خدمة جوجل ستاديا لن تشكل تهديد على جهاز البلايستيشن 5..

الكثير من المحللين والناقدين يروا أنّ اللعب السحابي هو المستقبل وسيكون تهديد كبير وواضح للمنصات المنزلية القادمة بلايستيشن 5 و اكسبوكس سكارليت ولكن قناعتنا تقول لنا غير ذلك.

شركة جوجل هي من أكبر الشركات التقنية بالعالم وقامت بالإعلان حديثا عن خدمة البث للألعاب الخاصة بها “ستاديا – Stadia” سابقاً هذا العام. كما قال ديفد كيج مؤخراً، المطورون سيستطيعون التركيز على جودة لعبتهم أكثر لأنّهم لن يحتاجوا للعمل على التوافق بين المنصات الأُخرى، اللاعبين لن يكونوا بالحاجة إلى إنفاق مئات الدولارت على الأجهزة كل عدة أعوام لكيّ يستطيعوا لعب الألعاب الجديدة. وهذا ما تعدِه غوغل للعالم، أن تستطيع لعب اللعبة الذي تريدها بأيّ مكان وبأيّ وقت. هذا الأمر يبدوا رائع بالتأكيد.

هل ستكون البديل للمنصات المنزلية؟

ليس كذلك لحد الآن. هنالك مشاكل كبيرة بمنصات بثّ الألعاب وأكبرها هي أنّها متوفرة فقط للأشخاص الذين يملكون سرعة إنترنت عالية بدون حد للبيانات — على مخطط فين، هذا تقاطع ضئيل للغاية من الدوائر هناك. بالإضافة لهذا الأمر هنالك مشكلة أراها أكبر وهي إفتقار الملكيّة لألعابك أكثر من الألعاب الرقمية حتى. أيّ شيء تقوم بتنزيله يبقى معك إلى الأبد إن لم تقم أنت بالتخلص منه، لكن بخدمات البث سوف تخسر مكتبتك بشكلٍ كامل عندما يتوقف دعم الشركة للمخدمات — يمكنك أن ترى هنا لماذا من الصعب أن تكون خدمة ستاديا تهديد حقيقي للمنصات الموجودة في سوق الألعاب.

دعونا نتحدث هذه المرة عن سوني التي تملك حصة كبيرة من سوق الألعاب. يمكننا القول أنّ سوني هي تحت التهديد الأكبر من ستاديا لأنّ مايكروسوفت واكسبوكس لديهم خدمة البث الخاصة بهم التي يقول البعض أنّها أفضل من ستاديا حتى لذلك ستسطيع الشركة منافستها، يمكن لنينتندو الهرب من أيّ شيء لأنّهم يملكون عناونيهم القوية مثل زيلدا وبوكيمون وماريو. لكن ما الذي تمكله سوني حقاً للدفاع عن مكانها على الطاولة خصوصاً مع البلايستيشن 5 ؟

هل سوني تحت التهديد بالفعل؟

سوني تعمل على خدماتها وقطعها الخاصة في السنين الأخيرة. خدمة PlayStation Now الموجودة حالياً تُقدم خدمة بث لألعاب سوني للمستخدمين وتحتوي على عدة أسعار مختلفة, بالتأكيد جودة هذه الخدمة ليست قريبة مما ستقدمه لنا ستاديا او مشروع xCloud من مايكروسوفت رغم وجود بعض التسريبات التي تتحدث عن دمج الخدمة مع منصة بلايستيشن 5 و تحسين جودتها بشكل كبير. لكن الحقيقة هي أنّ سوني لديها بالفعل البنية التحتية الأساسية لخدمة بث الألعاب ولديها المحتوى أيضاً — كل ما تحتاجه الآن هو تحسين وتطوير هذه البنية. بالتأكيد التحسين سوف يكون مُكلف ويحتاج لبعض الوقت، لكن إن كانت ستاديا حقاً تهديد للجيل القادم من سوني، فيمكنها أن تبدأ به للمنافسة وتأكيد وجودها في سوق الألعاب.

الكثير من الميّزات التي ستقدمها خدمة ستاديا مُقدمة بالفعل في خدمات سوني المختلفة — خدمة SharePlay تُقدم شكلاً من أشكال اللعب التعاوني المستند إلى البث ولا يختلف عما تقدمه غوغل مع ستاديا (لكن سوني سوف تحتاج لتمكين هذه الخدمة في PlayStation Now، وعلى حد علمي هذا الأمر غير متوفر حالياً). تُتيح تقنية Remote Play أو اللعب عن بعد من سوني للمستخدمين فرصة لعب ألعابهم في أيّ مكان يحلو لهم (على الرغم من أنّ هذه الميّزة لا تزال غير متوفرة على جميع الأجهزة كما ينبغي إلا أنّ هذا الأمر مرةً أُخرى يحتاج لتحسين وتطوير فقط لأنّ البنية التحتية موجودة). يُمكن لسوني أن تقوم بتوحيد جميع هذه الخدمات المذكورة أعلاه وتحسينها بشكل أكبر لتكون منافسة قوية بهذا السوق.

سلاح سوني السري!

جميعنا نعلم أيضاً أنّ لدى سوني عناوين أُسطورية من الطرف الأول ذو قاعدة جماهير ضخمة، وهذا الأمر لا تملكه غوغل حالياً. فعناوينها تتنافس مع عناوين شركة نينتندو، الكثير من الأشخاص سوف يقومون بشراء الجيل القادم من اجهزة بلايستيشن فقط ليلعبوا الألعاب الجديدة من استديوهات الطرف الأول مثل Naughty Dog. لذلك كل شخص يريد أن يلعب لعبة من استديوهات سوني، عليه أن يقوم بشراء منصتها الخاصة.

Image result for Uncharted 5

التركيز القوي على الألعاب والعناوين الحصرية هو الأمر الذي قد ينقذ كل من سوني و بلايستيشن 5 أكثر من إستمثارها بالخدمات بشكلٍ عام، وهذا ماتفعله سوني بالأصل بالفترة الأخيرة. حينما يتعلق الأمر بموضوع الألعاب، حالياً ما الذي تُقدمه غوغل بالضبط؟ بالتأكيد تُعد كل من DOOM Eternal والألعاب الضخمة من يوبيسوفت ألعاب رائعة، لكنهما حرفيّاً يعملون على كل منصة ألعاب أُخرى. على غوغل أن تقدم عناوين وأيضاً خدمات قوية جداً لكيّ تستطيع إنقاع المائة مليون لاعب للبلايستيشن بالهجرة إلى ستاديا. غوغل تقوم بالإستثمار بهذا الأمر وتقوم بإنشاء استديوهات من الطرف الأول برئاسة جايد ريموند, إنه لأمر رائع بالفعل وسيقوم هذا الاستديو بتطوير ألعاب لستاديا فقط لكن لحد الآن لم يتم الإعلان عن أيّ عنوان.

هل الوقت مناسب للالعاب السحابية؟

لنفرض قامت غوغل بذلك وقامت بإطلاق العديد من الألعاب المدهشة على مدى الجيل، هل سيكون ذلك كافياً لجعل أيّ شخص يتخلى عن جهازه البلايستيشن او الاكسبوكس او النينتندو للذهاب لستاديا فقط؟ من الممكن أن تقوم بالإشتراك بالخدمة لتجربة تلك الألعاب فقط لكن هي ستكون سبباً كافياً لترك إستثماراتك بالأجهزة التي تملكها وبمكتبة ألعابك وملكيّة الألعاب الفعلية وعدم وجود أيّ تأخير (lag) بالإضافة لحساباتك الحالية وأصدقائك وإنجازاتك؟ لا أعتقد أنّه أمر كافي لكن شاركنا بالتعليقات حول رأيك بهذا الموضوع.

Image result for stadia games

ربما سوف تكون خدمة ستاديا ناجحة جداً، وربما اللعب السحابي سوف يحقق الكثير من الإنجازات. انا لا أقول أنّ ستاديا والخدمات السحابيّة سيئة ولا تستحق أيّ فرصة، فهم يقدمون شيء جديد في عالم صناعة الألعاب وهو أمر مثير للإهتمام لي كوني من عُشاق هذا الوسط. لكن ما أقصده في هذا المقال هو أنّ نجاح ستاديا لن يأخذ مكان أحد على الطاولة مثل بلايستيشن او اكسبوكس او نينتندو، إنما سوف يكون له كرسيه الخاص. سيشجع ستاديا بالتأكيد المزيد من الأشخاص على لعب الألعاب لو نجح، وهو أمر رائع. لكن هذا لا يعني أنّه سوف يكون له القدرة على التنافس مع العملاقة الكبار خاصةً سوني وبلايستيشن.

شاركوني برأيكم في هذا الموضوع؟ هل تعتقدون حقاً أنّ ستاديا هو مسقتبل الألعاب؟ شاركونا بالتعليقات! — هذا المقال هو رأيي الشخصي بالموضوع وأتحدث بإسمي فقط وليس بإسم موقع VGA4A كاملاً.

رغيد حلاق

عاشق لألعاب الفيديو والتقنية مِنذُ طفولتي. دائماً ما أستمتع بجميع أنواع الألعاب وأميل بشكل خاص للألعاب المُستقلة. أسعى لتقديم كل مايخص ثقافة الألعاب للقارئ العربي بشكلٍ كامل بأفضل طريقة ممكنة لكونها أمر مفقود نسبياً في بلادنا.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button