مراجعة وتقييم Pikmin 4: أطلق العنان لقدراتك الاستراتيجية في قالبٍ مرِح!

انقضت 10 أعوام منذ الجزء الثالث لسلسلة نينتندو الكلاسيكية “Pikmin” على جهاز الـ(Wii U). ومنذ ذلك الحين لم يكن مصير السلسلة واضحًا للكثير من محبيها، حتى أعلنت نينتندو وبشكل مفاجئ في مؤتمرها عن جاهزيتها لإطلاق Pikmin 4 والذي لاقى ترحيبا كبيرا من جمهورها!
لا نعلم ما الذي تخبأه لنا Pikmin 4 عن الأجزاء السابقة، وإن كنت تود التعرف عليها وما إن كانت قد تناسبك. فأنت في المكان الصحيح..
نبذة تعريفية
قبطان يدعى “Olimar” هبط في كوكب غريب أثناء مهمة استكشافية، لتتعطل طائرته بلا أمل للرجوع إلى دياره.. يتمكن فيما بعد من إرسال إشارة طلب النجدة الى قاعدته الفضائية، ليتم ارسال فرقة إنقاذ إليه. والتي بدورها تتعثر كذلك وتجد نفسها بحاجة الى الإنقاذ أيضا!
القصة
تتخذ دور مجند مستجد من فرقة الإنقاذ التي تعثرت أثناء البحث عن القبطان “Olimar”. لتقتضي مهمتك في البحث عن أعضاء فريقك أولا، بعد أن تفرقت بهم السبل في حادثة أصابت طائرتهم عند دخول الغلاف الجوي للكوكب. مما تسبب في تعطلها وسقوط الركاب على متنها في مناطق متفرقة من العالم.
ومع دخولك إلى كوكب جديد بقوانين مختلفة.. ستواجهك العديد من المخلوقات العدائية، والتي ستعتبرك متطفلًا في بيئتها ومصدر تهديد لها، وبالتالي لن تتردد في عرقلتك ومحاولة الاعتداء عليك! ومن هنا ستلجأ الى استعمال رفاقك من الحيوانات الأليفة ك الجرو “Oatchi”، ومجموعة من مخلوقات صغيرة تدعى “Pikmin”.. حيث ستقدم لك كل الدعم الذي تحتاجه لإكمال مهمة البحث عن فرقتك.
تضمنت البداية الافتتاحية حوارات مطوّلة وتعليمات مرهقة لشرح اعدادات اللعب البسيطة. وهي مسألة تتكرر كثيرًا في العناوين “اليابانية”. ما قد تعطي انطباعا أوليا سيئًا للاعبين الجدد وقد تصيبهم بالملل من الساعات الأولى! الا أنه وفور الانتهاء من تلك التعليمات المرهقة ودخولك في أجواء اللعب، ستجد نفسك أمام تجربة ممتعة وفريدة بأفكارها!

Pikmin 🌻
البيكمين هي مخلوقات صغيرة يعود أصلها لنصف حيوان ونصف نبات. تتم عملية ولادتها من خلال تقديم بذور الأزهار “Pellet” إلى قاعدة تسمى “Onion” أو “بصلة”، ومن ثم تبدأ عملية إنتاج مخلوقات الـ”Pikmin”. كما أنها تمتلك عدة أجناس مختلفة، ولكل منها قدرات تميّزها عن الأخرى تحت عدة تصنيفات.. منها:
(Red Pikmin) (Yellow Pikmin) (Blue Pikmin) (Purple Pikmin) (White Pikmin) (Rock Pikmin) (Winged Pikmin)
مع اضافة نوعين جديدة لم يسبق تقديمهما في السلسلة، وهما: (Ice Pikmin) و (Glow Pikmin).
بضمهم إلى فريقك، ستتمكن من تجاوز الكثير من العقبات وحل الألغاز عن طريق قذفهم نحو مهام محددة لإنجازها، أو في اتجاه الأعداء للإطاحة بهم. ومع ذلك، فإن الـ “Pikmin” مخلوقات ضعيفة بحد ذاتها، ولا تعمل بمفردها دون توجيه. ونظرًا لآن الاعداء يصبحون أشد عدائية وقوة في الليل، فلن تستطيع البيكمن العمل الا في النهار. الا أنك ستتعرف لاحقا على صنف جديد من بينها يستطيع الصمود بالليل وهي “Glow Pikmin“! لاعتمادها على عنصر الضوء الذي يتيح لها إخافة الأعداء وابتعادهم عنها.
كما سيقدم لك رفيقك الجرو “Oatchi” المساعدة في قيادتهم والتنقل بهم بأمان سواء عبر الماء أو عند صعود المرتفعات.. اضافةً الى إمكانية ترقية البيكمين بشكل طفيف، بحيث تعمل على تعزيز سرعتها في التنقل وقدرتها على إنجاز المهمات بشكل أفضل.

أسلوب اللعب
تعتمد طريقة اللعب على التخطيط الاستراتيجي لحل الألغاز وتخطي العقبات باستعمال مخلوق الـ”Pikmin” المناسب لكل مهمة. ففي حين قد تصادف حاجزًا كهربائي عليك تحطيمه، ستجد من بيكمين الكهرباء “Yellow Pikmin” الخيار الأفضل في إنجاز تلك المهمة، لتقوم بقذفه نحوها بلا خوف من أن يتم صعقه. أو قد تسلك مسارا لتكتشف أنه مُغلق بسبب نافورة مياه تنبع من الأرض، وتجد من اختيار بيكمين الماء “Blue Pikmin” الطريقة الأمثل للتعامل معها..
لن تجد من مخلوقات “البيكمين” تعود إليك تلقائيًا بعد تنفيذها للمهام.. وستضطر بشكل دوري للعودة وجمعهم ومن ثم الانتقال بهم الى مهمات أخرى! ما ستبدوا كمهمة روتينية مرهقة تقوم بها بين الحين والآخر. ليأتي دور رفيك الجرو “Oatchi” وحل تلك الأزمة عن طريق تدريبه على القيام بتلك المهمات الروتينية.
ليتمكن فيما بعد بإستدعاء جميع “البيكمين” إليك، أو القيام بعمليات استكشافية للعثور على الكنوز المخفية من حولك. وغيرها الكثير من الأوامر التي بإمكان “Oatchi” تنفيذها بعد التدرب عليها. لبعمل على مساعدتك وتوفير الوقت والجهد لتقووم بإنجاز مهام أكثر!
وعندما يتعلق الأمر بمواجهات الأعداء ستجد أيضا الجرو “Oatchi” كقوة هدومية ساحقة نحوهم، كما يتيح لك عند “ركوبه” من تنفيذ مناورات تكتيكية حول الأعداء وخلق فرصة لإطاحة بهم! فضلا عن إمكانية تقمصه واللعب به في بعض المهام التي ستتطلب منك ذلك!

المؤقت ⏰
ومع كل يوم جديد تشرق فيه الشمس، تبدأ مهمة استكشافية جديدة في إطار زمني محدد. يتم توضيحه عبر “مؤقت” في أعلى الشاشة يظهر لك الوقت الحالي من اليوم، ويعمل على إطلاق صافرة إنذار عند إقتراب موعد الليل. لتكون على استعداد بجمع مخلوقات “البيكمين” التي لن تستطيع الصمود في الليل، والعودة بهم إلى المقر الرئيسي حتى صباح اليوم التالي.
يعمل عنصر “المؤقت” على تقديم تحدٍ إضافي ممتع، يعزز بشكل كبير من موازنة استراتيجيتك في آداء المهمات.. ومع ذلك ستجد نفسك في بعض المواقف الحرجة التي قد ينقضي فيها الليل ولم تتمكن من جمع “البيكمين” الضائعة، مما يعني فقدانهم للأبد! هنا تجلب إليك خاصية “Rewind” ميزة العودة الى نقطة حفظ سابقة، وتجربة استراتيجية مختلفة أو إلغاء بعض المهام والعودة بهم سريعا لتقليص حجم الخسائر..
كما تمكنك خاصية “Rewind” أيضا من استعمالها في أي وقت آخر، وستجدها أكثر فائدة عند فقدان عدد كبيرا منهم أثناء المعارك.

كل ما يلمع، يعتبر طاقة ✨
يُشكل جمع الأغراض ونقلها عنصرًا كبيرًا في حل الألغاز.. الا أن الأغراض التي تحمل “لمعان” تكون ذات قيمة أكبر، نظرا لاستعمالها ك وقود للطائرة بعد استخراج اللّمعان منها. ما سيتيح لك الانتقال إلى مناطق جديدة لإكمال مهمات القصة. وتتشابه فكرتها بحد كبير مع لعبة “Super-Mario Odyssey” في جمع الـ “Moons” واستعماله كوقود للانتقال الى أماكن جديدة.
ستجد قائمة كبيرة من الأغراض “اللامعة” في عالم Pikmin 4. والتي لا تتخذ شكلا محددا، الا أنها تحمل نمط الكنوز المفقودة والأثريات الثمينة. وكلما كانت ذات حجم أكبر، كانت ذات لمعان أكثر. ومع ذلك، فحتى الأعداء الذين يتم القضاء عليهم، سيحملون بعضا من “اللّمعان” في أجسادهم. ولهذا ستجد البيكمين يقومون أيضا بجمع الأعداء بعض القضاء عليهم جنبا بحنب مع الأغراض الثمينة لاستخلاص أكبر قدر ممكن من الوقود!
لن يكون الوصول الى بعض الكنوز ذات “اللّمعان” بتلك السهولة.. فالعديد منها سيتطلب منك حل الألغاز، او العثور على مسار آمن للوصول إليها. ومن هنا سيزداد اعتمادك على مخلوقات الـ “Pikmin” التي ستساعدك لتشق طريقك نحوها وتقوم بجمعها.

العالم
تقدم عناوين “Pikmin” بجميع أجزاءها طابع عالمٍ عملاق من منظور مخلوقات صغيرة، تقبع في محيط حديقة لمنزل ما. مع لمسة جمالية رائعة بعالمها، تدخلك في رحلة استكشاف لأصناف متنوعة من الحشرات والنباتات، وبعض من الحيوانات الصغيرة. مع استغلال جيد لبعض المفاهيم الواقعية داخل عالمها.. ك فتحات تصريف المياه، والتي يتم تقديمها على شكل مستويات “Dungeon” بصعوبات مختلفة. يحمل البعض منها كنوز عالية القيمة مقابل إكمالها أو هزيمة زعماءها.
كما يوجد الكثير من المناطق التي لن تكون متاحة للاستكشاف بشكل كامل عند دخولك للمنطقة، وتتطلب منك فتح خصائص محددة لـ”Oatchi” أو العثور على صنف خاص من البيكمين لن تجده الا لاحقا في اللعبة. لذلك ستجد نفسك مضطرًا للعودة الى مناطق سابقة وبشكل دوري حتى بعد الانتقال منها!
وهذا ما يعطي قيمة أكبر لعالمها في طريقة تصميمه وبناءه.. والذي يحفزك على استكشافه كاملا والتفاعل مع كل ما يمر من أمامك. كما تعمل على مكافئتك أيضا كلما تقدمت أكثر في المنطقة بالسماح لك بنقل قاعدتك الى موقع جديد، والتي تتبنى مفهوم الـ”Checkpoint”. ما سيتيح إليك اختصار الطريق لاحقا عند العودة الى المنطقة مجددا في اليوم التالي، بدلا من الانطلاق من البداية والبحث عن آخر نقطة توقفت عندها!

الخلاصة
رائعة - 9
9
رائعة
تمكنت نينتندو من إعادة واحدة من أفضل السلاسل الكلاسيكية لديها إلى الحياة مجددا! واستطاعت من خلالها إثبات قدرة التجارب القديمة على النجاح حتى عصرنا الحالي.