مراجعة وتقييم Super Mario Bros. Wonder: عالمُ العجائب!

يعود “Bowser” هذه المرة لينتقم من ماريو عبر استيلاءه على مملكة “Flower Kingdom”.. لينطلق ماريو ورفاقه مجددا في رحلة للتغلّب على شرّه واستعادة السلام الى المملكة.

بعيدا عن قصص ماريو المعتادة في إنقاذه “الأميرة” المختطفة، ستخوض مغامرتك هذه المرة لإنقاذ “القلعة” المختطفة.. بعد أن سقطت المملكة تحت سيطرة “Bowser”. الا أن القصة تقف هنا ولا تستطرد تفاصيلا أكثر من ذلك، عدى عن مشهد افتتاحي لتقديم اللعبة.

في المقابل، تميل “Super Mario Bros Wonder” الى التركيز بشكل أكبر على تقديم “أسلوب لعب” إبداعي ومبتكر.. في مزيج رائع من النمط الكلاسيكي لنسخة “الريترو” ثنائية الأبعاد، ولمسات إبداعية مستوحاة من “Mario Galaxy” و “Mario Odessey”.. بالإضافة الى أسلوب “Kirby” في تقمص الشخصيات للحصول قدرات متنوعة!

كما تقدم أيضا فكرة تفاعلية مبتكرة تحت مسمى “Standee”.. وهي عبارة عن “ملصقات” تحمل شعارك الخاص، يمكن زرعها في أي موضع أثناء اللعب.. وسيجدها لاعب آخر عبر الشبكة عندما يمر من تلك المرحلة. بطريقة مشابهة لأسلوب “Dark Souls” في وضع “الرسائل” التفاعلية بين اللاعبين. الا أنها عوضًا عن استعمال مفهوم “الرسائل”، فهي تعمل على “إعادة إحياء” اللاعب في حال تعثره بتلك المنطقة!

ElephantMario 🍄

تمتلك “Mario Wonder” مجموعة واسعة من الأفكار المبتكرة التي عملت على دمجها في قالبٍ واحد لتصنع منها صبغة “استثنائية” عن جميع عناوين “ماريو” السابقة..

فمع قدرة “ماريو” الجديدة في تقمص الشخصيات أو الـ “Power-Up”، سيجعل ذلك من كل مرحلة تتخذ نمطًا جديدًا في طريقة اللعب.. فمثلا يمكنك التحول الى ماريو “المُلتهب” لقذف العديد من النيران باتجاه الأعداء، أو التحول الى ماريو “الفقاعات” وإستعمال الفقاعات للقفز عليها أو لعرقلة الأعداء.. الى ماريو “الفيل” واستعمال وزنه الثقيل في تحطيم الحواجز التي تعيقك، أو تعبئة “خرطومه” بالماء ورشفه على الأعداء..

إضافة الى خصائص الـ “Badge” التي ستحصل عليها بشكل متفرق بعد إكمال التحديات.. وهي عبارة عن “ملحقات” يمكن تفعيلها واستعمالها ك قدرة “إضافية”. بحيث تؤثر على الطريقة التي ستبدأ فيها كل مرحلة، سواء عبر ترقية تحركاتك ك القفز العالي أو لتسلق الجدران.. الى إضافة عناصر متنوعة الى عالم اللعبة تساعدك في تخطي بعض التحديات.

كان من المدهش حقا مشاهدة الكم الهائل من القدرات التي يمكن تخصيصها معًا.. والتي تتيح مجالًا واسعًا لخوض التحديات بأسلوبك الخاص، مما يجعل منها تجربة “متجددة” في كل مرة تستعمل فيها تخصيصًا مختلف! وكل ذلك جنبا الى جنب مع “بذور العجائب” والتي بدورها أضافت تنوع أكبر من التحدّيات التي ستعمل على تغيير قواعد اللعبة تماما!

استلهمت “Super Mario Bros Wonder” العديد من الأفكار من سلسلة “Kirby”، وعلى وجه الخصوص “Kirby: And The Forgotten Land” التي صدرت من العام الماضي.. فبعيدا عن قدرة تقمص الشخصيات أو الـ “Power-Up”، ستجد بأن أسلوب تقديم عالم “Kirby” من الجزء السابق قد اتخذ كذلك طريقه الى سلسلة “ماريو”..

يكمن التميّز الحقيقي لهذا التوجه في سهولة التنقل وحرية الاختيار بين المراحل على أن تتبع مسار خطّي.. وهو ما يعمل في المقابل على مساعدتك في تجنّب بعض التحدّيات ذات الصعوبة المرتفعة، وتخطيط مسيرتك بحذر قبل مواجهة الزعيم الأخير من كل منطقة!

في الجانب الآخر تقدم “مملكة الزهور” تنوعًا رائع من البيئات المختلفة في كل منطقة.. والتي تحظى كلٌ منها بسمات فريدة تطغى بطابعها على نمط المراحل والتحديات التي ستخوضها فيها. ما أضاف الكثير من المتعة عند استكشاف التحديّات الجديدة في كل مرة تقوم فيها بزيارة منطقة مختلفة.

WonderSeed 🫧

تمثل “بذور العجائب” أو “Wonder Seeds” جانبا أساسي في بناء “مملكة الزهور” وذلك لما تحمله من طاقة تسمى “Wonder Power”.. والتي يعمل “تأثيرها” على دمج الخيال بالواقع وخلق “عالم موازي” حيث كل شيء فيه ينقلب رأسًا على عقب! وهي ذات القدرة التي قام “Bowser” باستعمالها ليتمكن فيما بعد من الاستيلاء على “مملكة الزهور”..

تنتشر “بذور العجائب” داخل 6 مناطق مختلفة من “مملكة الزهور”.. والتي ستتمكن من زيارتها ضمن سلسلة متنوعة من المراحل للحصول عليها، ومن ثم مقايضتها مقابل فتح مناطق جديدة. الا أنه لتتمكن من الحصول عليها، سيتوجب عليك خوض تحديات خيالية رائعة ينعكس فيها الواقع تمامًا، وتضيف المزيد من المرح الى تجربتك..

تجلب تحديات “بذور العجائب” لمسات إبداعية وفريدة من نوعها مع كل مرحلة جديدة.. ففي حين قد تجد من بعضها يجعل من حجمك عملاقًا، تجد من أخرى تقلّص من حجمك! لتخوض أنواع مختلفة من التحديات تتماشى مع القدرة المكتسبة.. كما سيطال التحدي طبيعة عالمها وتعمل على تغيير قواعده، فقد يصبح الأعداء إما أكثر شراسة أو أكثر مرحًا. وقد تكشف أيضا بعض المناطق “الخفية” التي ستقودك الى أبعاد مختلفة من عالمها!

نجحت “Mario Wonder” في تقديم تجربة “مُشبّعة” بالأفكار تقارع فيها نجاح “Mario Galaxy” على الصعيد الإبداعي والابتكاري، ولكن هذه المرة على مستوى “ثنائي الأبعاد”.. وذلك على الرغم من “صغر” حجم المحتوى لديها، والذي قد لا يتجاوز ~7 ساعات فقط عند التركيز على المهمات الرئيسية..

الا أنها جمعت ببراعة ما بين تجربة “كلاسيكية” مستحدثة، وعناصر متنوعة مستوحاة من عناوين “Nintendo” السابقة.. جعلت منها واحدة من أكثر التجارب مرحًا، وضمن أفضل ما قدمته سلسلة “Super Mario” على الإطلاق!