رغم ذلك, مايكروسوفت تسبق سوني الى مستقبل العاب الفيديو..

عندما نتحدث عن العاب الفيديو و الاجهزة المنزلية فنتذكر سوني في المقام الامر كونها الشركة التي ساهمت بشكل كبير و اساسي في نشئة هذه الصناعة منذ اطلاق البلايستيشن 1 عام 1995 اي قبل 25 عام حيث كانت هذه الفترة من افضل المراحل ازدهارا لهذه الصناعة.

لكن المنافسة بدأت تشتد مع دخول مايكروسوفت في هذا المجال و تقديم اول جهاز العاب منزلي تحت اسم اكسبوكس مسنودة باموال الشركة الضخمة التي يمكنها مساندته و دفع مبيعاته و جلب الحصريات اليه بكل السبل فقط لكي يدخل الى المنافسة من اقرب الابواب و لحد ما فقد نجحت في ذلك رغم بعض الاخفاقات و لكن هناك فارق في استراتيجية و رؤية كل شركة الى مستقبل هذه الصناعة.

استراتيجية سوني

في الوقت الذي تضع سوني كل طاقتها و خططتها بشكل محصور على كل جيل من اجيال البلايستيشن بحيث تعرف كيف يمكنها ان تسيطر و تكتسب المزيد من الشعبية التي يفتقدها الطرف الاخر تعمل مايكروسوفت باستراتيجية اوسع و منظور ابعد الى المستقبل و لكن كيف ذلك؟

سوني تحاول السيطرة على سوق الاجهزة المنزلية و العاب الفيديو من خلال ضمان نجاح و سيطرة كل جيل بحد ذاته على المرحلة العمرية الخاصة به و حالما تنتهي هذه الفترة المقدرة ما بين 5 الى 7 سنوات تنتقل مباشرة الى التالي و هذه هي ابعد نقطة مستقبلية يمكنها ان تصل اليها سوني و تقدم فيها تحسينات و خدمات جديدة كفيلة بجعل جمهورها مرتبط بها طوال تلك الفترة بينما في المقابل تستخدم مايكروسوفت استراتيجية واسعة النطاق قد تكون بطيئة و لكنها شاملة و ستجعلها تسيطر على كل شيء دفعة واحدة.

استراتيجية مايكروسوفت

مايكروسوفت عندما دخلت الى عالم العاب الفيديو بدأت تضع تركيزها على شبكة الاكسبوكس بشكل اساسي و ذلك من خلال توفير اتصال قوي و خالي من العيوب التي قد تجعل المستخدم يضجر في مرحلة من المراحل على عكس سوني التي تضع تركيزها على المنصة نفسها فقط لذلك نرى ان مايكروسوفت تسير في اتجاه مختلف نوعا ما فبينما تفكر سوني في الجيل الحاضر و المستقبل القريب فان مايكروسوفت تفكر في المستقبل البعيد و السيطرة الشاملة.

في الوقت الذي كانت سوني تقدم الدعم المطلق لجهاز البلايستيشن 4 للسيطرة على السوق كانت مايكروسوفت تضع طاقتها على شبكة الاكسبوكس بتوسيعها و جلب المزيد من الخدمات التي تراها مستقبل العاب الفيديو فقدمت لنا خدمة XGP التي غيرت مفهوم العاب الفيديو حيث اصبح المستخدم يدفع مبلغ صغير لا يتعدي 10 دولارات (35 ريال سعودي) مقابل الحصول على مكتبة العاب ضخمة متنوعة و الامر لم يتوقف هنا حيث بدأت مايكروسوفت بتأسيس شبكة الاكسبوكس لتكون منفتحة على كل الشبكات الاخر و هذا السر وراء دعم خاصية اللعب المشترك بشكل مبكر بينما عانت سوني في هذا الامر و مازالت تعاني.

مايكروسوفت تدرس الان فكرة توسيع شبكتها و الخروج من صندوق الاكسبوكس و الوصول الى منصات اخرى و كانت البداية مع وصول خدمة XGP الى الحاسب الشخصي و هناك خطة يتم تنفيذها لاطلاقها على منصات اخرى مثل نينتيندو سويتش و الهواتف الذكية.

لن يتوقف الامر عند هذه النقطة ايضا حيث كشفت مايكروسوفت العام الماضي عن خدمة xCloud السحابية التي توفر للمستخدمين امكانية اللعب عبر الانترنت دون الحاجة لشراء جهاز العاب محدد و كل ما عليه هو الامساك بوحدة التحكم و ضغط زر البدء, و رغم ان الفكرة مازالت مبكرة لتطبيقها عالميا الا ان مايكروسوفت تدرس السوق جيدا و تعرف الى اين يسير مستقبل العاب الفيديو و هي تستعد له بكل ما تمتلك من قوة و هذا سيجعلها تدخل الى هذا المستقبل بكل اريحية و بخبرة سنوات.

جميعنا يعلم ان الاجهزة المنزلية لن تستمر طويلة فسرعات الانترنت تتحسن من عام الى اخر مع تقنيات الالياف البصرية و الجيل الخامس و قريبا السادس في الشبكات اللاسيلكية التي تتوسع رقعتها على الارض تدريجيا و ستغطي هذه التقنيات الكرة الارضي في وقت قد لا يتعدي السنوات العشرة القادمة و لكن عندما تحين تلك اللحظة فستكون مايكروسوفت مستعدة جيدا للدخول الى هذا المجال و باريحية كونها قامت بتجربة و اكساب موظفيها و التقنين الذين يعملون معها خبرة كبيرة كافية لتدخلهم و حل اي اشكالية في وقت قصير في المقابل تقديم خدمات واسعة و سلسة للمستخدم الذي يبحث في النهاية على الافضل.

في الجانب الاخر سوني ترى ان الامر مبكر رغم انها بدأت الدخول الى مجال اللعب السحابي الا ان انجازاتها في هذا المجال بطيئة جدا و لا تكاد تكون ملموسة للمستهلك و ذلك لان سوني مازالت تنظر الى ان الاجهزة المنزلية كونها هي الاساس و لم يحين الوقت للحديث عن اللعب السحابي و لكن عندما تأتي هذه اللحظة من سيكون جاهز؟ اعتقد ان الجميع يعلم الاجابة..

الخلاصة..

بالمختصر المفيد ما اريد ان اصل اليه هو ان رؤية مايكروسوفت لمجال العاب الفيديو كبيرة و واسعة عكس سوني التي تنحصر رؤيتها على بقعة محددة و لا تريد المغامرة للظهور خارجها و قد تكون هذه الاستراتيجية ناجحة و لكن ليست لوقت طويل خاصة مع هذا التسارع الكبير في التطور التكنلوجي في مجال الحاسوب و ملحقاته و الذي تدرسة مايكروسوفت جيدا و تعلم اين سيصب و اين سيتغير.