تطوير الألعاب الضخمة AAA دخل مرحلة خطرة والمخاطر أكبر من قدرة الشركات على تحمّلها
مطوّرة كابكوم ووارنر بروس ماري مييروال

في ظل عام يُعدّ من الأصعب على صناعة الألعاب، حذّرت المخضرمة ماري مييروال، التي تمتد خبرتها عبر شركات كبرى مثل كابكوم و Warner Bros من أن تطوير الألعاب الضخمة من فئة AAA أصبح غير مستدام بالكلفة الحالية، مشيرة إلى أن حجم المشاريع تضخّم لدرجة لم تعد الشركات قادرة على تحمل فشل واحد فيها.
وخلال حديثها في فعالية DevGAMM بالبرتغال، أوضحت مييروال أن ميزانيات الألعاب الضخمة تستمر في الارتفاع بشكل غير منطقي، بينما يزداد زمن التطوير ويتضاعف الضغط على الاستوديوهات، واستشهدت بما حدث مع Ubisoft مؤخرًا عندما اضطرت إلى نقل بعض عناوينها إلى كيان تعاوني لتخفيف المخاطر المالية، مؤكدة أن هذا المثال يعكس حال السوق كله.
وقالت مييروال:
“الميزانيات تتضخم عامًا بعد عام، والمخاطرة أصبحت غير معقولة. كثير من الشركات لم تعد قادرة على الرهان على مشروع واحد يكلف مئات الملايين ثم تتمنى أن ينجح. هذا النموذج لم يعد صالحًا.”
التقنية قد تنقذ AAA… ولكن ليس الآن
ورغم الصورة القاتمة، ترى مييروال أن التطور السريع في أدوات التطوير والإنتاج، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي قد يغيّر قواعد اللعبة. فبحسب رأيها، أدوات البرمجة والأنيميشن المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر نضجًا، ما يسمح بإنجاز أجزاء كبيرة من العمل بفرق أصغر، وبالتالي خفض التكلفة من جذورها.
وتشير إلى أن تقينات الذكاء الاصطناعي ليس وافدًا جديدًا على الصناعة، بل كان موجودًا في عمليات الحركة والأنظمة الداخلية منذ سنوات، لكنه الآن أصبح جاهزًا للقيام بأدوار أكبر، قد تترجم لاحقًا إلى مشاريع ضخمة أقل تكلفة وأكثر قابلية للسيطرة.
تزايد الاعتماد على فرق التطوير المشاركة
وأبرزت مييروال ظاهرة أخرى تتسع بسرعة في السنوات الأخيرة الاعتماد المتزايد على فرق التطوير المشتركة، فبدلًا من بناء استوديو ضخم يحتاج إلى ثلاثة مشاريع متتالية فقط للحفاظ على توظيف مئات الموظفين، تلجأ الشركات الكبرى إلى توزيع العمل على فرق مساعدة تعمل بالتوازي معها.
هذا النموذج حسب وصفها يقلل المخاطر ويتيح للناشر الاحتفاظ بفريق مركزي صغير، بينما تنفذ فرق أخرى جوانب مختلفة من المشاريع. وهو أسلوب تراه مييروال أكثر ذكاءً وقد يصبح القاعدة الجديدة خلال الأعوام القادمة.
من الواضح أن كلمات مييروال ليست مجرد رأي فردي، بل وصف لحقيقة قاسية تمر بها الصناعة. نحن نشاهد عامًا بعد عام استوديوهات تُغلق رغم نجاح ألعابها، وأخرى تنهار بسبب مشروع واحد فشل تجاريًا.
أزمة AAA لم تعد مشكلة جودة أو إبداع، بل مشكلة اقتصاد في المقام الأول.
بصراحة، قد يكون الحل الذي تطرحه مييروال اعتماد فرق أصغر، توسيع التعاون، والاستفادة القصوى من أدوات الذكاء الاصطناعي هو الطريق الوحيد لضمان بقاء هذا النوع من الألعاب. فالمعادلة الحالية تقول: لعبة واحدة بنجاح متوسط قد تكلف استوديو كاملًا حياته. ولا يمكن لأي قطاع أن يستمر بهذه الهشاشة.
إذا كان مستقبل AAA سيقوم على فرق أصغر وقدرات تقنية أكبر، فربما سنشهد عودة التركيز إلى الجوهر: ألعاب قوية، بأفكار واضحة، دون الضغط الجنوني لتحقيق أرقام غير واقعية.
المصدر: Gamereactor









