مراجعة وتقييم Star Wars Jedi: Survivor: رحلة محارب جيداي مليئة بالصعاب والمفاجآت
لا يستطيع أحد إنكار النجاح الكبير الذي حققته لعبة Star Wars Jedi: Fallen Order التي صدرت قبل 3 سنوات، وذلك بعد سنوات من الجفاف سلسلة في ألعاب حرب النجوم، والآن مع عودة السلسلة مع البطل Cal Kestis في Star Wars Jedi: Survivor هل سنشهد نجاحها آخر لها على غرار الجزء الماضي؟
مرحباً بكم في مراجعة وتقييم Star Wars Jedi: Survivor
قصة وعالم اللعبة “بدون حرق”
بعد خمسة سنوات من أحداث الجزء الماضي، يعود محارب الجيداي Cal Kestis من أجل أن يواجه جحيم الامبراطورية “Galactic Empire” في السعي الى فرض سيطرتها الكاملة على المجرة والحصول على القوى، بينما سيكون على Cal عبء إعادة مجد Jedi مرةً أخرى بعد المجزرة الكبيرة التي حلت بهم من قبل الامبراطور، وذلك لأنه يعتبر آخر الناجين المتبقيين منهم.
الـ Jedi كما هو معروف هي منظمة رهبانية وروحانية وأكاديمية واستحقاقراطية قديمة خيالية تظهر في سلسة جميع أعمال ومسلسلات حرب النجوم، وظهرت بعد معركة يافين وتدمير نجم الموت، أعضاء الجيداي يتألفون من مجموعة أشخاص منهم موسوعيون ومعلمين وفلاسفة وعلماء وأطباء ودبلوماسيين ومحاربين، أعمالهم تتركز في مساعدة الفقراء.
كان لاستمرار مغامرة محارب “الجيداي” Cal، سبباً واضحاً؛ وهي صناعة لعبة فيها أقل مساحة من المخاطرة، مع أكبر قدر من “النوستالجيا” من الجزء الماضي مما يضمن نجاح العمل واستمرار للبداية القوية لهذه السلسلة. هذا الأمر يظهر أن Survivor مجرد إعادة إنتاج للجزء الماضي على شكل أوسع.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجودة كانت سيئة. بل العكس تماماً، وهو ما يعكس خبرة الاستديو المطور، حيث ركز استوديو Respawn جهوده بشكل كبير من أجل الاستفادة من ميزات الجزء الأول وتوسيع نطاقها بصورة أكبر
شخصيات أكثر عمقاً ووضوحاً
لا أخفيكم أن بطل القصة الحالية والجزء الماضي Cal حاز على إعجابي بسبب المعاناة الكبيرة الذي يواجهها، حيث ترى بأم عينك صموده وحيدًا أمام جحافل الامبراطورية ومؤامراتها اللامتناهية، وهو لا يزال مطاردًا من قبل الإمبراطورية، مع العديد من الشخصيات الأخرى.
بداية اللعبة والخدعة الكبيرة الذي يقودها البطل، كانت المحرك الرئيسي للأحداث، وساهمت في الدخول بشكل كبير في أجواء قصة اللعبة، وبعد تلك المقدمة المثيرة، شهدت أحداث القصة تغيراً يطرأ في أحداث بطلنا، وهو البحث عن قوى غامضة ستمكنه من الهرب والابتعاد عن ملاحقة الإمبراطور، من أجل الاستعداد لمواجهتهم مرةً أخرى، ستلتقي بالعديد من الأصدقاء الجديد والحلفاء من الماضي، وستكون علاقات أكثر انسانية وعمقاً من الجزء الماضي
في مراجعة وتقييم Star Wars Jedi: Survivor شيء جميل في اللعبة لاحظناه، وساهم كثيراً في تسهيل اللعب، وهو زيادة مناطق أو دائرة التأمل Meditaion Circle، وذلك لأهميتها الكبيرة في استرجاع الطاقة والتنقل السريع، أو حتى استرجاع الأعداء وقتلهم مرة أخرى للحصول على المزيد من النقاط.
من طريقة تصميم العالم في اللعبة ستتأكد تماماً بأنها موجهة تماما لمحبي وعشاق السلسلة، أما الاستكشاف في اللعبة، فهذه المرة أصبح أوسع وأفضل من الجزء الماضي، ربما لأن العالم أصبح أكبر وأضخم عن ذي قبل. هذا الأمر جعل من التنوع الغني في المهام الجانبية أكثر متعة.
أسلوب اللعب والقدرات والأسلحة
التوجه الجديد في أسلوب اللعب، يظهر تمامً التأثر بشكل مباشر بأسلوب ألعاب السولز وتحديداً لعبة “Sekiro”، نعم ستشعر بالمتعة في الكثير من الأحيان وبعض الملل أحياناً، ولكن أتمنى أن يستمر الاستديو في تبني هذا النظام في الأجزاء المقبلة، حيث من الممكن أن يصبح مصقلاً بشكل أكبر من هذا الجزء.
القفز يذكرني بشكل كبير في قفزات “لارا كرافت” الانسيابية في أجزاء لعبة توم رايدر الماضية، مع امتلاك البطل الكثير من الحركات وأساليب المراوغة المتنوعة “رغم عدم دقتها أحياناً”.
يمتلك البطل 5 وضعيات مختلفة لاستخدام سيف الضوء Lightsaber، مع إمكانية تغيير اسلوبه، حيث لكل أسلوب منها شجرة المهارات الخاصة به، يعني أنه بإمكانك حمل سيفين ليزر، او سيف لوحده أو سيف برأسي ليزر، أو سيف ليزر في يد، وفي اليد الأخرى مسدس.
وبمناسبة الحديث عن شجرة المهارات، هناك تنوع كبير عن الجزء الماضي، تنقسم الى ثلاث تطويرات رئيسية وهي “SURVIVE البقاء – LIGHTSABER سيف الضوء – FORCE” ولكل قسم عدة أقسام للتطوير، وبإمكانك استخدام نقاط الخبرة من أجل تطويرها والاستفادة من القدرات الجديدة، ويمكن إعادة توزيعها في البداية بشكل مجاني، بينما ستحتاج الى التضحية بنقطة خبرة من أجل توزيعها مرةً أخرى في حال كانت هناك حاجة ملحة لتغيير أسلوب اللعب أو استخدام قدرة معينة.
هناك أيضاً القوة التي تسمح لبطلنا دفع أو جذب الأشياء أو حتى الأعداء بأنفسهم، أو السيطرة على القوة العقلية لهم والتحكم فيهم في بعض الأحيان. رفيقك الصغير المحبوب Bd-1 أصبح الآن أكثر أهمية من الجزء الماضي، سواء من حيث القتال أو في مساعدتك في حل الألغاز، وكثير من الأحيان يساعدك في تنبهيك لأحد الألغاز أو الكنوز والعناصر المخبئة، ويساعدك في مسح العناصر المختلفة في كل منطقة جديدة تزورها، ويوفر الكثير من التفاصيل الهامة.
الأعداء والزعماء والذكاء الاصطناعي
تتميز Star Wars Jedi: Survivor بتنوع فريد من الشخصيات سواء الحلفاء أو الأعداء، وهناك العديد من الأعداء المعروفين من السلسلة، مع الأسف لم يكن في بعضهم المستوى المطلوب في التصميم أو حتى الذكاء الاصطناعي المحدود كثيراً مع الأسف، لكن الزعماء الصغار سيكون لديهم رأي آخر في حال واجهت أحدهم، لكن بعض الأحيان لن يستغرق منك قتل أحدهم سوى بضع ثواني.
سيكون لديك القدرة على ترويض مجموعة مختلفة من الوحوش، وذلك بحسب الكوكب الذي ستكون متواجد فيه، يعمل هؤلاء على اختصار الوقت في الكثير من الأحيان من خلال السفر لمناطق بعيدة، وهو أمر يعتبر ضروري للغاية من أجل تجاوز العديد من العقبات أو المناطق التي لا تستطيع الوصول إليها سيرًا على الأقدام.
أكثر الأعداء المزعجين في اللعبة، بل وأكثر هم ذكاءً هم Magnaguard وأيضاً Purge الذين يعتبرون من وحدات النخبة التي تعترض طريقك في كثير من الأحيان وتتسبب في مقتلك، ولا ننسى أيضاً أعداء Bedlam Raider أو صيادي المكافآت، ناهيك عن الزعماء الأساسيين في اللعبة.
الرسومات والفيزياء والأصوات
مما لا شك فيه هو أن رسومات اللعبة والأصوات بشكل عام أفضل بمراحل من الجزء الماضي، وهذا أمر يظهر بشكل فعلي منذ بداية اللعبة، سواء في البيئات البعيدة الشبه مفتوحة، أو حتى في الماكن الضيقة أو المغلقة، على عكس أجزاء السلسلة الماضية، كل شيء حولك حيوي ينبض بالحياة.
تم نقل أصوات سيوف الضوء الـ LIGHTSABER بشكل متقن كما أنها في الأفلام، مع مجموعة ضخمة ومتنوعة من الأصوات المحيطية المحيطة بك، والتي تشعرك فعلاً بأنك في عالم حرب النجوم وبيئاته المعروفة، أما فيزياء العبة بصراحة فلا يعيبها أي شيء، سواء في القفز أو رمي الأشياء والكثير من الأشياء.
على اجهزة اكس بوكس وبلايستيشن 5 سيكون هناك نمطين للعب، “الأداء” و “الدقة” الأول يقدم دقة عرض 1440p وسرعة 60 إطارًا في الثانية، بينما يقدم الثاني دقة 4K ومعدل 30 إطارا في الثانية، وننصح بشدة في اللعب بنمط الجودة لخلوه من المشاكل، حيث يتجاوز في كثير من الأحيان معدل عدد إطارات 30.
مراجعة وتقييم Star Wars Jedi: Survivor
الإيجابيات
- مهام جانبية متنوعة، وألغاز متنوعة وتستحق إمضاء الوقت قليلاً عليها، وهو أمر كان يفتقده الجزء الأول.
- شخصيات متنوعة وعلاقات إنسانية أقوى من الجزء الماضي.
- قصة ممتعة ومرضية لعشاق السلسلة، وخصوصاً في الجزء الأخيرة من اللعبة.
- أداء اللعبة على نمط الدقة ممتاز على وحدات تحكم الجيل الحالي.
- نمط التصوير بالكاميرا “Photo Mode” ممتع ولديك حرية كبيرة في تحريك كاميرا التصوير.
- عدد ساعات اللعبة مناسب للغاية بالنسبة لتنوع المهام الأساسية أو الجانبية.
- تحسن كبير وملحوظ على مستوى الاستكشاف والتنقل.
- كان لدى المطور الجرأة الكافية لتبني أسلوب ألعاب السولز.
السلبيات
- عدم دعم اللغة العربية سواء من خلال الدبلجة أو حتى من خلال ترجمة النصوص والقوائم.
- الذكاء الاصطناعي لدى العديد من الأعداء محدود للغاية.
- فجوة غير واضحة بين أحداث هذا الجزء والجزء الماضي.
الخلاصة
التقييم النهائي - 9
9
ممتازة وتستحق التجربة
استمرارً لنجاح الجزء الماضي، وفقت لعبة Star Wars Jedi: Survivor في التأكيد على أن ألعاب القصة أو طور الحملة لا يزال يعتبر قلب وروح ألعاب الفيديو، ورغم أنها مجرد تكملة للجزء الماضي، إلا أنها نجحت في تقديم عناصر جديدة وفريدة من نوعها وأسلوب لعب مقتبس الى حد ما من ألعاب السولز، مع تكنولوجيا خيالية وقوى سحرية ومخلوقات مدهشة من سلسلة حرب النجوم، وهو ما يجعل منها عالمًا مثيرًا للاهتمام، وفي كل مرة تبتعد عن اللعبة، ستشعر أنك بحاجة الى العودة مرةً اخرى من أجل الاستكشاف وإكمال مغامرة بطلنا كال.