مايكروسوفت تتجرأ و تفعلها و لكن هذا ليس كل شيء..
في الماضي و مع احتدام المنافسة بين شركات انتاج اجهزة الالعاب كانت المنافسة بينها تتركز على اساس عدم اصطدام اي منها بالاخرى و اقصد هنا انه كل شركة تحاول ان تروج لمنتجها بتجنب الحديث عن المنتج المنافس فقط تركز على مميزات منتجها و تتحدث عنه و لكن هذا الامر بدأ يتخذ مجرى جديد حديثا حيث اصبحت الان الشركات تتفاخر بقدرات منتجها بمقارنته مباشرة مع منتج الشركة المنافسة و شاهدنا كيف فعلت و تفعل كل من ابل و سامسونج في مؤتمراتها عند الكشف عن اجهزتها الجديدة و تستعرض المميزات المحسنة في جهازها و تقارنها مباشرة امام الملئ و خلال مؤتمراتها بمنتج الشركة المنافسة و كيف تتفوق عليه في الاداء و بعض الخصائص الاخرى.
اذا الامر اصبح كما يقال بالعامية “عالمكشوف” و هذا ما تسير عليه الان شركة مايكروسوفت رغم انها تتجنب في كل مرة مقارنة اجهزة اكسبوكس باجهزة بلايستيشن و لكن هذه المرة تتجرأ و تفعلها حيث قامت بوضع كتيب مصمم بجودة عالية تقارن فيه اجهزة الاكسبوكس وان و اس و اكس مع اجهزة بلايستيشن 4 و البرو و هذه المقارنة جاءت مفصلة بالارقام كوسيلة اثبات مبرهنة للجميع بان جهاز الاكسبوكس وان اكس يتفوق بكل اريحية على جهاز البلايستيشن 4 برو و الارقام تثبت للجميع ذلك.
من وجهة نظرى الخاصة يستحق جهاز الاكسبوكس وان اكس ان يكون اقوى جهاز العاب منزلي عندما يصدر رسميا في الاسواق و ليس الان لان البلايستيشن 4 برو مازال هو الاقوى و لكن مجتمع اللاعبين سواء العربي او الغربي اصبح لا يبحث عن الجودة و الاداء العالي بقدر ما يبحث عن الالعاب و الحصريات التي ستدفعني ان اشترى هذا الجهاز الذي سيكلفني 500 دولار و هذا مبلغ ليس قليل ابدا خصوصا لاشخاص امثالنا قد يكون طالب جامعي او خريج جديد و لا يمتلك وظيفة تؤمن له ان يدفع مثل هذا المبلغ و لكن لو وجدت حصريات قوية و مميزة فبالتأكيد ستدفعني لشراء الجهاز بكل الوسائل الممكنة.
هذا التقرير الذي اردت ان اتحدث فيه عن الترويج الحقيقي للمنتج ليس باستعراض عضلاته بالارقام التي في النهاية لا تعني شيء للاعبين بقدر ما يهمه ان يرى ما يميز هذا الجهاز و يجعلة دافع حقيقي لشرائة و اقتناءه و لفترة طويلة و الدليل الحي على ذلك هو جهاز نينتيندو الجديد سويتش الذي لا يمتلك قدرات خارقة و قد يكون اقل جهاز العاب بقدرات متواضعة نستطيع ان نشبهها بقدرات بعض الاجهزة المحمولة حتى انه يعتمد على نظام معالجة مشابه لما تستخدمة اجهزة الهواتف الذكية من ابل و سامسونج و لكن عندما تصدر لعبة ماريو او زيلدا على هذا الجهاز فالجميع يضع كل هذه الارقام خلفه و ينطلق ليستمتع بهذه الالعاب على هذا الجهاز المتواضع و قد راينها تقيمات كل من زيلدا و ماريو التي تتربع على القمة في موقع التقيمات العالمي ميتاكريتكس و الجهاز مازال يصعد الى القمة ليصبح حلم كل شخص ان يمتلكه ليس لقوته التقنية بل لقوة العابه الحصرية التي تصدر عليه.
ايضا شركة سوني التي تمسك العصا من الوسط استطاعت ان تقدم جهاز بتقنيات لنقول انها متوسطة رغم انني ارى انها قوية و لكن في المقابل سدت فجوة تواضع قوة اجهزتها بامتلاك حصريات مميزة و عناوين يصرخ الجميع عندما يسمع عنها او يراها امامه مثا هورايزون و هيل بلايد و جران توريزمو و انتشارتد و قاد اوف وور و غيرها من العناوين القادمة او التي صدرت في السابق.
شركة سوني تمكنت بذكاء و بعد المحنة التي واجهتها مع البلايستيشن 3 ان تدير اطلاق البلايستيشن 4 بشكل جدا ذكي و عرفت ماهو الذي يهم اللاعب في النهاية انها الالعاب و ليست تلك الارقام التي بالطبع ستبهر الكثير عندما يراها امامه على الشاشة ولكنه سينساها بمجرد ان تختفي من امامه لتبقى الالعاب التي ستصدر هي شغل شاغله طوال الوقت.
اتمنى من مايكروسوفت ان تتعلم الدرس كما فعلت سوني من قبلها و انا لا اعول على هذا الجيل الذي شارف على النهاية و لكن مع انطلاقة الجيل القادم اتمنى ان نرى مايكروسوفت تركز على جلب المزيد من الحصريات المميزة و تتعاقد مع شركات طرف اول او ثاني او حتى ثالث في جلب العاب و محتوى حصري لاجهزتها و تنسى موضوع الارقام لانه في النهاية لن يؤثر كثيرا في الترويج للمنتج ليكون دافع لشرائه.
