لقد مضى عامين على صدور إحدى أكثر ألعاب المخرج الياباني الموهوب هيديو كوجيما، وهي لعبة Death Stranding التي إختلف اللاعبين والنقاد حول أنها كانت تجربة متميزة للغاية، والبعض الآخر إعتبرها لعبة خالية من الأكشن وإطلاق النار، ولكن الحقيقة التي لا يجب نكرانها هي أن Death Stranding نوع جديد كليًا من الألعاب التي تم تقديمها بأسلوب إرتجالي ممزوج بالخبرة والإتقان والعبقرية المطلقة، ولم يسبق لأحد منا تجربة هذا النوع من الألعاب من قبل، وهذا الشيء أعتبره إحدى النقاط الحاسمة التي ساهمت في إعجابي الشديد باللعبة وربما كره اخرين لها.
وقبل الأمس كانت المفاجئة الكبيرة بالإعلان عن Death Stranding: Director’s Cut التي لم أتوقع الإعلان عن هذا العنوان بأي شكل كان، وسط العديد من الشائعات التي كانت تتحدث عن إنشغال كوجيما بالعمل على تطوير لعبة رعب شهيرة غير معلن عنها حتى الان، وإليكم العرض لتشاهدوه مرةً أخرى قبل البدء بالتحليل الذي توصلنا إليه.
في بداية العرض كما شاهدتم تجد شخصية البطل سام يدخل إحدى القواعد الأرضية على ما يبدو حاملًا على ظهره أغراض للتوصيل، وعند دخول المكان يجد سام نفسه أمام مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح، يقومون بحراسة على مايبدو بعض الجثث الملقاة في اكفانها بشكل عشوائي.
القاعدة ستكون داخل إحدى الكهوف، والدليل على ذلك هو ظهور متدليات الكهوف “Stalactite” والتي يقصد به التكونات المعدنية الطبيعية المتدلية من أسقف الكهوف الرطبة، وتظهر بشكل واضح في العرض الي شاهدتموه، وهذا يجعلنا نطرح تساؤلًا آخر، هل من الممكن أن مخلوقات BT ماتزال موجودة, والجميع مختبىء داخل الكهوف وأسفل الأرض كما عهدنا من أحداث اللعبة في الماضي.
الجنود مدججين بسلاح Assault Rifle الذي إستخدم في الجزء الأصلي، بالإضافة الى البذة الغريبة المزودة بآلة Skeleton التي تساعد على التحرك بشكل أسرع وحمل أوزان أكبر، وهؤلاء الجنود لم نشاهدهم في أحداث اللعبة الأصلية وهذا إن دل فهو يدل على أن هناك قصة جديدة ومنظمة غامضة سوف نخوضها في اللعبة.
نقطة أخرى أود أن أتكلم عنها، وهي حول الجنود داخل القاعدة وحراستهم لبعض الأشياء التي تبدو كالجثث والتي أستبعد أنها كذلك، والسبب وراء ذلك أن موت الإنسان في لعبة Death Stranding في حال لم يتم حرقها في الأماكن المخصصة لها خلال وقت معين، فسيحدث Voidout وهو إنفجار كوني يحدث فراغ عندما تتفاعل المادة المضادة للجسم الداخلي لمخلوقات BT مع مادة العالم الطبيعي.
من الوهلة الأولى حين مشاهدتك للعرض ستجد الكثير من النقاط المشتركة وستشعر بأن أجواء لعبة الأكشن والجاسوسية الشهيرة التي عمل عليها كوجيما Metal Gear Solid موجود في الأرجاء سواء محاولة سام في الإختباء والتي كانت تشبه طريقة إختباء “سنيك” أو من طريقة توزيع حراسة الجنود، وهنا سام ينظر الى إحدى فتحات التهوية الأرضية التي يحب سنيك التسلل منها، وذكرتنا بالجزء الأول تحديدًا، وبعض لمسات الجزء الخامس حين تسمع وتشاهد في نفس الوقت حركة الكاميرا مع الأضواء اللامعة التي تميزت بها أجواء الجزء الخامس من سلسلة Metal Gear Solid.
في نفس الوقت سام الذي لم يعد يحمل أي حمولة وراء ظهره ينظر ورائه ليكتشف إحدى الصناديق الفارغة الخاصة بشركة صديقته Fragile التي كانت واحدة من الشخصيات الرئيسية في لعبة Death Stranding ليمسك بها سام، ويرمي ما بداخلها من حبات البرتقال، وهذا ذكرنا بالجزء الثاني والصناديق المليئة بالبرتقال.
النقطة الأهم التي أريد مشاركتها معكم هنا أن شخصية سام في نهاية العرض قفزت على الصندوق بطريقة مقلوبة على عكس ماكان يفعل البطل سنيك، ليخرج مرة أخرى وكأنه يقول “لا هذا الشىء ليس لي، بل للشخص الآخر” او “هذا لا يناسبني” وكأنها رسالة مبطنة الى محبي سلسلة Metal Gear أو من أجل تجنب المواجهة القانونية مع شركة كونامي صاحبة حقوق اللعبة والشخصية كذلك.
رغم خفقان قلبي حين مشاهدة الصندوق ورؤية سام وهو يحاول تقليد سنيك، لا أخفيكم شعوري أنني شعرت فعلًا بالحنين الى السلسلة العريقة، وأعتقد أنها في النهاية “رسالة حب الى ميتال جير” كما هو مكتوب على الصندوق Handled with Love.
في النهاية قد تكون المؤشرات أمامكم أن اللعبة تحاول إقتباس بعض أفكار وطريقة لعب سلسلة Metal Gear كما كان يود الجمهور دومًا، نعم سيكون هناك تغيير، ولكن الذي يعرف كوجيما من البداية لا يتوقع أن يكون ذلك ممكنًا، لأنه وبكل بساطة كوحيما يعتمد على الإبتكار بشكل مستمر، وإرضاء الجمهور كاملًا قد يكون في آخر أولوياته، لذلك توقعوا شيئًا مختلفًا بشكل شبه كلي سواء في فكرة Death Stranding الأساسية أو من سلسلة Metal Gear.
شاركونا آرائكم حول توقعاتكم من Death Stranding: Director’s Cut؟