هل فعلا تواجه Microsoft و Sony معضلة في اقناع اللاعبين بترقية أجهزتهم؟
شهد صانعو أجهزة الكونسول مثل شركتي Microsoft و Sony، انخفاضًا ملحوظا في الطلب على أجهزتهم مع كل جيل متتالي، وذلك على مدار العقود الماضية، وبحسب آراء الخبراء يعود ذلك إلى الصعوبة في التفريق وتمييز القفزة التقنية بين الأجيال، والأفضليات والفروق الإيجابية لكل منها، إذ لا تستطيع العين البشرية رؤية الفرق بين دقة 4K و 8K بسهولة.
ووفقا لوكالات البحث والتحليل، فإن عدد العائلات التي لديها جهاز كونسول لم يتغير كثيرًا منذ أكثر من عشر سنوات، إذ يرفض او يتردد العديد من اللاعبين التبديل أو الترقية إلى أجهزة الكونسول الأحدث الجديدة لأنهم لا يرون أسبابًا أو فروقًا كافية تدفعهم لذلك، وبينما يحاول صانعو الأجهزة إيجاد حل للأحجية وإقناع المستهلكين بأن الإصدارات الجديدة أكثر قوة وأسرع وتتمتع بجودة صورة أفضل، فإن هذا لا يكفي لزيادة المبيعات إذا لم يتمكن العملاء من رؤية الفرق الكبير بأعينهم.
ونعلم جميعًا بأن شركة Sony قد أصدرت منذ أقل من شهر جهاز منتصف الجيل الجديد الخاص بها PlayStation 5 Pro، ويستخدم هذا الإصدار المُحسن الأقوى الذي تبلغ تكلفته 700 دولار للمستهلك، تقنياتٍ تعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة العرض وتسريع معدلات تمرير الإطارات في الألعاب وجعلها أكثر استقرارًا.
كما يوفر جودة ودقة صورة استثنائية لما يصل إلى 82 لعبة محسنة ومحدثة لأجل العمل مع قدرات الجهاز الأقوى، ولكن على الرغم من التقنيات الجديدة والترقية الجديرة بالتجربة لاسيما للاعبين الخبراء، وزيادة سعر الجهاز بمقدار 200 دولار فقط، فإن الاهتمام بالجهاز الجديد لمنتصف الجيل ما يزال دون توقعات الشركة المصنعة العُليا.
هذا ويعتقد “دانييل أحمد” مدير الأبحاث والتحليلات في Niko Partners، بأن مبيعات PS5 Pro ستمثل 10% فقط من إجمالي مبيعات جهاز PS5 الأصلي بنهاية دورة حياة الجيل، وهذا أقل مما حققه جهاز PS4 Pro من مبيعات جهاز PS4 الأصلي التي وصلت إلى 15% من إجمالي مبيعات الجهاز الأصلي في الجيل السابق.
كما ظهر موقف مشابه مع جهاز Xbox Series X لشركة Microsoft، حيث يتم رفع السعر من أجل زيادة الأداء، لذلك لا يرى الكثير من المستهلكين أي أمرٍ مقنع في ترقية جهاز الجيل السابق لديهم طالما ما تزال الألعاب الحديثة تصدر للجيلين معًا، مما يمنعهم من شراء جهاز جديد أو تأخير ذلك قدر الإمكان.
يقوم كل نموذج جديد من أجهزة Sony أو Microsoft بوضع معايير أعلى، ويقدم ميزات مُحسن مثل تتبع الضوء والرسوم المتحركة المحسنة للوجه وما يلزم لتجسيد الحركات والعوالم بشكل واقعي، لكن هذه الابتكارات التكنولوجية تتطلب شرائح متقدمة ومكلفة على نحو متزايد، وأناسًا خبراء يعرفون ما يبحثون عنه تمامًا، كما أنه وفي الوقت نفسه،لا تنخفض تكلفة أجهزة الكونسول بشكلٍ ملحوظ حتى مع تقدمها في العمر، ونتيجة لذلك لن يكون هناك إقبالٌ أو تزايدٌ في الطلب عل الأجهزة الجديدة لأكبر شركات التصنيع في العالم، ما لم يتم إيجاد حلٍ جذري للمشاكل المطروحة.