بعد أيام فقط من انتشار تجربة تقنية غير رسمية تتيح تشغيل GTA: Vice City مباشرة عبر متصفح الإنترنت، تحركت شركة Take-Two Interactive بشكل رسمي كما كان متوقعًا، لوضع حد لهذا المشروع، عبر إرسال إنذار قانوني مباشر يطالب بإيقافه فورًا.
التجربة المثيرة التي أثارت اهتمامًا واسعًا في أوساط اللاعبين بوصفها استعراضًا تقنيًا لحدود تشغيل الألعاب الكلاسيكية داخل المتصفح، أصبحت الآن في مرمى قوانين الملكية الفكرية، وهو ما أعاد الجدل مجددًا حول الخط الفاصل بين الابتكار التقني وانتهاك حقوق النشر.
لماذا أوقفت Take-Two التجربة؟
بحسب نص الإنذار القانوني، ترى Take-Two أن المشروع:
- يستخدم اسم Grand Theft Auto: Vice City وشعاراته ورسوماته دون ترخيص
- يتيح تشغيل نسخة معدلة من محرك اللعبة داخل بيئة ويب
- يشجع المستخدمين على إدخال بيانات أو مفاتيح من نسخ أصلية، ما يُعد تسهيلًا لاستخدام غير مصرح به
- قد يشكل تحايلاً على أنظمة الحماية التقنية، وهو ما يندرج تحت انتهاكات DMCA
الشركة أكدت بشكل صريح أن مشروع Grand Theft Auto Vice City غير معتمد، وغير مرخص وغير مصادق عليه من قبلها أو من Rockstar Games، وطالبت بإزالة كل ما له علاقة بألعابها فورًا، مع التلويح بإجراءات قانونية أوسع في حال عدم الامتثال.

لكن اللافت أن التجربة لم تُقدَّم كلعبة مقرصنة بالمعنى التقليدي، بل كـ عرض تقني لتشغيل محرك اللعبة عبر المتصفح، وهو ما جعل البعض ينظر إليها كخطوة بحثية أو استعراضية أكثر من كونها بديلاً تجاريًا.
لكن موقف Take-Two يعكس سياستها الصارمة والمعروفة تجاه المشاريع غير الرسمية وكل ما له علاقة بالمحاكاة، وكذلك التعديلات أو الإصدارات البديلة لألعابها، وهو نهج سبق أن شاهدناه مع مشاريع جماهيرية أخرى، بغض النظر عن نوايا مطوريها.
خيبة أمل أمل، لكنها ليست النهاية
إيقاف تجربة Vice City داخل المتصفح لا يعني بالضرورة نهاية هذا النوع من الابتكار، لكنه يوجه رسالة واضحة، التجارب التقنية التي تعتمد على عناوين تجارية شهيرة ستظل دائمًا مقيدة بالإطار القانوني، مهما كانت غير ربحية أو تجريبية.
في المقابل، أعاد هذا الحدث تسليط الضوء على تعطش اللاعبين لرؤية إصدارات رسمية خفيفة أو سحابية لألعاب GTA الكلاسيكية، وهو أمر لم تستثمر فيه Rockstar حتى الآن بشكل مباشر.
ما بدأ كتجربة مثيرة لتشغيل GTA: Vice City داخل المتصفح، انتهى بتدخل قانوني حاسم من Take-Two، ليذكر الجميع بأن الحنين، والتقنية، والابتكار… لا تعفي من قوانين الملكية الفكرية.









