هل وصلت Call of Duty لمرحلة الاحتراق مع تراجع شعبية Black Ops 7؟!
تراجع في شعبية Call of Duty: Black Ops 7

تشهد سلسلة Call of Duty واحداً من أكثر أعوامها صعوبة، إذ تشير بيانات الصناعة ومحللو السوق إلى أن Black Ops 7 لم تحقق انطلاقة تضاهي إصدارات السنوات الماضية، رغم حفاظها على قاعدة لاعبـين ضخمة تتجاوز 20 مليون لاعب نشط شهريًا.
ورغم أن السلسلة لطالما ارتبطت بأرقام قياسية مع كل إصدار، إلا أن مؤشرات الأداء الحالية وفق خبراء من قطاع تتبع المبيعات ونشاط اللاعبين، توضح أن عدد اللاعبين هذا العام هو الأقل منذ إطلاق منصة Call of Duty HQ.
انخفاض عام في النشاط رغم نجاح Black Ops 6 العام الماضي

يقول كريس درينغ من The Game Business إن سنة 2025 كانت ضعيفة نسبيًا لسلسلة Call of Duty على صعيد المستخدمين النشطين، رغم أن Black Ops 6 قبل عام فقط حققت أداءً استثنائيًا.
ويشير درينغ إلى أن تراجع عدد اللاعبين ليس حالة معزولة حتى ألعاب عملاقة مثل Fortnite سجلت عامًا أقل نشاطًا، بينما ظل شهر سبتمبر الماضي أدنى نقطة تشهدها نشاط السلسلة منذ سنوات.
ووفقًا للبيانات التي نشرتها The Game Business، جاءت انطلاقة بلاك أوبس 7 ضعيفة بشكل واضح أمام المنافس الأكبر هذا العام Battlefield 6، حيث كانت مبيعاتها خلال الأسبوع الأول أقل بنسبة 63% مما حققتها باتلفيلد 6 عند إطلاقه.
وأيضًا تراجع مبيعات Black Ops 7 في اليابان يعد مؤشرًا مقلقًا لشركة Activision، خاصة وأن السوق الياباني يعتبر من الأسواق الأساسية لنمو ألعاب التصويب.
الاحتراق والتخبط الإبداعي

من جهته يوضح ريس إليوت، رئيس تحليل السوق في Alinea Analytics، أن التراجع يعود إلى خليط من العوامل:
- احتراق المجتمع (burnout) نتيجة الإفراط في المحتوى السنوي.
- قرارات إبداعية قد يراها البعض مبتذلة أو سخيفة أو تجاريةً بحتًا مثيرة للجدل مثل التوجه نحو عناصر تجميلية غير واقعية (شخصيات من ثقافة البوب مثل نيكي ميناج).
- انتقادات حادة للحملة التعاونية بسبب ارتباطها الدائم بالاتصال بالإنترنت، وضعف تجربتها الفردية.
- غضب واسع من استخدام عناصر تُتهم بأنها مخرجة عبر نماذج ذكاء اصطناعي.
- هيمنة المشتريات داخل اللعبة على حساب تحسين أسلوب اللعب.
كما يرى إليوت أن قرار طرح اللعبة على خدمة Game Pass منذ اليوم الأول أثر على مبيعاتها التقليدية، كما حدث مع الإصدار السابق الذي تشير تقديرات إلى خسارته نحو 300 مليون دولار من العوائد المحتملة.
المنافسة هذا العام غير مسبوقة

وفق بيانات Ampere، فإن ربع لاعبي سلسلة Battlefield على منصة Xbox كانوا يلعبون Call of Duty قبل شهر واحد فقط من إطلاق Battlefield 6 وهو ما يعكس حجم الهجرة المؤقتة إلى المنافس.
وفي الوقت نفسه، تواصل لعبة الاستخراج Arc Raiders من تطوير استديو Embark Studios التي تجاوزت كل التوقعات، تحقيق قاعدة لاعبين قوية تجاوزت 8 ملايين نسخة، بينما خطف لعبة الباتل رويال الشهيرة Fortnite الأنظار بتعاون The Simpsons، ويؤكد درينغ أن:
“لعبة Black Ops 7 أطلقت في أسوأ بيئة تنافسية ممكنة”.
سوق الخدمات الحية مشبع ويصعب على الكبار

بحسب إليوت، لا يرتبط تراجع Call of Duty بأخطائها وحدها، بل بطبيعة سوق الألعاب الخدمة الحية نفسه، الذي أصبح “مغلقًا لصالح الكبار” نتيجة:
- ارتباط اللاعبين باستثماراتهم في ألعاب مثل Fortnite وRoblox.
- ارتفاع تكاليف تحديثات المحتوى المستمرة.
- فشل غالبية الوافدين الجدد في الحفاظ على اللاعبين بعد الإطلاق.
في المقابل، تبرز أمثلة ناجحة مثل Marvel Rivals وHelldivers 2 وArc Raiders، والتي وجدت طريقها عبر الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع العمالقة وتبني مساحات أقل ازدحامًا، سواء في أنماط الـ PvE أو أساليب لعب جديدة.
رغم أن Black Ops 7 ليست في مرحلة خطر بأي شكل، فهي ما تزال تملك أرقامًا يتمنى معظم المطورين الوصول إليها، إلا أن المؤشرات الأولية المقلقة تشير إلى:
- تراجع ملحوظ عن أداء الإصدارات السابقة
- منافسة قوية استنزفت الاهتمام
- قرارات داخلية لم تلقَ قبولًا لدى الجمهور
ويبقى السؤال المطروح داخل هذه الصناعة المتقبلة التنافسية: هل هذا التراجع حدث عابر، أم بداية مرحلة جديدة تحتاج فيها Call of Duty إلى إعادة بناء ثقة جمهورها؟
المصدر: مواقع الكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي









