هل يجب أن يكون الفشل هو مصير الأفلام والمسلسلات المستلهمة من الألعاب الإلكترونية؟

تتطور صناعة ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية بما يتجاوز ما توقعه أي شخص على الإطلاق، وأصبحت العديد من أسماء الألعاب أيقونة تجارية تتجاوز قيمتها وأرباحها السوقية أضعاف ما قد تحققه أضخم أعمال هوليود من الأفلام السنيمائية وغيرها.

فقد وصل حجم أرباح سوق ألعاب الفيديو إلى أكثر من 203 مليارات دولار أميركي خلال عام 2020، ومن المتوقع أن يبلغ حجم هذا السوق نحو 546 مليار دولار عام 2028، وقد بلغ عدد الذين يمارسون هذه الألعاب 2.69 مليار لاعب في جميع أنحاء العالم بناءً على ما ذكرته Fortune Business Insights.

ومنذ عدة سنوات، تحاول الكثير من الشركات الإنتاج السنيمائية أو حتى مطوري الألعاب استغلال ألعاب الفيديو الناجحة والتي تمتلك قصة وأحداث محبوكة في مجالها. وذلك من أجل استخدام اسمها التجاري في مجال السينما وتحقيق أرباح إضافية، سواء كان عن طريق الأفلام أو المسلسلات. وهو ما حكم عليه بالفشل في الكثير من الأحيان.

المحاولات الفاشلة لاستغلال نجاح ألعاب الفيديو بدأ باستلهام شخصيات “سوبر ماريو” العنوان الأكثر شهرة خلال فترة الثمانينات وتسعينات القرن الماضي. فاستعرض فيلم “الأخوان ماريو” مغامرات الشقيقين Mario و Luigi اللذان يعملان سباكين ويتورطان في دخول بعد موازي من أجل إنقاذ الأميرة، وهو فيلم يتمنى الكثير من محبي ماريو وأفلام السينما أن يمحى من ذاكرة السينما الى الأبد.

Edge of tomorrow

لم يتوقف الامر عند ذلك فقط، حيث استمر كذلك من خلال العديد من المحاولات الغير موفقة كما حدث مع فيلم عنوان القتال الشهير من سلسل “قتال الشوارع” أو Street Fighter الذي انضم بشكل سريع الى قائمة “طي النسيان” لتتوقف المحاولات لفترة زمنية وتعود مرة أخرى.

نجاح محدود

ان الشاذ لا يقتصر على اللغة فقط، و إنما يمتد إلى مجالات أخرى في الفيزياء و الطبيعة و غيرها من الميادين الخاضعة للنظام و القوانين الكونية والمعايير المنطقية، فنجاح عنوان مثل Tomb Raider و Resident Evil وأخيراً Mortal Kombat في بدايات القرن الواحد والعشرين سيكون مخالفاً للقياس لعدة اعتبارات.

احداها أن النجاح الذي حصلت عليه لم يصل الى مستوى نجاحها كعناوين لألعاب الفيديو، بالإضافة الى أن نجاحها اقتصر على بعض الأجزاء، بينما البعض الآخر لم ينل نفس النجاح التجاري والشهرة الفنية، ثم شهدنا بعدها صدور أفلام مثل Far Cry التي تعتبر واحدة من أسوأ الأعمال الفنية السنيمائية التي استلهمت فكرتها من لعبة فيديو ناجحة للغاية في ذلك الوقت.

بداية جديدة وأكثر جدية

خلال السنوات الأخيرة بدأنا نشهد نجاح يقاس عليه، ويتفق الكثير على انه يعتبر نجاح تجاري وفني على مستوى السينما العالمية. وأسباب ذلك تعود بالأساس الى إحداث وإدخال تغييرات جذرية على الأحداث وحبكة القصة مقارنة بالماضي حينما كان يضطر المخرج الى ربط الأحداث التي ظهرت في اللعبة ومحاكاتها داخل فيلم مدته ساعة ونصف.

لقد عانى صناع الأفلام والمسلسلات هذه المرة، فمن المعروف عن الألعاب بامتلاكها القصة الطويلة، تمتد وتتفرع الى قصص جانبية وفرعية طويلة، فهناك هناك ألعاب تحتاج أكثر من 30 ساعة من اللعب من أجل إنهاء القصة الرئيسية فقط، وهذا الأمر سينعكس على حبكتها المعقدة للغاية وتحتاج إلى إعادة كتابة مرة أخرى.

مع الوقت أصبحت هناك محاولات جادة لإنتاج أفلام أكثر جدية تعتمد في حبكتها الرئيسية على الألعاب الإلكترونية، وذلك باستقطاب نجوم أثبتوا جدارتهم في عالم التمثيل يتمتعون بشعبية واسعة، إضافة إلى محاولات إنتاج ضخم للغاية وإبهار كبير على مستوى الرسومات، وأغلب هذه الأعمال حظيت بنجاح مقبول رغم أنه لم يفي بطموحات حجم الإنتاج.

مستقبل مطمئن الى حد ما

لا شك أن التطور التكنولوجي وارتفاع تكاليف الإنتاج من استقطاب ممثلين بجود عالية وتصوير احترافي بمعاير عالمية، سيساهم بشكل كبير في تقليل الفجوة بين نجاح عناوين ألعاب الفيديو في مجال الأفلام، رغم أنها ستخض الى العديد من الشروط القاسية من أجل تحقيق ذلك.

شهدنا كيف كان نجاح مسلسل The Witcher المقتبس من الأصل من رواية مجرية شهيرة يعرفها الكثير من القراء حول العالم، وما زال النجاح مستمراً حتى مع صدور الأجزاء الجديدة، ولا يختلف اثنان بأنه يعتبر من أنجح المسلسلات المقتبسة من الألعاب الإلكترونية.

المشروع المنتظر الآن هو مسلسل The Last of Us المقتبس بشكل كامل من عنوان بلايستيشن الحصري وإنتاج شركة سوني، ويضع الكثير من اللاعبين ومحبي الأفلام آمال عالية عليه.

Maher Maysara

أمسكت عصا التحكم لأول مرة على جهاز Atari 2600، ومنذ ذلك الحين تحولت ألعاب الفيديو إلى شغفي الدائم، وانبهرت بعالم لعبة Another World على جهاز SEGA لأتعمق وأغوص أكثر في رحلة ممتعة لا تنتهي في هذه العوالم.. وأقدّر الأعمال الفنية التي تترك أثرًا قويا في الذاكرة من بينها The Witcher و Death Stranding و Elden Ring.. وأنا هنا لأن الشغف بالألعاب ينعكس على كتاباتي.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button