
بعد طول انتظار، تعود Treyarch وRaven Software لتضع بين أيدينا تجربة جديدة ومثيرة للجدل في سلسلة إطلاق النار الحربية Call of Duty عبر إصدار Black Ops 7.
هذه المرة، تغامر اللعبة بكسر القواعد المقدسة للطور الفردي، مستبدلة السرد القص السينمائي المركز بتجربة تعاونية (Co-op) في عالم مستقبلي مليء بالفوضى والآلات والتقنيات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل هذا التحول الجريء يخدم اللاعبين القدامى، أم أنه يطمس هوية السلسلة ويبعدها عن أمجادها السابقة؟
أزمة هوية

لطالما كانت Black Ops مرادفاً للحبكة الدرامية المعقدة والمؤمرات العابرة للقارات واللحظات غير المتوقعة، والمهمات التي تمزج بذكاء بين الخيال العلمي والصراعات الجيوسياسية. لكن Black Ops 7 تبدو أقل وفاءً لهذا الإرث، حيث يمكن وصفها بانعطافة حادة تترك خلفها جزءاً كبيراً من روح السلسلة، فرغم أنها تبدو من اللحظات الأولى تجربة حربية ممتعة في لحظات متفرقة، لكنها بلا شك واحدة من أكثر قصص السلسلة ارتباكاً وتفككاً في تاريخ السلسلة.
حملة أم طور تعاوني؟

قررت Treyarch تحطيم القالب المعتاد، فالتحول إلى اللعب التعاوني الكامل جاء على حساب الركائز التي جعلت قصص COD أسطورية، فغياب تأثير الشخصية وعمقها، واختفاء تلك اللحظات الهادئة التي تسبق العاصفة، وضياع المشاهد المكتوبة بعناية. النتيجة هي مجموعة مهمات تشبه طور PvE أي (لاعب ضد البيئة) مع تكرار ممل، وخرائط معادة التدوير، ومواجهات تعتمد على موجات لا تنتهي من أعداء عشوائية الظهور.
الإفلاس الإبداعي وتدوير الماضي
تعاني لعبة Black Ops 7 من إرهاق واضح في الأفكار، وهنا يبدو أن الاستوديو وصل إلى طريق مسدود سردياً، فبدلاً من تقديم الجديد، تم اللجوء إلى النوستالجيا بشكل مفرط. حتى العودة إلى أجواء Black Ops 2 و6 بدت وكأنها محاولة لملء الفراغ وليست بناءً قصصياً واعياً، وهذا لأن الشعور الطاغي هو أن اللعبة صُممت لتحقيق عوائد سريعة بدلاً من ترك بصمة إبداعية تحفر في الذاكرة على غرار أجزائها الكلاسيكية.

أحداث اللعبة تدور بعد عقد من Black Ops 2، حيث يعود “راؤول مينينديز” بطريقة غامضة، بينما ينتقل التركيز إلى فريق Specter One بقيادة “ديفيد ماسون”. لكن المشكلة تكمن في التنفيذ، فالحملة تسلب اللاعب تلك الحميمية السينمائية المعهودة، وفجأة تتحول الى ساحات معارك عشوائية خطية تفتقر للعمق. وحتى المناطق المفتوحة والكبيرة مثل Avalon، رغم ما توفره من حرية حركة، إلا أنها تقع في فخ التكرار في العديد من العناصر.
بشكل عام، ولنكن واقعيين ومنصفين، فلعبة Call of Duty: Black Ops 7 ليست لعبة سيئة الى ذلك الحد، لكنها بالتأكيد وقعت في شرك قرارات طور حملة “قصة” غير موفق، فهل هي مرحلة انتقالية أكثر من كونها تجربة كاملة لتبدو وكأنها صُممت لخدمة الطور التعاوني و”الخدمة الحية” قبل خدمة اللاعب نفسه؟
الإيجابيات
- ميكانيكيات تصويب ممتازة وأسلوب لعبة وحركة ممتع والأسلحة مرضية جدًا، وربما أفضل من العام الماضي.
- أصوات إطلاق النار والبيئة واقعية ومتقنة، وموسيقى القوائم وبعض المهمات جذابة للغاية.
- أسلوب Co-op يقدم تجربة ممتعة مع الأصدقاء.
- العديد من المواجهات ضد الآلات والروبوتات مثيرة وتجعلك تنسجم في قتالها، وكذلك بعض أفكار الخيال العلمي المثيرة.
- إمكانية اللعب بالمنظور الثالث خطوة جريئة وأنعشت التجربة.
السلبيات
- غياب الهوية السردية وتشتت القصة الضعيفة في بنيتها، وبالطبع لا يمكن اللعب دون اتصال بالإنترنت ولا يمكن إيقاف طور القصة.
- شعور عام بأن الأفكار القصصية والاخراجية لهذه السلسلة قد استهلكت إلى حد الركود وغياب الإبداع.
- تصميم العديد من المهمات يشعرك بالتكرار والمبالغة في اعتماده على موجات الأعداء المزعجة، والتوازن بين اللعب الفردي والجماعي ضعيف.
- افتقار كامل للمشاهد والحبكات السينمائية التي تعرّف بها السلسلة.
- القوائم في الشاشة الرئيسية فوضاوية، واللغة العربية فيها غير منظمة.
التقييم النهائي
تجربة فقدت روحها الكلاسيكية - 6.5
6.5
تجربة فقدت روحها الكلاسيكية
إذا كنت تلعب COD من أجل قصتها، فهذا الإصدار قد يخيب أملك. أما إذا كنت تبحث عن أكشن سريع وأسلحة ممتعة وميكانيكيات متقنة وموسيقى حماسية، فقد تجد في بلاك أوبس 7 ما يكفي لإقناعك… ولكنك ستظل تتساءل: هل هذه ما زالت بلاك أوبس التي نعرفها؟











