مميز

فيروس كورونا, هل هو خطير ليجلعنا نعيش أحداث رزدنت إيفل في الواقع؟ اليكم القصة الكاملة..

عندما تقع الكارثة..

انتشار الاوبئة الغير مسيطر عليها هو دائماً موضوع الكثير من الأعمال السينمائية والترفيهية الأخرى مثل العاب الفيديو وأكثر لعبة جسّدت هذا الغزوا من تلك المخلوقات الدقيقة الكفيلة بالقضاء على البشرية هي سلسلة الشر المقيم رزدنت إيفل او بيوهازرد كما تعرف في شرق آسيا و اليوم تفشي فيروس كورونا يجعلنا نشعر باننا سنعيش نفس التجربة.

لكن ما مدى ارتباط هذا الأمر بالواقع وهل يمكن أن تتحول قصة هذه الالعاب إلى حقيقة؟ قد تكون الاجابة نعم ولا لأن المواد الترفيهية تحاول أن تجعل كل عمل مملوء بالمواقف والإثارة التي لا يمكن أن تتحول إلى حقيقة ولكن نحن هنا نريد ان نتحدث عن مدى ارتباط هذه الاعمال بالواقعية وخطورة تفشّي أيّ مرض فيروسي او بكتيري وفي العالم خاصة المناطق المزدحمة التي تعد السبب الأول لإنتشار أيّ مايكروب وتحوله إلى وباء. العامل الاخر هو عدم وجود مصل مضاد له والذي سيجعل الأمر يتحول بالفعل ليصبح وكأنه أحد قصص هذه الأعمال الترفيهية.

قصة الشر المقيم

قصة لعبة رزدنت إيفل تتحدث عن انتشار فيروس يدعى T-Virus من أحد مختبرات التجارب التابعة لشركة كُبرى تدعى امبريلا والتي اختارت أن تُقيم مختبراتها السرية في مدينة تُدعى راكون وخلال حدث ما يتسرب هذا الفيروس ليصل الى كل المقيمين داخل المُنشأه ويحولهم إلى مخلوقات غريبة أُطلق عليهم الموتى السائرون (الزومبيز) كنوع من توسع كارثة تسريب المرض وعواقبه الذي انتشر عن طريق الحيوانات ومن ثُمّ إلى البشر الذين ينقلون المرض فيما بينهم عبر التنفس والطعام. هكذا أصبح وباء لا يمكن السيطرة عليه وأصبحت مدينة راكون منطقة كارثة صحية وتُعزل عن العالم ويتم حجر سكانها وعزلهم.

رزدنت إيفل
صورة T-Virus من لعبة رزدنت إيفل

اليوم هذه الأحداث التي تحدث في دولة الصين من تفشّي المرض الجديد الناتج عن فيروس يدعى كورونا وهو سلالة معروفة لدى خبراء الطب ولكن هذا النوع من نفس الفيروس يمتلك قدرات وتحولات جينية مُختلفة جعلته لا يستجيب لأيّ مضاد من صنع البشر. هنا في هذا التقرير يشرح لنا الناشط والروائي هانثل | HANTHL القصة كاملة مع تسلسل الأحداث لإنتشار الفيروس في الصين ليكون مصدر توعية وتثقيف لمتابعينا الاعزاء.

القصة كاملة..

كان كل شيء على ما يرام في الصين، خطوط السير مزدحمة، والأسواق ممتلئة، ولا يوجد أيّ شيء يُثير القلق. لكن من بداية الشهر الأخير من العام الماضي عانى بعض العمال العاملين في محل حيوانات ومأكولات بحرية من “التهاب رئوي”، ولكن عندما زاروا الطبيب لم يتم تحديد نوع الإلتهاب وقال لهم أنه مجهول السبب.

بعد هذه الحالات توفرت لديهم معلومات بأنّ أكثر من مائة حالة عانت من هذا الالتهاب الغامض بنفس الفترة وجميعهم كانوا من ذات المدينة التي تُدعى” ووهان”. هذا أثار الشكوك ولكن كانوا يتوقعون أنهُ مجرد نوبة عادية إلى أن جاء اليوم الأخير من عام 2019 وزارت الطبيبة حالة حرجة جداً تعاني من هذا الالتهاب.

استطاع الأطباء من إستخراج عينات من الحالة واكتشفوا أنّ الإصابة كانت من فيروس يتشابه بنسبة 70% مع تسلسل فيروس كورونا, والغريب أنه لا يوجد غير ستة أنواع لفيروس كورونا ممكن أن تصيب الإنسان. هذا يعتبر نوع جديد من هذا الفيروس، أيّ نوع سابع. بعد ذلك تم تسمية هذا النوع الجديد من فيروسات كورونا بإسم “nCoV-2019”.

فيروس كورونا
البنية الخلوية لفيروس nCoV-2019

يتسبب فيروس كورونا في ظهور أعراض تتراوح ما بين نزلة برد خفيفة إلى الموت ويكون مصدرها في الأرجح من الحيوانات. ما يجعل كورانا فيروساً خطيراً هو قتله لعدد كبير من الحالات المصابة به، ولكن الأمر المُطمئن هو أنّ هذه الفيروسات الستة الماضية أنها لا تنتقل من شخص لأخر وبصعوبة يحدث هذا كون المصابين دائمًا عددهم قليل.

الأمر الذي حدث مع الفيروس الجديد مُختلف تمامًا، بدأ الفيروس بقتل الناس فعلًا مع بداية 2020 وتحديداً في التاسع من يناير. مع هذه الحالة تحركت المنظمات الصحية وسيطرت عليه لكن فجأة من الثامن عشر من يناير إلى الثاني والعشرين من ذات الشهر تفاقمت الحالات من 150 حالة تقريباً إلى 541 حالة وقُتل منهم سبعة عشرَ شخص. مما يدل إلى أنّ الفيروس الجديد قادر على الإنتقال من إنسان لآخر، وهنا بدأت المخاوف عن تحول الأمر الى وباء. الأمر الذي زاد من المخاوف هو أنّهم لم يتمكنوا من معرفة مصدر الفيروس الرئيسي لعزله عن الناس وهو أمر لا يحدث عادةً بالفيروسات الأُخرى.

رزدنت إيفل فيروس كورونا
صورة حقيقية من مدينة ووهان الصينية

المشكلة الأُخرى هي أنّ فيروس كورونا انطلق بوسط الصين وهذا تسبب في إنتشاره بسرعة كبيرة في الدولة. الفيروس لم يتوقف عن التضخم حيثُ من الثاني والعشرين من يناير إلى اليوم التالي وصلت الحالات المُصابة إلى 883 حالة! هذا يعني أنها ارتفعت ثلاثمائة حالة خلال يوم واحد فقط. السلطات الصينية لم تستطيع استيعاب الخطر وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في البلاد.

بدأت حالة الطوارئ بأمر السلطات لجميع السكان بإرتداء قناعات واقية (الكممات) واغلاق أسواق المأكولات البحرية واللحوم، وأمر السكان بشراء الخضروات كون البلد قد تكون مقبلة على وباء. لكن المصيبة الأصعب هو بالرغم من الأوامر التي أصدرتها السلطات الصينية بإرتداء الأقنعة إلا أن عدد من الحالات سقطت في الشوارع أمام أنظار الناس وهنا انطلقت السلطات لتأهب عالمي بمنع الخروج وإغلاق المدينة بأكملها وإغلاق سبعة مُدن كبرى أخرى في الصين بجانب ووهان. في مناطق القطاع الحكومي مثل المحطات، لا نرى سوى وحدات للجيش الصيني وبعض المسؤولين إلا أنّ عناصر الجيش ترتدي زيّ آخر أبيض غالباً للوقاية من هذا الفيروس أثناء حمايتهم للقطاع طيلة اليوم.

ادناه يمكنكم مشاهدة مقطع قصير من المدينة التي تشبه مدينة الراكوون من ريزيدنت إيفل، فكما وصفه زملينا هانثل، لا أحد يخرج والجميع خائف ويحافظ على ما تبقى من موارده ولا أحد يعرف مصيره.

بالرغم من التأمينات إلا أن الفيروس ظهر في أمريكا واليابان وكورويا وتايلند واستراليا ومن المتوقع أن تُصبح كارثة في جميع أنحاء العالم لهذا السبب بدأت الصين بإتخاذ قرار الحجر الصحي حيثُ قامت بقفل المطار ومحطات القطار والمواصلات ومنعت السفر للمدينة وقامت بإلغاء احتفالات السنة. على رغم حملة الحجر الصحي الكبيرة إلا أنّ الحالات لم تتوقف عن النموا ووصلت إلى أكثر من 1300 حالة، هذه فقط الحالات المؤكدة أيّ ربما هناك الآلاف من الحالات الأُخرى التي لم يتم تأكيدها او الكشف عنها للصحافة بعد ولهذا السبب الصين اتخذت هذا القرار وحتى قامت بإيقاف السياحة وأقفلت جزء من سور الصين العظيم الذي يعتبر أحد أهم معالمها السياحية.

اقتصاد الصين انهبط واسعار البورصة انحدرت بسبب فيروس كورونا ولكنها ما زالت تقاوم وبدأت في بناء مستشفى يساوي مساحة ملعب بخمسين ألف مُجشّع مخصص لمكافحته. المشكلة هي أنّ أعداد ضخمة هاجرت من مدينة ووهان، بالصورة ادناه ستجدون أنّ استخدام الانترنت اِنخفض بنسبة عشرين بالمائة. تحتوي المدينة على إحدى عشرة مليون نسمة والنسبة توضّح أنّ مئات الآف هاجروا ولهذا السبب منظمة الصحة العالمية تطالب العالم بالاستعداد لوباء محتمل.

فيروس كورونا

لا يوجد لقاح للفيروس ولكن طُرق الوقاية هي:

  •   غسل اليد بإستمرار مع مُنظّف مثل الصابون
  • لا تلمس وجهك خاصةً الأنف والفم في حال كانت يداك مُتسخة.
  •  تجنّب الاتصال المباشر مع المُصابين بالعدوى ولا تُشاركهم بالأدوات.

الحالات ما زالت بإزدياد ووصل عدد الوفيات إلى واحد وأربعين من بينهم طبيب توفى أثناء القيام بعمله بالمستفشى. تشعر وكأنّ الأمر شبيه جداً لما فعلناه جميعاً بلعبة A Plague Inc و رزدنت إيفل وهو لأمر مرعب بحد ذاته. نتمنى أن ينتهي هذا الفيروس على خير ونأمل أن تكونوا أعزائنا القارئين جميعاً آمنين من كل وباءٍ وداء.

شُكراً لهانثل الذي سمح لنا بمشاركة هذه المعلومات على الموقع وشُكراً أيضاً لزميلي زكريّالأحمد على كتابة قصة فيروس ريزيدنت إيفل.

رغيد حلاق

عاشق لألعاب الفيديو والتقنية مِنذُ طفولتي. دائماً ما أستمتع بجميع أنواع الألعاب وأميل بشكل خاص للألعاب المُستقلة. أسعى لتقديم كل مايخص ثقافة الألعاب للقارئ العربي بشكلٍ كامل بأفضل طريقة ممكنة لكونها أمر مفقود نسبياً في بلادنا.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button