مراجعة Like A Dragon: Ishin | فلنعد بـ “Yakuza” إلى الوراء قليلاً

نعلم جميعًا سلسلة Yakuza ومدى روعة استكشاف الشوارع والمدن اليابانية بأضوائها المتلألئة في كل مكان، على اللافتات وأنوار النيون وغيرها من العناصر المفعمة بالحيوية، ناهيك عن خوض تجارب الثقافة الخاصة بالشعب الياباني المتناثرة في كل الأرجاء. في Like a Dragon: Ishin اللعبة رأيت سحر من نوع مختلف .. سحر قادم من القرن التاسع عشر ليرينا ريميك للعنوان الذي رأيناه لأول مرة في 2014 بالإسم الياباني Ryu Ga Gotoku.

كما قرأت عزيزي القارئ، العنوان ليس جديد بأي شكل من الأشكال .. قد تظن في الوهلة الأولى أن في Like a Dragon: Isin وبالتحديد كلمة Ishin نوع من أنواع التكملة، لكن هذا خطأ لأنه ريميك تم صنعه بشكل كامل على محرك Unreal Engine 4 من نشر Sega بالطبع، لنبدأ بأهم الأقسام في مراجعتنا اليوم.

في عصر باكوماتسو .. يظهر نصل العدالة

عصر باكوماتسو في الأساس يصور لنا فترة من وإلى 1853-1867 ميلاديًا ولكن لعبتنا تدور أحداثها تحديدًا في عام 1860 في مدينة كيوتو .. لا لا أنا أقصد “كيو”، نعم إنها مدينتنا الخيالية وهي بالفعل مصورة من المدينة اليابانية الحقيقية خلال تلك الفترة. يظهر بطلنا المناضل Sakamoto Ryoma والذي يعتبر أحدى أمهر عناصر الساموراي خلال الحقبة الزمنية وهو يسعى وقتها إلى تغيير مسار تاريخ اليابان.

قابلت شخصيات مؤثرة حقًا في اللعبة ووضعوا القصة في مكانها الصحيح، يبدو لك الأمر في البداية أن القصة كلاسيكية أو طبيعية ولكن العبرة في أحداثها وكيف يتعامل هذا الساموراي المهاب خلال حل مشاكله وخلال مقابلته لأي شيء أو حتى عند استكشاف القرى الموجودة في البلدة. كل شيء موجود ليصنع خيط من الأحداث التي رفعت من مستوى القصة بالنسبة إلي شخصيًا.

أظن في البداية أنه بإمكاني أن أُنصت إلى حوارات أقارب Sakamoto مثلاً مثل أخيه Hanpeita Takechi الذي يظهر دوره بشكل رائع للغاية بعد افتراقه عن أخيه لأعوام عديدة. تمكنت من صنع العديد من الحوارات الجانبية في كل مستوى مما يجعل الإصغاء إلى شخصيات العالم أمر مهم لتكوين القصة وأنصحك شخصيًا بعدم اختصارها لأي سبب.

شعرت بثقل الحوارات المكتوبة والممزوجة بأسلوب إلقاء وتمثيل صوتي رائع ياباني مميز كالعادة، لم أقم بتشغيل الدبلجة الإنجليزية لأن براعة الدبلجة اليابانية لم تجعلني أفكر وأكملت اللعبة بالحوارات اليابانية رغمًا عن أنفي ولكن بوضع الترجمة الإنجليزية لأنه اللعبة لا تدعم العربية مع الأسف، وهذا إلى حد ما شيء مخيب للآمال خاصة مع بدء دعم أضخم المطورين اليابانيين للغة العربية مثل “كوجيما برودكشن”.

شعرت بلحظات سقوط الساموراي في مشاهد عديدة وكيف يستعيد مجده في معركة من جديد، تنقُّل الشخصية وتحولها الفوري من مواطن ياباني عادي يعيش يومه بقوت محدود جدًا غير كافي حتى لدفع الإيجار ومن ثم يمسك السيف والمسدس ليصبح أفضل ما أنجبت “كيو”. تغيير رائع وكان يكسر الحاجز الدرامي الدائم الموجود في الألعاب اليابانية وخاصة الساموراي التي تتعمد إخراج قصة درامية بشكل جدي للغاية .. هذا ما لم تفعله Like a Dragon: Ishin وقد أحببته.

لكن للأسف شعرت ببعض الخذلان في المشاهد الحوارية والسينمائية التي تأخذ وقت أكثر من اللازم في بعض الأحيان لسرد بعض الأحداث في قصتنا دفعة واحدة. شعرت بالملل وكنت على وشك تخطي المشاهد لكن للأسف أهمية المشاهد جعلتني أنتظر طول المشاهد الحوارية التي انزعجت منها. اعتقدت أن المشاهد ستصبح أقل مدة في الريميك نظرًا لتوجهها للإصدار في جميع أنحاء العالم ولكن لازالت الأمور كما هي.

ديناميكية لعب وقتال جيدة في Like A Dragon: Ishin

لا اعرف حقًا من أين أبدأ ولكن أسلوب القتال بالطبع الذي يعتبر أهم شيء تمتلكه اللعبة أعاد إلي شعور لعبة Ninja Gaiden، لا أقصد بأن القتال قديم أو ما شابه، بل بالعكس. كنت في أي معركة أقوم بالقتال بأي سلاح كنت أريده ولكن في بعض الزعماء كان الأمر يتطلب السيف بشكل رئيسي مما أراه شيء منطقي لأننا في Like a Dragon: Ishin نلعب بساموراي. في المعارك مع العداء يمكنني أن ألعب بمسدس فقط أو بمسدس وسيف أو سيف فقط ويمكنني رمي كلاهما حتى أريهم قبضتي.

الأعداء هنا تمثل أفضل تصوير للأجواء الشعبية في القرى القديمة، بمجرد دخولي لحانة مثلًا أرى هؤلاء الأوغاء وهم يهجمون علي واحدًا تلو الآخر. الأمر ليس قتال بالسيف سهل بل بالعكس تمامًا يحتاج الأمر منك بعض الممارسة في البداية حتى تتأقلم على الحركة نفسها أثناء القتال ولكن لا تثير قلقك .. يمكنك خلال 4 ساعات فقط البدء في التأقلم على القتال في اللعبة دون مشاكل كبيرة إن كنت غير معتاد بالطبع. أوضاع الصعوبة تعتبر فعالة ويمكنك اللعب على الوضع السهل حين سوء الأوضاع.

شعرت بضيق أسلوب القتال بعض الشيء، شجرة المهارات في Like a Dragon: Isin تمكنت من فتح أغلبها بسهولة وبدون تركيز حتى على فتحها، ترتب على ذلك شعوري بضيق في القتال وفعل حركات مشابهة لبعضها البعض ولم ألحظ الفارق المثير في إضافة أي حركات جديدة ولم تعوض المعارك أيًا من هذا للأسف، كنت أمشي فقط ودخلت في معركتين في وقت لا يذكر بشكل إجباري مما أثر على صحتي والتوازن في القتالات بشكل عام.

المهام الجانبية في اللعبة كلاسيكية فعلًا .. كنت أتمنى مهام بجودة رائعة خصوصًا وأن اللعبة تأتي بحوالي 60 دولار. مجرد قطع أشجار واصطياد الأسماك والقضاء على نفس الأعداء الموجودين في الأزقة مع بعض الزعماء الأقل قوة من الزعماء الرئيسيين. المهام كانت جيدة في البداية ولكن سرعان ما أصابتني بملل كبير وهي مصدر جيد للمال الذي لم أجد فيه أي عقبة لتجميعه إطلاقًا.

عالم ساحر بأقل ما يمتلك

تجولت فقط لأرى السحر في التحف المعمارية والنقوش المرسومة بالحروف اليابانية في أنحاء المدينة اليابانية “كيو”، الرسومات في اللعبة كانت بالفعل رائعة و انعكاسات ضوء الشمس وتحديدًا في صباح كانت الرسومات رائعة، تصبح الأمور مظلمة قليلًا في الليل مما يبث روح الليالي اليابانية القديمة.

آداء اللعبة كان سلس ولم أواجه أي مشاكل لأنها تتطلب بطاقة GTX 960 ومعالج مركزي Core I5 من الجيل الثالث وتعتبر حاليًا متطلبات سهلة، قمت بتجربة اللعبة بالمناسبة على بطاقة RTX 3060 مع دقة 1080p لأحصل على أكثر تجربة متوازنة وسلسة مع معالج مركزي I5 من الجيل الحادي عشر مع ما مجموعه 16 جيجابايت من الذاكرة العشوائية.

الإيجابيات

السلبيات