يتفق معظم اللاعبين على أن أسوء ما حدث خلال فترة إطلاق أجهزة الجيل الجديدة بلايستيشن 5 واكسبوكس سيريس اكس والتي طالما إنتظرها عشاق ألعاب الفيديو منذ سنوات، هي ظاهرة السماسرة أو مايعرفون بـ “Scalper” التي أكلت الأخضر واليابس وعملت على إستغلت أحد أبسط حقوق اللاعبين في الحصول على جهاز منزلي بسعره الرسمي أوحتى شرائه بشكل طبيعي.
مؤخراً ومن خلال منصة Reddit دافع أحد السماسرة الذي يمتلك مجموعة متخصصة في إعادة بيع أجهزة بلايستيشن 5 تحمل إسم The Lab عن الأساليب المستخدمة في بيع الجهاز بسعر مرتفع عن سعره الأصلي، وأن السمعة الصورة السيئة لهم عبر شبكات الانترنت غير مبررة بتاتاً.
وللعلم بأن هذه المجموعة تستخدم برامج روبوتات متقدمة من أجل الحصول على أكبر كمية من أجهزة الألعاب المنزلية الجديدة قبل طرحها في أسواق البيع بالتجزأة، أو عرضها في مواقع الشراء الإلكترونية والتحايل على قوائم الإنتظار، ويصل الأمر في العديد من الأحيان الى حجر جميع الكميات التي توفرت في ذلك الوقت ولا تبقي أي شىء للمستهلك العادي.
ولم يتضح بعد حجم أو عدد هذه المجموعات على أرض الواقع، ولكن من خلال ما تم ملاحظته في شبكات التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت، يظهر جلياً بان لديهم آلاف من المتابعين، وتتفاخر بعض الأحيان في نجاحها ببيع كميات كبيرة من الأجهزة المنزلية الجديدة لزبائنها.
ومن مقال في مجلة Forbes المتخصصة في الأعمال أوضح الشريك المؤسس لهذه المجموعة ويدعى Jordan بأن نواياهم قد أسىء فهمها وقال:
“يبدو أن هناك الكثير من الصحافة السيئة بشكل لايصدق في هذه الصناعة القيمة وأشعر بأن الصورة التي أظهروها عنا غير مبررة، حيث ان كل ما نفعله هو أننا وسطاء ونتصرف في بعض عناصر بكميات محدودة “.
وأضاف كذلك: “هدفنا الأساسي مساعدة الآخرين وهذا كل ما يهمنا حقاً، فلقد بدأت المجموعة بأكملها عملها من بداية أول إغلاق إجتماعي في المملكة المتحدة، وهذا يجعلني سعيدًا جدًا لأنني أستطيع مساعدة الناس في كسب بعض المال الإضافي لأنفسهم “.
حيث إدعى الشريك المؤسس للصحيفة أن هذه المجموعة كانت تساعد مستخدميها مالياً، وأنهم قدموا تبرعات من رسوم الأعضاء الى لجمعيات الخيرية، بالإضافة الى التبرع لمركز يمنح الأكل المجاني للمحتاجين، رغم أن Jordan رفض ذكر اسم المركز المتبرع له وذلك للتحقق من صحة إدعائه.
وآخر الأعمال التجارية لمجموعة The Lab هو تمكنهم من وضع أيديهم على أكثر من 25 جهاز بلايستيشن 5 خلال يناير الماضي، وتم إعادة بيعها بحوالي 700 جنيه إسترليني، وهو ما يمثل ربحاً صافياً لكل وحدة تحكم تصل إلى 340 جنيهًا إسترلينياً.
كذلك أوضح Jordan الى المجلة بأنه يمكنك الحصول على جهاز بلايستيشن 5 عن طريق برامج الروبوتات خلال 3 ثواني فقط من توفرها على المتاجر الرقمية، وأن هذه الروبوتات المستخدمة تتجاوز أنظمة 3D Secure، وهي طبقة الأمان الإضافية التي تتحقق من أن المشترين هم أصحاب بطاقات شرعيين وإتمام عملية الحجز والشراء بشكل أسرع بكثير من المستهلكين العاديين.
وبالطبع هذا الأمر لم يكن لأن ميضي بشكل بشكل آمن بالنسبة لهؤلاء السماسرة، حيث شهدت مؤخراً ردود فعل عنيفة من قبل بعض المستهلكين الغاضبين، ووصل الأمر إلى تلقي بعض أعضاء هذه المجموعة تهديدات بالقتل، وتم إبلاغ الشرطة حول هذه التهديدات على حد قول Jordan.
ونذكر بأن الوزيرة البريطانية للثقافة كارولين دينناج أكدت خلال الأسبوع الامضي بأن المسؤولين يناقشون مشروع قانون مقترح من شأنه أن يجعل المضاربة على هذه النوع من الأجهزة غير قانوني، حيث ذكرت الوزيرة إنها تناقش الإجراء المحتمل ضد إعادة بيع أجهزة الألعاب لكي يصبح غير قانوني.
وفي النهاية لا أعلم حتى الآن ما هي العلاقة بين الأعمال الخيرية وبين بيع أجهزة الكونسول بسعر مضاعف، ولما لا تتم المضاربة على أمور أخرى بعيدة عن الأجهزة المنزلية التي يتم إستخدامها من قبل جميع الفئات العمرية، وكذلك كيف يربط هذا السيد مساعدة الآخرين عن طريق تحقيق أرباح مضاعفة بشكل أكثر من الشركة التي صممت وطورت وصنعت الجهاز بنفسها.
إذاً هي مجرد تبريرات واهية لا تستند على أي منطق سوى الطمع وإستغلال الأطفال والمراهقين واللاعبين الشغوفين من أجل إمتلاك هذه الأجهزة، وبعيدة كل البعد عن التحضر والإنسانية والنزاهة والإستقرار العقلي.