مراجعة وتقييم The Dark Pictures Anthology: House of Ashes | أحداث مرعبة في منطقة عربية ..

من المعروف أن سلسلة The Dark Pictures Anthology تتكون من ثمانية أجزاء من ألعاب الرعب، وحتى الجزء الماضي استطاعت أن تضع لنفسها بصمة واضحة بين أفضل ألعاب الرعب القصصية والتي تتميز بالإثارة والإرتباك والترقب المستمر، ونتذكر كيف كانت البداية القوية من خلال عنوان Man of Medan الذي لاقى ردود فعل إيجابية من اللاعبين والنقاد، لتعود بعدها بعام السلسلة لإصدار جزء آخر يحمل إسم Little Hope والتي شهدت تحسنًا ملحوظًا في العديد من الجوانب التقنية والسرد الدرامي، وفي هذه  المراجعة سنكون على موعد مع الجزء الثالث من السلسلة The Dark Pictures Anthology: House of Ashes، فهل قدمت جديد في قصتها وأسلوب اللعب الخاص بها؟

المطور: Supermassive Games الناشر: BANDAI NAMCO نوع اللعبة: رعب،بقاء، رواية القصص التفاعلية الأجهزة: وحدات تحكم الجيل الجديد والماضي والحاسب الشخصي تاريخ الإطلاق: 22 أكتوبر 2021  نسخة التقييم: بلايستيشن 5

قبل كل شيء ترتكز القصة بشكل أساسي حول الحضارة الأكادية التي نشأت في مدينة أكاد في بلاد الرافدين، وقد كان يحكمها الملك “نارام سين” بطل العديد من القصص والأساطير والروايات، حيث بلغت الامبراطورية الأكادية أوجها في عهده، والذي اكتسب شهرته من خلال الأسطورة التي تصوره على أنه الملك الذي دمر الامبراطورية الأكادية بأفعاله غير المسؤولة، حيث تخبرنا بداية قصة اللعبة عن حقيقة دمار مدينة أكاد بإرادة الحكام العظماء بسبب أفعال الملك الأثيمة.

تحاول اللعبة ربط أحداث هذه الحقبة التاريخية بالحاضر، وذلك من خلال قيام وحدة عسكرة أمريكية بمهمة سرية في داخل الأراضي العراقية خلال عام 2003 تحديدًا في المنطقة التي حصل فيها دمار وموت الملك “نارام سين” والتي أصبحت بفعل الزمن مدفونة تحت الأرض، حيث تصادف موقع المهمة السرية للبحث عن أسلحة الدمار الشامل والتي تم رصده من قبل الأقمار الصناعية، أن يكون نفس المكان التاريخي  القديم، حيث سوف تتفاجىء هذه الوحدة السرية بإعتراض من بعض بقايا مقاتليين تابعين للقوات العراقية التي حاولت التصدي لهم.

ولسبب ما حدثت هزة أرضية، نتج عنها إبتلاع الأرض للقوات الأمريكية الغازية التي تتكون من عناصر مخابرات وقوات جوية “ريتشل وآشلي وإيريك”، حيث سقط معهم كذلك فرد من القوات العراقية يدعى سليم عثمان، ويلتقوا جميعًا في باطن الارض الغامضة التي تحتوي بقايا الحضارة الأكادية، التي أصبحت مليئة بالوحوش والمخلوقات الغريبة المتعطشة للدماء، ليبدأ الكابوس الحقيقي لكل تلك الشخصيات، ويصبح كابوس هذه اللعنة أسوء من ادعاء وجود أسلحة الدمار الشامل.

في الحقيقة لقد حمستني بداية القصة من أجل الاستمرار في اللعب، إلا أنه ومع مرور الساعات ستشعر بالملل، وستلاحظ أكثر ركاكة الحوارات بين الشخصيات، وعدم ارتباط الأحداث بشكل سلس، حتى تشعر بأن القصة عبارة عن كتلة واحدة، مهما كانت قراراتك التي سوف تتخذها في اللعبة.

House of Ashes تعتمد بشكل أساسي على نزعات وسمات كل شخصية على حدى، وكل قرار ستتخذه سيؤثر بشكل مباشر على أحداث ومجريات القصة، إلا أن التوفيق لم يحالف المطور Supermassive Games هذه المرة، حيث مهما شعرت أن قرارك قد يكون خاطئاً، أو قد يؤثر على أحداث القصة بشكل كلي، لن يكون لديك حافز كبير من أجل تغييره أو إعادته، أو حتىمحاولة معرفة نتائجه فيما بعد.

ناهيك عن جودة الحوارات الصوتية الغير مفعمة بالحيوية، وأداء الممثلين السيء في تجسيد الشخصية، أو ربما قد يكون المطور هو سبب هذا الأداء والركاكة التي تظهر بكشل كبير بعد 3 ساعات من اللعب، ولكن رغم ذلك، ستبقى اللعبة تحافظ على بعض ميزات الخوف والترقب والارتباك التي لطالما تميزت به السلسلة.

شهدت اللعبة العديد من التحسينات مقارنة بالأجزاء الماضية، كان أولها الرسومات التي تبدوا أفضل بكثير من سابقاتها، وقج تم كذلك تبديل نظام تصوير الكاميرا الثابتة الى كاميرا تتحرك بزاوية 360 درجة يتحكم اللاعب فيها بكل سهولة، وتم تضمين زر كشاف جديد وهو الإضائة الذي يساعدك على إضاءة الزوايا الظلمة في داخل مناطق اللعبة القابلة للإستكشاف، ولكنه في نفس الوقت سيقوم بإبطاء حركتك، وهو الجانب السيء في هذه الخاصية التي تمت اضافتها.

بدون الاطالة عليكم أكثر، The Dark Pictures Anthology: House of Ashes تمتلك بعض الميزات والعديد من السلبيات التي لاحظتها من خلال تجربتي الخاصة، وخبرتي السابقة في هذه السلسلة، والتي تمثلت بشكل مختصر كالآتي..

الإيجابيات

  • هذه المرة تم تصميم تفاصيل الوجوه للشخصيات والعمل عليها بشكل أفضل من الجزء الماضي.
  • رسومات اللعبة أفضل من الجزء الماضي، مع تجسيد أجواء البيئة العراقية خلال تلك الحقبة بشكل متقن للغاية.
  • تمتلك اللعبة معلومات تاريخية مثيرة ومتنوعة لعشاق التاريخ القديم.
  • القرارات في اللعبة ما تزال مدروسة بشكل دقيق للغاية، ومعظمها يؤثر على مجريات القصة بشكل أساسي.

السلبيات

  • طريقة تحرك الكاميرا الجديدة مزعج للغاية، وبطيء كذلك.
  • المشاهد السينيمائية غير مترابطة، لم ينجح الاستديو في
  • التمثيل الصوتي للشخصيات سيء للغاية مقارنة بالأجزاء الماضية.
  • يظهر سليم يتكلم باللهجة المصرية ولكنه لا يبدو بأنه يتقنها جيداً، بينما هو في الأصل جندي عراقي!.
  • كثرة المشاهد السينمائية داخل محرك اللعبة، أفسد من تجربة اللعبة.
  • أداء الشخصيات هو الأسوء في تاريخ السلسلة، حيث تظهر ركاكة كبيرة في حواراتهم وردود أفعالهم.
  • لم ينجح الاستديو في الحفاظ على قوة تأثير نظام إختيار القرارت أثناء الحوار والمواقف، حيث ستشعر بعدم أهمية أي قرار تتخذه رغم تأثيره الفعلي على أحداث مجريات القصة.

الخلاصة

التقييم النهائي - 6.5

6.5

متوسطة

تمتلك The Dark Pictures Anthology: House of Ashes بعض الجوانب التي تجعلك تخوض غمارها، إلا أن الاستديو لم يكن موفقاً بسبب إفتقار القصة للتناسق المطلوب في جعل أحداث اللعبة متصلة بشكل سلسل ومنطقي، والتي أفسدت من تجربة الرعب التي لطالما تميزت بها السلسلة.

تقييم المستخدمون: 3.01 ( 5 أصوات)

Maher Maysara

أمسكت عصا التحكم لأول مرة على جهاز Atari 2600، ومنذ ذلك الحين تحولت ألعاب الفيديو إلى شغفي الدائم، وانبهرت بعالم لعبة Another World على جهاز SEGA لأتعمق وأغوص أكثر في رحلة ممتعة لا تنتهي في هذه العوالم.. وأقدّر الأعمال الفنية التي تترك أثرًا قويا في الذاكرة من بينها The Witcher و Death Stranding و Elden Ring.. وأنا هنا لأن الشغف بالألعاب ينعكس على كتاباتي.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button