الفوضى والإقالات تهدد مستقبل Star Citizen بيئة سامة وتبديد أموال وساعات عمل كثيرة!
12 عام و 700 مليون دولار يبدوا أنها ذهبت أدراج الرياح وفي رفاهية أكواب قهوة أهم من مستقبل اللعبة!
يعتبر مشروع لعبة Star Citizen واحدًا من أكثر مشاريع الألعاب إثارة للجدل عبر تاريخ الصناعة، حيث يواجه اتهامات بتبديد أموال الداعمين والتأخر المستمر في إطلاق اللعبة مع خريطة طريق غير منطقية، بالإضافة إلى تساؤلات حول قدرة المطور على تحقيق رؤيته التقنية الطموحة، مما يثير جدلاً مستمراً حول مستقبل المشروع ومدى شفافية مطوريه.
في تقرير حصري، يكشف الصحفي التحري توم هندرسون عن الفوضى التي تعصف بمشروع لعبة Star Citizen منذ انطلاقه قبل 12 عامًا، فبعد سنوات من الوعود المتكررة والتأخيرات المتتالية، بات المشروع أشبه بسفينة تسير بلا قائد، تاركةً داعميها في حالة من الإحباط والشك. تكشف مصادرنا أن العديد من العاملين داخل الاستوديو يعانون من نفس الشعور بالإحباط، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا المشروع الطموح والمثير للجدل.
في خطوة مثيرة للجدل، أصدرت شركة Cloud Imperium Games أمرًا جديدًا بزيادة ساعات عمل موظفيها بشكل كبير استعدادًا لحدث Citizencon. يتطلب الجدول الزمني الجديد العمل يوميًا لمدة 19 يومًا متتالية، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. ورغم تقديم بعض الحوافز مثل إجازات تعويضية ووجبات مجانية، إلا أن هذا الأمر يثير تساؤلات حول تأثيره على صحة الموظفين ورفاهيتهم.
أثارت قرارات شركة CIG الأخيرة بشأن ساعات عمل الموظفين جدلاً واسعًا، وبعد ضغوط من الموظفين ووسائل الإعلام، تم تعديل القرار الأولي الذي كان يفرض ساعات عمل إضافية بشكل كبير. ومع ذلك، فإن العرض الجديد الذي قدمته الشركة، والذي يتضمن إجازة يوم الأحد مقابل العمل لساعات طويلة خلال الأسبوع، يثير تساؤلات حول مدى قانونيته وتأثيره على صحة ورفاهية الموظفين.
يبدو أن هذا التغيير جاء نتيجة لخوف الشركة من العواقب القانونية والضغط الإعلامي. ومع ذلك، يبقى السؤال، وهو هل ستقوم الشركة بإجراء تغييرات جوهرية على سياساتها المتعلقة بساعات العمل، أم أن هذا مجرد حل مؤقت لتجنب المزيد من المشاكل؟
واعتبر معظم الموظفين أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الشركة لا تعدو كونها حلولاً ترقيعية لمشكلة أعمق بكثير، فهم يؤكدون أن الشركة بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة لإنقاذها من الانهيار. يشعر العديد من الموظفين أن الشركة قد تجاوزت نقطة التحول، وأن سوء الإدارة قد قادها إلى طريق مسدود، ومن خلال مقابلات مع أكثر من اثني عشر موظفًا، تظهر صورة قاتمة عن الأوضاع الداخلية للشركة ومستقبلها الغامض.
رفاهية أكواب القهوة أهم من مستقبل اللعبة
تواجه شركة Cloud Imperium Games أزمة مالية خانقة، حيث تكشف البيانات المالية عن إنفاق مبالغ طائلة على التطوير دون تحقيق عائد مادي كافٍ، فوفقًا للبيانات المالية للشركة لعام 2022، فقد أنفقت الشركة 637 مليون دولار على التطوير، حيث بلغ متوسط 2020-2022 أكثر من 106 مليون دولار سنويًا من مجموع 790 مليون دولار التي تم جمعها حتى وقت كتابة هذا التقرير، وهي على وشك النفاد أو ربما قد نضب بالفعل.
وهذا الوضع الصعب دفع الشركة إلى اتخاذ قرارات قاسية، مثل تسريح عدد كبير من الموظفين، وهنا يرى الموظفون أن هذه الإجراءات هي نتيجة حتمية للإدارة المالية غير الحكيمة التي اتبعتها الشركة على مدار السنوات الماضية. إن قرار منع الموظفين المسرحين من الكشف عن هذا الأمر يزيد من الشكوك حول مدى شفافية الشركة.
لا شك أن المعلومات حول التسريحات وصلت إلى الإنترنت بسبب أولئك الذين رفضوا التوقيع على اتفاقيات عدم الإفشاء أو قرروا التحدث إلى الصحافة، حيث أجبرت المعلومات المتعلقة بالتسريحات في النهاية شركة CIG على التحرك، وأصدرت الشركة بيانًا يكشف عن “التخلي عن عدد صغير من الوظائف” وأنها “قررت تجميع أكبر قدر ممكن من التطوير في مكان واحد”.
وفي الوقت الذي يكافح فيه الموظفون لتغطية نفقاتهم اليومية، تستمر الشركة في إنفاق الأموال على رفاهيات لا داعي لها، مثل المقهى الفخم في الطابق التاسع. هذا التناقض الصارخ بين وضع الموظفين وبذخ الإدارة يزيد من شعورهم بالإحباط والاستياء. يقول أحد الموظفين مازحًا:
“على الأقل لدينا باريستا يقدمون لنا القهوة هنا”، في إشارة ساخرة إلى هذه السياسة”
تتجاوز قصة المقهى الفخم لتكشف عن نمط عام من الإسراف في الإنفاق داخل الشركة. فوفقًا لمصادر مطلعة، تنفق الشركة مبالغ طائلة على أثاث وديكورات فاخرة، بحجة أنها تسعى إلى خلق بيئة عمل تحاكي عالم لعبة Star Citizen وما أسمته “دفع حدود تطوير الألعاب” وقد وصف أحد الموظفين المكتب بأنه يشبه إلى حد ما نسخة فضائية من مصنع ويلي ونكا التي “تخدم الذوق على الوظيفة” ولكن، يرى الكثيرون أن هذا الإنفاق المبالغ فيه يأتي على حساب مصالح الشركة وموظفيها.
مشاكل تطوير وتركيز على تفاصيل غير مهمة
إن محرك Star Engine الذي تم تطويره داخلياً، هو قلب المشكلة، فبينما تدعي الشركة أن هذا المحرك هو السبب في الابتكارات التي تحققها، يرى الموظفون أنه عائق كبير أمام التقدم، ويصف الموظفون هذا المحرك بأنه “فرانكنشتاين”، أي كائن مركب من أجزاء مختلفة يصعب التحكم فيه، مما يجعل عملية التطوير بطيئة ومعقدة للغاية. هذا التركيز المفرط على تطوير المحرك، بدلاً من التركيز على تطوير اللعبة نفسها، هو السبب الرئيسي للتأخيرات المتكررة.
على الرغم من أن رئيس استديو CIG كريس روبرتس يتمتع بشعبية كبيرة بين جمهور اللعبة، إلا أن الموظفين يرون أن رؤيته المثالية تتحول إلى كابوس حقيقي بالنسبة لهم، فالتغييرات اليومية التي يجريها روبرتس على اللعبة تجعل من الصعب على المطورين الحفاظ على مسار ثابت، مما يؤثر سلباً على تقدم المشروع.
بيئة عمل سامة!
تؤدي الإدارة الميكروسكوبية “التي تركز على أدق التفاصيل” لكريس روبرتس والمواعيد النهائية غير الواقعية إلى خلق بيئة عمل سامة تعيق تقدم المشروع، فبدلاً من التركيز على الإبداع والابتكار، يضطر الموظفون إلى قضاء ساعات طويلة في مناقشة تفاصيل تافهة، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد. بالإضافة إلى ذلك، يتم إلغاء الكثير من العمل بسبب التغييرات المتكررة في الرؤية، مما يزيد من الإحباط ويؤثر سلباً على معنويات الفريق.
لقد تسببت التغييرات المستمرة في الرؤية والإدارة الميكروسكوبية والمشاكل التقنية، في خلق بيئة عمل سامة دفعت العديد من المطورين ذوي الخبرة إلى مغادرة شركة CIG. هذا النزيف في الخبرات أدى إلى تدهور جودة المشروع وتراجع معنويات الفريق، كما أدى إلى ظهور ثقافة شبيهة بالطائفة داخل الشركة، حيث يتم استبدال الموظفين ذوي الخبرة بموظفين جدد أقل خبرة، مما يؤثر سلبًا على عملية التطوير، حيث قال أحد المطورين الحاليين:
“لقد خلقوا مكان عمل غير صحي؛ لا يمكنك معارضة أي شيء.” وقال مطور سابق: “إنهم يكررون الأخطاء التي ارتكبتها شركات أخرى منذ 20 عامًا، مما يساهم في أوجه القصور في ميزاتهم الطموحة.”
مغامرة جديدة أم عبء إضافي؟
على الرغم من التحديات المالية، تسعى CIG جاهدة لتوسيع نطاق عالم Star Citizen التي تتكون من حوالي 20 فصلًا، فبالإضافة إلى اللعبة الفرعية Squadron 42، تعمل الشركة على تطوير لعبة خيال أسطوري جديدة دون معرفة ما إذا كان داعمي اللعبة يريدون أن تنفق أموالهم على لعبة خيالية.
هذا التوسع قد يزيد من الضغط على الموارد المحدودة للشركة، خاصة مع استمرار مغادرة الموظفين ذوي الخبرة، من الجدير بالذكر أن محرك اللعبة الذي تم تطويره داخليًا، يواجه أيضًا تحديات تقنية تؤثر على أداء اللعبة وتساهم في تأخير الإصدار. هذا الوضع يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على تحقيق رؤيتها الطموحة في ظل هذه الظروف الصعبة.
في كل الأحوال، من المقرر أن تستضيف شركة Cloud Imperium Games مؤتمر Citizencon السنوي في 19 و 20 أكتوبر 2024، حيث من المقرر أن يشاهد المعجبون عرضًا تجريبيًا للفصل الأول من Squadron 42، والذي قيل داخليًا إنه سيجعل مجتمع اللاعبين على ثقة بأنهم يقتربون جدًا من الإصدار الكامل لها.