مراجعة وتقييم Far Cry 6 | المغامرة الأضخم في تاريخ السلسلة، فهل هي الأفضل!

بعد ماراثون طويل من التشويق والانتظار والترقب، استطعنا أخيراً أن نخوض غمار تجربة لعبة المغامرات والآكشن والعالم المفتوح بمنظور الشخص الأول Far Cry 6، وهي السلسلة الأشهر لدى المطور الفرنسي، وذلك نظراً لحجم نجاحها على مستوى معظم الأجزاء الماضية، وهذه المرة سنخوض مغامرة جديدة داخل خريطة تعتبر الأضخم في تاريخ السلسلة، تميزها بيئات لعب متنوعة وغنية، تحتاج الى ساعات طويلة من أجل استكشافها بالكامل، حيث ستواجه الطاغية انطوان كاستيلو الذي يقوم بدوره الممثل الموهوب Giancarlo Esposito كشخصية تعتبر إضافة قوية لهذه السلسلة وخروجاً عن المألوف، وعلاقته مع ابنه دييغو التي تعتبر النقطة المحورية التي تدور حولها أحداث قصة اللعبة، اهلا بكم في مراجعة وتقييم لعبة Far Cry 6.

في مراجعة وتقييم لعبة Far Cry 6 سنبدأ برسومات اللعبة التي استخدمت فيه يوبيسوفت نفس محرك الجزء الماضي، إلا أنها نجحت في جعلها أفضل رسومات شهدتها السلسلة حتى الآن، وبما أن التجربة كانت على جهاز بلايستيشن 5، استطعنا أن نشاهد كمية كبيرة من التفاصيل في داخل بيئة متنوعة ضخمة للغافية، وبالفعل إنها لعبة ضخمة جداً، وسيكون من الصعب على أي مطور أن يقوم بتغطية خريطة ضخمة مثل التي تمتلكها لعبة Far Cry 6 وجعلها مليئة بالنباتات والأشجار والهضاب والجبال والمباني والطرقات والكهوف وغيرها الكثير من مظاهر الطبيعة الخلابة في اللعبة.

وإن كانت العديد من تلك التفاصيل الطبيعية موزعة بشكل عشوائي في كثير من الأحيان، بل وستلاحظ العدد الكبير والمبالغ به في طريقة انتشار الأشجار الخضراء في اللعبة وتكرارها بشكل مزعج للغاية، ولكن هذا الأمر لم يكن السبب الرئيسي في افساد تجربة اللعبة التي سنتطرق اليه فيما بعد.

المباني في جزيرة يارا متنوعة بشكل كبير، ولكن مع الأسف معظمها مغلق وغير قابل للاستكشاف، حيث ستنتبه الى أن الأبواب والنوافذ البيوت المنتشرة على الشواطئ ومنتصف الجبال مغلقة وموصده بشكل واضح، وهذا الأمر عاد بالسلب بشكل أو بآخر على حرية الاستكشاف التي وعدنا بها المطور الفرنسي.

قصة اللعبة مع الأسف لم تكن بذلك العمق الذي كنا نأمله منها، ومع وجود شخصية شهيرة وموهوبة ضمن أبطال اللعبة، إلا أن ذلك لم يشفع في أن تصبح اللعبة غير مترابطة بشكل كبير في أحداثها، ولن تشعر بأي نوع من التعلق في شخصية البطل Dani Rojas الذي يمكن تخصيصه سواء من حيث الجنس ذكر أو أنثى، وهذا أمر طبيعي نتيجة لتبني هذا الأسلوب.

وبالعودة الى سيناريو قصة اللعبة، حيث نعلم جميعنا أن القصة تدوير أحداثها في جزيرة يارا التي عزلت عن العالم، وتوقفت عقارب الساعة والتطور فيها في فترة ثمانينات القرن الماضي، وتم عزلها عن العالم بشكل تام، حيث يحاول الديكتاور كاستيلو أن يضمن لإبنه إنتقال آمن للسلطة، مع مواصلة اقباض سلطته على الجزيرة بأكملها، إلا أن السكان الأصليين للجزيرة سيحاولون تأسيس مقاومة بهدف التخلص من هذا الطاغية.

أنطوان كاستيلو يحاول بلا يأس إقناع ابنه دييغو برؤيته المستقبلية لجزيرة يارا “والبارادايس” من خلال إجباره على تنفيذ خطوات قاسية مثل قتل وتعذيب المعارضين، بالإضافة الى تبنيه فكرة أن هناك سكان مزيفيين لمدينة يارا، وسكان أصليين وموالين لحلم يارا.

خريطة اللعبة تشبه الأرخبيل بشكل كبير، حيث تشبه فكرة الجزء الماضي بشكل كبير، وهي أناه مقسمة تحت سلطة زعماء آخرين يتبعون لسلطة الديكتاور كاستيلو، ولكن هذه المرة هناك مقاومة وشخصيات أخرى وقاعدة للمقاومة في كل أرخبيل تقوم بالتوجه إليه.

نظراً لحجم الخريطة الكبر، وصعوبة تحريرها بشكل كامل، سوف تتمكن من دفع الرشاوي لبعض جنود الطاغية وذلك من أجل  تخفيف شدة الحراسة على المناطق التي تريد تحريرها، وسينتج عن ذلك تقليل حدة المواجهات والمعارك مع الأعداء، وضمان حصولك على معلومات هامة ستفيدك في الحصول على أشياء مفيدة لتقدمك.

نظام التقدم في اللعبة يعتمد على تطوير القاعدة الرئيسية الخاصة بك، وهي ستكون فرصة من أجل التعرف على شخصيات هامة لها دورها في قصة اللعبة، من أفراد جبهة التحرير، ومقاومات تاريخية، والذين سيحاولون مساعدتك على ضرب مصالح الديكتاتور، وتحديد وجهتك المقبلة، حيث يتميز هذا الجزء من اللعبة بشكل عام بحرية أكبر من حيث التنقل والقتال اختيار المهام التي تبدو عشوائية وفوضوية بشكل كبير.

التنقل في داخل خريطة اللعبة سهل للغاية، حيث ستتوفر لديك بشكل تدريجي العديد من المركبات، وصولاً الى الطائرات العادية والهيلكوبتر، وطائرات معدلة وغيرها، ولعبة Far Cry 6 اختلفت عن الأجزاء الماضية بإضافة الأحصنة التي ستساعدك في العديد من المهام السرية.

أشياء جديدة تمت إضافتها في مهام اللعبة، على خلاف الأجزاء الماضية من تحرير للمواقع العسكرية فقط، حيث سكون بإمكانك هذه المرة تحرير الطرقات وتأمينها من خلال السيطرة على الحواجز العسكرية، وتأمين الطرق الجوية من خلال تدمير رادارات جيش كاستيلو، ومزارع نبات الفيفيرو التي تعتبر محور اقتصاد نظام الطاغية، ومواقع متنوعة ينتشر فيها الجيش بشكل كبير، وبالتأكيد هناك تنصيف لقوة الجيش في كل منطقة، ويزيد كلما تقدمت في اللعبة وزاد خطر المقاومة.

والآن بعد التطرق للعديد من الأمور التي لاحظناها في اللعبة التي احتوت على عناصر إيجابية، سنتطرق الى السبب الرئيسي في إفساد التجربة المنتظرة، وهو الفوضوية وانعدام الذكاء الاصطناعي سواء في مواجهة الأعداء أو من خلال تصرفات الشخصيات الغير قابلة للعب المنتشرة في كل مكان، وهو ما أثر على التجربة وجعلك تشعر كثيراً بالاستفزاز، وأحياناً تضحك عليها من سخافتها.

للأسف ما يزال الذكاء الاصطناعي في ألعاب الشركة المطورة، وخاصة في الأجزاء الأخيرة من هذه السلسلة من أكثر الأشياء المزعجة، ولم يتم تطويرها أو تحسينها ولو قليلاً، فتخيل معي أن احدى الشخصيات تقوم بالاتصال بك من أجل إطلاعهم على مهمة معينة، وهي بالفعل تقف أمامك تمارس بعض تمارين الاحماء!

بعض الأحيان تكون وسط محادثة او اجتماع هام مع زملائك، فتجد أن صديقك التمساح قد اقتحم المكان وبدأ بالتجول وازعاجك بشكل غريب، وهذا بالطبع ليس كل شيء، ستشاهد كثيراً الشخصيات الغير قابلة للعب NPC تتجول أو تسوق مركبتها في وسط معركة بالأسلحة النارية والقنابل بدون خوف، وكأنني ألعب بالألعاب النارية مع جيش كاستيلو، ناهيك عن كمية التناقضات الغريبة في تصرف الشخصيات وتحركاتهم داخل عالم اللعبة الذي أفسد التجربة بشكل كبير.

مراجعة وتقييم لعبة Far Cry 6

الإيجابيات

السلبيات