مراجعة وتقييم | RAD

عندما تنظر للعبة RAD سترى أنّها من استديو دابل فاين بشكل مباشر، لأنّ رسوميّات اللعبة وألوانها تنادي بذلك. فهي من نوع روجلايك الغير مشهور مقارنةً مع باقي الأنواع. اللعبة ستأخذ مكانتها بين ألعاب هذا النوع بدون شك لكنّها لن تكون كافية لجعلك تحب هذا النمط إن لم تكن من محبينه بالفعل.

اللعبة مبنية بالثمانينات وكلمة “راد” كانت مستعملة بكثرة في تلك الفترة وتعني “رائع”. بعد عدة محاولات فاشلة لي وانا ألعب اللعبة أخبرني مذيع اللعبة بصوت عالٍ  أنني لست في الحقيقة “راد – رائع”. هذا الأمر جرح مشاعري حقاً فقد قام هذا المذيع بترديد أنني “لست راد” عدة مرات لأنّ اللعبة صعبة حقاً، لهذا الأمر قررت أن أتحدى نفسي وأستعمل كامل قواي إلى أن أخبرني المذيع بأنني “رائع”. سأعترف لكم أنني لستُ من اللاعبين المحترفين عندما يأتي الأمر لألعاب الـrougelike لكنني سألوم الحظ والقدرات العشوائية التي حصلت عليها أثناء تجربتي، أجل بالتأكيد هذا هو السبب.

في لعبة RAD سوف تحاول إنقاذ العالم بعد إنتهائه مرتان متتاليتان، لذا من غير المفاجئ أن تكون الأمور غير واعدة للبشرية. لهذا السبب أعطاك ما يسمى الـ”ميندرز” مهمة العثور على مصدر طاقة جديد يساعد البشرية على إستعادة السطيرة على كوكبهم. بالتأكيد هذه المهمة تعتبر ضخمة وتتوقع أنه سوف يكون معك الكثير من الأسلحة ونقاط الحياة خلال رحلتك صحيح؟ لا. سوف تبدأ بمضرب بيسبول وثلاثة قلوب فقط — هذا كل شيء. بالتأكيد سوف تحصل على تحولات (قدرات) قوية حقاً لكن هذا إن لم تمت بسرعة وقمت برفع مستوى شخصيتك. وعندما تموت، سوف ينتهي كل هذا — انت وشخصيتك الرقمية سوف تعودان إلى خط البداية بدون أيّ تحولات او مهارات.

سأكون أول من يعترف أنّ لعبة راد – او ألعاب الـrougelike بكشل عام – غالباً ما تبدو بائسة على الورق. لكن حينما تأتي ألعاب روجلايك حديثة وتقدم الكثير من المحتوى مثل Enter the Gungeon او Dead Cells سوف تستمتع بشكل كبير. على الرغم من أنّ اللعبة سوف تعاقبك بشدة من دون أن تُفكّر لثانية، إلا أنك ستستمر في العودة لمزيد من العذاب الملون ليس فقط لأنك تستمتع بالتعذيب من لعبة فيديو بل لأنّ لعبة راد اللعينة ممتعة ومشوقة. لن أكذب عليكم أحياناً عندما أموت بطريقة تافهة او غير متوقعة اول شيء اعمله هو أنني أخرج من اللعبة، لكن دائماً ما وجدت طريقي وانا أعود لها بعد لحظات طويلة من الغضب.

نظام القتال في اللعبة ممتع ومثير خاصةً عندما تقوم برفع مستوى الشخصية التي ستختارها حيثُ سوف تحصل على تحولات (قدرات) عشوائية في كل مرة تلعب فيها وستممكن من إستعمال ثلاثة تحولات بذات الوقت. إستكشاف العالم ممتع لكن قد يتكرر ببعض الأحيان إلا أنّه دائماً ما ستعلم أنّهُ هنالك تحدي أمامك وهو الأمر المُشوّق فيها. وعندما تظن أنّك أصبحت محترف في اللعبة ستقوم RAD برميك بمكان مليء بالوحوش التي يجب عليك قتالها بذات الوقت، إن مُت ستشعر بألم شديد لكن هذا الأمر لن يدمر استمتاعك ابداً.

بصريّاً، اللعبة تبدو جميلة حقاً. وعندما ترى الشخصيات واللغة والتقنيات بالإضافة إلى ثقافة البوب المنتشرة في جميع أنحاء اللعبة ستعلم أنّ العالم إنتهى في وقتٍ ما خلال الثمانينات. تقوم للعبة بإستخدام هذه الحقيقة لصياغة العالم بهذا الشكل دون أن يصبح مبتذلاً او مثيراً للسخرية. على سبيل المثال، تقوم بتجميع أشرطة الكاسيت لإستخدامها كعملة ،وسوف تسمح لك الأقراص المرنة بإلغاء أقفال الصناديق ومداخل الكهوف. تتشر أجهزة التلفزيون الكيبرة بكل مكان في بيئة اللعبة وتوجد الكثير من أجهزة الأركيد (التي إذا ضربتها قد تحصل على شيء، اعتبروها نصيحة)، وبسبب أضواء النيون التي كانت مشهورة بهذه الفترة، سوف تستمتع حقاً بعالم اللعبة المُلوّن.

بالنسبة لأسلوب اللعب، سوف تحتاج للمهارة بالتأكيد من أجل التقدم لكن نجاحك يعتمد على الحظ بشكل كبير. أحد أنجح الأوقات لي في اللعبة كان مبني على التحولات الممتازة التي حصلت عليها، حيثُ كان بإمكاني إلقاء رأسي كقذيفة نارية وكان لديّ جسم السرطان بالإضافة لإمكانية تثبيت الأعداء لأجزاء من الثانية، كانت هذه القدرات العشوائية متزامنة مع بعضها البعض بشكلٍ ممتاز. لكن ببعض الأوقات الأُخرى كان لديّ تحولات سيئة للغاية ولم أتمكن من تخطي المراحل الأولى من اللعبة.

أثناء تقدمك وموتك في اللعبة سوف تستطيع فتح عناصر وأسلحة جديدة يمكنك إستعمالها بالإضافة إلى إمكانية حفظ الكاسيتات في البنك لتتمكن من إستعمالهم حتى لو متت، في مركز اللعبة الأساسي هنالك تاجر يقوم بتوسيع متجره أكثر كلما تتقدم انت أكثر في اللعبة.  لعبة RAD تُعطي لك العديد من الأمور لتساعدك في مهمتك لإنقاذ الكوكب، لكن كما بالحياة الواقعية، تعتمد الكثير من الأمور على الحظ أكثر من التجربة.

لكن حتى عندما تموت وتخسر جميع تحولاتك – خاصةً المخلوق الذي يجلس على ظهرك ويضرب الأعداء – وحتى إن لم تحصل على التحولات اللازمة من أجل زيادة تقدمك سوف يكون مذيع اللعبة معك ليساعدك على الإستمتاع أكثر. قد يتعب بعض الناس من سماع ذاك الصوت الغريب العميق الذي يصيح بصوته “Floppy Key!” عندما تقوم بإلتقاط قرص مرن او عندما ينادي “Paaaaaaused” عندما تدخل على قائمة التوقف مراراً وتكراراً، لكن هذا الأمر جعلني أستمتع أكثر باللعبة خاصةً عندما كان يقول لي أنني رائع ليشعرني كأنني حققت إنجاز ما داخل اللعبة. أجل بالتأكيد ذكَرَ عدة مرات بأنني “لست راد” لكنني سامحته بسرعة.

يمكنكم القول أنني أحببت واستمتعت بالعبة RAD رغم أنني مشيت بعيداً عنها لأوقات كثيرة، إلا أنني دائماً ما عدت لتجربة المزيد من التحدي بالعالم الملون المنتهي. لكن دعوني أوضح لكم شيئاً واحداً: إذا لم تكونوا من محبين ألعاب الروجلايك ونظام القدرات والمهارات العشوائية، فإن راد ليست كافية لتغيير رأيكم بهذا النمط حيثُ هي تقوم بأخذ الأمور المعهودة من النمط وتقدمه بطريقة مختلفة قليلاً لكن ضمن الثمانينات. لذا إذا كرهت لعبة Enter the Gungeon ولم تكن من محبين The Binding of Issac فأنصحك بالوقوف بعيداً جداً عن راد. أما إذا كنت من اللاعبين القُدماء ومن محبين هذا النوع من الألعاب فأنصحك بتجربتها بالأكيد لأنّ استديو Double Fine و بانداي نامكو قدموا لنا لعبة ممتعة لهذا الجيل.