خمسة أنماط لعب وضعت توجه جديد لصناعة العاب الفيديو, لنتعرف عليها..

صناعة العاب الفيديو دائماً ما تتغير والعقد الأخير شهد تغييرات كبيرة بدايةً من الإعلان عن أجهزة ألعاب جديدة – البلايسيتشن 4 والاكسبوكس ون – بالإضافة لإطلاق النينتندو سويتش في وقتٍ لاحق من الحق بينما الحاسب الشخصي أثبت مكانه بين جميع المنصات وتقدم ورأينا نهضة منصة الهواتف المحمولة التي أصبحت أحد أكبر المنصات بألعاب الفيديو بالنسبة للأرباح.

خلال هذه السنين، توجهت صناعة ألعاب الفيديو لأماكن مختلفة بسبب بعض الألعاب التي غيرت كل شيء بأنماطها. في هذا المقال سنتحدث عن العناوين التي قدمت لنا أنماط جديدة ووضعت بصمتها من 2009 إلى الآن لنرى كيف تغير توجه هذه الصناعة ولنأخذ فكرة عما ينتظرنا العام القادم وما بعده.

الباتل رويال

نمط الباتل رويال طغى على عالم الألعاب الجماعية عندما صدرت PlayerUnknown’s Battlegrounds. بريندان جريين المعروف بـ “PlayerUnknown” قام ببدأ هذا النمط كطور بقاء لمائة لاعب داخل لعبة المحاكاة العسكرية Arma 2. من بعد ذلك طلبت منه شركة Daybreak Games eلعمل طور مشابه للعبة H1z1 الذي أصبح لاحقاً أشهر من اللعبة الأساسية. لكن نجاح لعبته المعروفة بـ PUBG كان عظيم وأصبحت من أشهر الألعاب الجماعية على الحاسب الشخصي والهواتف المحمولة.

بعد شهرة النمط الكبيرة بدأت شركات أُخرى بتباع هذا المسار بسرعة ومن بين هذه الشركات كانت Epic Games التي قدمت لنا فورتنايت وأصبحت أشهر لعبة على أجهزة الألعاب المنزلية (الكونسولز). بجانب فورتنايت وببجي كان هناك Apex Legends أيضاً التي كانت آخر نجاحات هذا النمط ، العام القادم ما علينا رؤية سوى ما إن كانت المزيد من الشركات ستتبع هذا النمط بألعابها الضخمة مثل Call of Duty: Black Ops 4 سابقاً او ما إن كانت كلا اللعبتان أعلاه ستسمر بنجاحاتها.

الأوتوباتلر

يعتبر تمط الأوتوباتر من أحدث الأنماط المذكورة ضمن المقال وهو مبني على ألعاب البطاقات ونظام قتال ألعاب الحاسب الشخصي القديمة مثل Battle Chess. في هذا النمط سيقوم اللاعبون باختيار أبطال عشوائيين لوضعهم بشكل استراتجي بالمعركة، يفوز الفريق الذي يملك آخر بطل حيّ بساحة القتال.

بدأ هذا النمط بتعديل يدعى Pokemon Defense  للعبة Warcraft 3: Reign of Chaos الذي يعتمد على فهم اللاعبين لطريقة قتال البوكيمون، كل لعبة صدرت بهذا النمط بعد ذلك اتبعت ذات القواعد. اشتهر هذا النمط أكثر وأكثر عندما أتى لعبة Dota 2 بتعديل Auto Chess ومن ثم فالف قامت بإطلاق Dota underloads ومن بعد ذلك تبعتها شركة ريوت بلعبة Teamfight Tactics. جميع هذه الألعاب ما زالت مشهورة على الحاسب الشخصي ومن الممكن أن ينشهر أكثر في حال كبرت المنافسة.

ألعاب النهب والتصويب

بدأ نمط النهب والتصويب (looter shooter) مع إطلاق لعبة Borderlands التي وعدت بتقديم ملايين الأسلحة المختلفة بعام 2009، الآن ألعاب النهب والتصويب أصبحت شهيرة للغاية وجذبت عدة استديوهات ألعاب ضخمة. سر نجاح هذا النمط هو نظام التصويب الممتع الذي سيجعل أسلوب اللعب ممتع رغم تكراره، إن لم يكن التصويب وإطلاق النار والقفز والقتال أمر ممتع فاللاعبين سيبتعدون عنه حتى لو قدمت عناصر كثيرة. هناك العديد من العاب الفيديو الناجحة من هذا النمط عدا سلسلة بوردرلاندز مثل Destiny 2 و Tom Clancy’s The Division 2.

مجتمع لاعبي هذا النمط دائماً ما يعطون عناوناً واحداً جميع طاقتهم ليحصلون على كل شيء به ولهزيمتها على أصعب الصعوبات وعادةً ما تستمر العناوين الناجحة لفترة طويلة جداً ومؤخراً شهدنا وجود أطوار جانبية لإبقاء قاعدة اللاعبين. لذا بالنهاية يمكننا القول أنّ مع تقدمنا كل عام، ألعاب التصويب والنهب تشتهر أكثر وأكثر ومن الواضح أننا سنحصل على ألعاب تعتمد على النهب أكثر في المستقبل القريب.

البقاء

أحد أكبر مفاجئات العقد الماضي كانت DayZ، التعديل الذي أضاف الموتى السائرون (الزومبيز) إلى Arma 2: Operation Arrowhead ومن ثم تحول للعبته الخاصة بوقت قريب جداً وباع ملايين النسخ قبل أن ينتهي حتى. الآن الحاسب الشخصي وأجهزة الألعاب المنزلية والهواتف المحمولة أيضاً تحتوي على الكثير من ألعاب البقاء التي تطلب من اللاعبين الانتباه على صحتهم ومواردهم وعدم الموت. الكثير من ألعاب البقاء تعتمد على بناء قواعد والكثير منها أيضاً تكون جماعية لكن لعبة بهذا النمط لا يجب عليها أن تكون من منظور الشخص الأول او جماعية، فألعاب مثل Don’t Starve أثبتت لنا أنّ النمط ممتع بمنظور الشخص الثالث بينما لعبة The Long Dark أظهرت أنّها رائعة كلعبة فردية قصصية.

لكن الجانب المُثير للاهتمام حقاً بنمط البقاء هو تفاعل اللاعبين مع بعضهم سواء كان مثل مساعدتهم بعالم DayZ او التعاون لهزيمة المتوحشين في The Forest او التنمر على اللاعبين الآخرين في Rust، أظهر لنا نمط البقاء أنّ رؤية لاعب آخر بالنمط الجماعي قد يكون سيف ذو حديّن — او هذا ما عرفته من تجربتي.

السولز-لايك

ألعاب السولز-لايك او الشبيهة بالسولز هي من أشهر الأنماط الجديدة التي ظهرت للسطح بالعقد الماضي وهي أصعبها وأكثرها تحدياً أيضاً. يعود هذا النمط لاستديو FromSoftware الذي قدم لنا الكلاسكية Demon’s Souls لكن أسلوب اللعب ذو الصعوبات حصل على شعبيته الكبيرة بسلسلة Dark Souls عندما صدرت بـ 2011 إلى يومنا هذا.

نمط السولز-لايك يحتاج للصبر والدقّة وتعلم أسلوب اللعب بشكل كامل لتفادي الموت بضربة واحدة من وحش أكبر منك بعشرة أضعاف. أفضل ألعاب هذا النمط تعود لمؤسسه، أيّ استديو فروم سوفتوير الذي دائماً ما أبدع به ومؤخراً هذا العام أصدر لنا Sekiro: Shadows Die Twice التي أصبحت لعبة العام خلال حدث The Game Awards بالإضافة للعبة Bloodborne التي سرقت قلب الملايين وأصبحت المُفضلة لهم. العديد من الاستديوهات الأُخرى بدأت بالدخول لمسار هذا النمط وحصلنا على بعض العناوين التي حصلت على جماهير مثل Nioh و The Surge. نعتقد أننا سنشهد نموا هذا النمط أكثر وأكثر بالأعوام القادمة ونتوقع أنّ FromSoftware سيبقى الاستديو رقم واحد به.

خلال كتابة هذا المقال لاحظتُ تطور التقنيات والألعاب خلال العشرة أعوام الأخيرة ورأينا تعدد الأنماط التي ساعدت على جذب الكثير من الأشخاص لعالم العاب الفيديو المُبهر. بالتأكيد هناك المزيد من الأنماط مثل ألعاب الـ Clicker التي تطلب منك الضغط على الفأرة او زر آخر بشكل مستمر وسريع وهناك ألعاب الواقع الافتراضي التي ما زالت تنموا وتتقدم بالإضافة لألعاب محاكاة المشي مثل Firewatch و Death Stranding. في هذا المقال أردنا تسليط الضوء على أهم خمسة أنماط جديدة ساعدت بدفع الصناعة إلى الأمام.

ما هو نمطكم المُفضلفي عالم العاب الفيديو ؟ شاركونا بآرائكم بالتعليقات ادناه!