصص الحرب العالمية 2 والتي كانت النرويج مسرحا لاحداثها، والتي فاجاتنا صراحة بكثرة المعارك فيها، والأجمل من ذلك بأننا سنعيشها مع لعبة باتلفيلد 5.

اشترك في قناتنا الجديدة لتصلك جميع عروض الالعاب مترجمة للعربية
اشترك هنا

زكريا احمد

مؤسس ورئيس قسم التحرير في موقع VGA4A, محب لالعاب الفيديو منذ نعومة اظافري امتلكت معظم اجهزة الالعاب المنزلية منذ جهاز العائلة و حتى الجيل الحالي افضل سلسلة العاب بالنسبة لي هي ريزيدنت ايفل, وظيفتي طبيب
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button