مقال | هل سيكون هناك جيل قادم لاجهزة الالعاب المنزليه ؟ ام ان السحابه ستغرقها..

قبيل الاعلان عن اجهزة الجيل الجديد و في النصف الاخير من عمر الجيل السابق بدأت الشركات المنتجه للاجهزه المنزليه تتحدث عن الخدمات السحابيه او ما تعرف باسم Cloud Services والتي كان الحديث في بداية الامر مقتصر حول امكانية التخزين و رفع الملفات مثل ملفات الحفظ في الاجهزة الالكترونية و سرعان ما وصل الامر الي اجهزة الالعاب المنزلية والتي تمكنك الان وبشكل تلقائي رفع ملفات الحفظ الخاصه بالالعاب عبرها لتجنب حذفها بالخطأ و الرجوع اليها في اي وقت اخر ولكن شركات كبرى مثل سوني و مايكروسوفت لم تجعل استخدام السحابه الالكترونيه محدود علي هذا الشيء و ارادت ان توسع مجال الاستخدام لما هو ابعد من ذلك لتعود لنا بخدمة Cloud Gaming والتي تمكنك من تجربة العاب كامله ذات جوده عاليه دون الحاجه لامتلاك جهاز مخصص او ذو قدرات خارقه فيمكنك استخدام التلفاز الخاص بك اذا كان يحتوي علي اتصال بالانترنت لتجربة هذه الالعاب.

ولكن ما هي الفكرة التي تعتمد عليها خدمة Cloud Gaming ؟ تعتمد فكرة Cloud Gaming علي ربط المستهلك او اللاعب بسيرفرات عالية السرعه و الاستجابه بحيث تقوم شركات الالعاب التي توفر هذه الخدمه برفع العابها علي هذه السيرفرات و من ثم توفر للمستخدم نظام ربط بسيط و سريع يقتصر على عملية تسجيل دخول بام مستخدم و كلمة سرية فقط بحيث تجعله يتمكن من الوصول الى هذه السيرفرات و اختيار اللعبه التي يرغب بتجربتها و فقط ضغطة زر واحدة و يبداء اللعب دون الحاجه لتحميلها او تثبيتها فقط اضغط و العب و هذه الفكرة ستوفر علي الشركات مبالغ ضخمه لانتاج و تصنيع اجهزة مخصصه مثل الاجهزة المنزليه و بطاقات الرسوم الباهظة الثمن التي قد يحتاجها اللاعب لتشغيل بعض الالعاب و بالتالي سيتم تركيز الجهود على تصنيع الالعاب فقط دون الحاجه توفير اجهزة لتعمل عليها هذة الالعاب او الالتزام بمعاير محددة يتم تحديدها وفق لقدرات الاجهزة المشغله و بالتالي خلل في الجودة.

يمكن الوصول الي هذه الخدمة عبر اي جهاز عرض يحتوي علي اتصال بالانترنت مثل اجهزة التلفاز الحديثه و اجهزة الحاسوب المتواضعة القدرات و حتى الهواتف المحموله فاذا اردت ان اقرب لك الصورة اكثر تخيل انك تستطيع ان تلعب لعبة The Last Of Us مثلا علي هاتفك المحمول او تلفازك الذي يقبع في المجلس او غرفت نومك دون الحاجه لي اضافه سوى وحدة تحكم لتتمكن من التحكم باللعبه كل هذا دون الانقاص من جودة اللعبه ابدا.

بداء سوني هذا المشروع منذ فترة طويله و كانت تعمل عليه بكل طاقتها في سباق مع الزمن لتوفيرها للمستهلك في اقرب وقت ممكن و بعد اقل من سنتين تعلن سوني عن اطلاق خدمة Playstation Now التي تعتمد علي فكرة اللعب السحابي و قامت بتوفير كم هائل من الالعاب الحديثه او الكلاسيكيه و يمكنك الولوج لها وشرائها او استأجارها باسعار منخفضه مقارنه بالالعاب الاخري في اي وقت,  سوني ايضا اعلنت لاحقا انه يمكنك ان تصل الي الخدمه بشكل مجاني بتوفير تطبيق خاص علي اجهز PS4 و PS3 و تلفزيوناتها الخاصه و قريبا سيتم توسيع نطاق الخدمه لتصل الي اجهزة اخرى مثل تلفزيونات سامسونج و غيرها.

جميع من يملك اجهزة سوني سواء اجهزة الالعاب او تلفاز يمتلك حاليا قدرة الوصول الى هذه الخدمة المميزة و التي قد تكون احد اهم الابتكارات التي ستغزو المستقبل لتكون هي الاساس و لكن ما يعيب هذه الخدمه هو جودة الاتصال بالانترنت حيث انها تحتاج الي جودة اتصال عاليه سواء في التحميل او الرفع و ايضا جودة تزامن Latency عاليه حتى لا يحدث تأخير في الاستجابه للأوامر التي يتم ارسالها من وحدة التحكم الي السيرفرات و بالتالي جودة افضل, وللتغلب علي مثل هذه المشكله وبجانب توفير سرعات اتصال ذات جودة عاليه يجب علي الشركات توفير سيرفرات موزعه حول العالم بحيث تجعل اللاعب يتواصل مع اقرب سيرفر لمنطقته و بالتالي تكون جودة اتصاله مرتفعه و توفر له تجربة خاليه من مشاكل التقطيع او التأخير في الاستجابة. قد يكون الحديث مبكر بان تصبح خدمة اللعب السحابيه اساسيه في الوقت الراهن للاسباب التي ذكرتها مسبقا و خصوصا في منطقتنا العربيه التي تعاني ضعف في جودة الاتصال في الانترنت و هناك مناطق قليله ومحصورة يتم حاليا توفير جودة اتصال عاليه فيها بربطها بالالياف البصرية التي توفر جودة اتصال اضعاف مضاعفه مع جودة الاتصال الحاليه.

سوني ايضا قدمت لنا افكار جديده تعتمد على فكرة Cloud Gaming مثل خدمة Share to Play و هي خدمة تمكن البعض من تجربة العاب لا يمتلكها او مشاركة اصدقائهم بالعاب لا يمتلكونها بارسال دعوة خاصة تجعلة طرف في اي لعبة دون الحاجه لامتلاك هذة اللعبة و ايضا تنقل التحكم الى هذا الشخص و في هذة الحالة يكون جهاز البلايستيشم الخاص بالطرف الذي قدم الدعوة هو السيرفر و تتوسط الخدمة السحابية بين الطرفين لتوصيل بينهما و عمل شبكة عن بعد مغلقة بين الطرفين.

مازالت اجهزة الجيل الجديد في عامها الرابع و مازال امامها 2 الى 3 سنوات من الدعم و تقديم خدماتها للمستهلكين و لكن بعد ذلك هل نرى جيل جديد ؟ هل سنرى PS5 او XBOX  الجديد ؟ سوني لم تعلن رسميا ولكن لمحت بعدة طرق ان جهاز البلايستيشن 5 قيد التطوير و قادم لا محال خصوصا ان فكرة الخدمة الجديدة تعتمد بشكل كبير على جودة الاتصال و هذه الجودة حتى الان غير متوفر لدى الكثير من سكان العالم و يبقى الامر مرهون بعدة عوامل منها ما ذكرته سابقا وهناك مشاكل اخرى لم تظهر بعد و قد تظهر في حال توسع هذة الخدمه و فتحها لتصبح عالمية فهل حينها ستكون جودتها مرضية لطرف المعادلة الاخر الا و هو المستهلك او اللاعب ؟ قد يجيب الزمن عن هذا السؤال و لا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل من مفاجأت لا ندري بها.

زكريا احمد

مؤسس ورئيس قسم التحرير في موقع VGA4A, محب لالعاب الفيديو منذ نعومة اظافري امتلكت معظم اجهزة الالعاب المنزلية منذ جهاز العائلة و حتى الجيل الحالي افضل سلسلة العاب بالنسبة لي هي ريزيدنت ايفل, وظيفتي طبيب
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button