حقائق و اسرار | حيلة سوني الذكية لحماية العاب بلايستيشن من القرصنة (الجزء الثاني)

تحدثنا في الجزء الاول من هذا المقال حول فكرة حماية سوني العاب بلايستيشن 1 العادي (النسخة الاولى) من القرصنة ورغم كل الجهود و الحيل فقد تمكن المخترقين من التعرف على الالية التي تستخدمها سوني لخداعم و تخطيها بكل سهولة.

الحرب مازالت مستمرة من اجل ان تتفادى سوني بيع الاقراص المقرصنة على جهاز البلايستيشن 1 و تكبيدها خسائر طائلة لذلك سارعت باطلاق نسخة جديدة من جهاز البلايستيشن 1 بنسخة مصغرة اطلق عليها اسم PSone الذي شهد اقبال كبير جدا من الجمهور و لكن صدم القراصنة بان سوني قد غيرت خطة الحماية هذه المرة لذلك كان يتوجب عليهم البحث عن وسيلة جديدة لاختراقها.

حيلة سوني الجديدة

في المرة الاولى كانت تستخدم سوني الجزء الخارجي من اقراص الالعاب لنسخ شيفرا سرية في مسارات لا يمكن لاي ناسخ اقراص الوصول اليها و مازالت هذه الفكرة مستخدمة في العاب PSone و لكن تم اضافة خطوة ثاني (مزدوجة) ملحقة يستخدمها الجهاز لتأمين تشغيل الالعاب الاصلية و التعرف على الاقراص المنسوخة وعدم تشغيلها.

في فكرة الحماية الاولى و عندما يصل قارئ الاقراص الى المسارات السرية يتمكن من قراءة الشعار المميز الذي كنا ننتظرة ليظهر على الشاشة امامنا لتأكيد تشغيل اللعبة يمكنك رؤية الشاعر بالاعلى و لكن كانت الخطوة الثانية التي يقوم بها قارئ الاقراص الخاص بالجهاز لقراءة مسار جديد على الحافة الداخلية للقرص (حول الثقب وسط القرص) حيث تظهر علامة الترخيص “Licensed by Sony Computer Entertainment America SCEA TM” هل تعلم ان هذه العبارة هي جزء من نظام التشفير الذي استخدمته سوني في حماية العاب البلايستيشن 1.

المرة الاولى يقوم نظام الحماية باظهر الشعار المميز و في المرة الثاني يتم اظهار عبارة Licensed by Sony Computer Entertainment America SCEA TM و بعدها يدخل اللاعب الى اللعبة دون مشاكل لكن الاقراص المقرصنة كانت تقف عند الشعار فقط و يتم رفضها بعد ذلك.

خطة الاختراق الجديدة

ايقن المخترقين حيلة سوني الجديدة بعد عدة دراسات و تمكنوا من الوصول الى طريقتين لتخطي نظام الحماية هذا و هي كالتالي:

الحيلة الاولى

كانت هناك بعض الالعاب التي تأتي على اكثر من قرص مثل لعبة Metal Gear Solid او Final Fantasy VII حيث كان الجهاز عند اكتمال القرص الاول يطلب من اللاعب ادخال القرص الثاني و هنا ظهرت الفجوة حيث ان قارئ الاقراص و نظام الحماية لا يقومان بتطبيق الخطوة الثاني لفحص الحماية حيث لا يظهر شعار الذي نراه عند بداية تشغيل اي لعبة و بدل من ذلك يدخل القارئ الى ملفات اللعبة مباشرة ليكمل العمل, من هنا جاءت فكرة الاختراق.

قام المخترقين بعمل قرص يدعى “exploit” و الذي يوهم قارئ الاقراص ان اللاعب قد انهى القرص الاول من اللعبة و يريد ادخال القرص الثاني و عندما يطلب من المستخدم ادخال القرص الثاني يتم وضع القرص المنسوخ لاي لعبة فورا و يبدأ القارئ بقراءة ملفات اللعبة دون عمل خطوة الفحص الثانية و بالتالي يبدأ بتشغيل اللعبة, اليست حيلة ذكية جدا..؟!

الحيلة الثانية

الفكرة الثانية لتخطي نظام الحماية المزدوج كانت مشابه لفكرة الحيلة الاساسية التي تحدثنا عنها في نهاية الجزء الاول حيث تم الاعتماد على قطة modchips يتم برمجتها بحيث تقوم بادخال بيانات الفحص الاولى و الثانية الى البايوس و من ثم نظام الحماية في الجهاز و خداعة بانه قام بقراءتها و الدخول الى اللعبة مباشرة و هذه الطريقة التي تم اعتمادها في النهاية كونها دائمة و لم تتغير حتى نهاية الجيل.

هكذا كانت الحرب الصامته التي تدور بين سوني و عالم القراصنة و التي لم يكن يعلم بها الكثير ربما من اجل حماية العاب بلايستيشن و لكن كنا نرى نتائجها فقط و للاسف هذه الحرب مازالت مستمرة حتى يومنا هذا, فرغم التطور التكنلوجي و نظم الحماية التي اصبحت تتخصص فيها شركات كبرى الا ان القراصنة دائما يجدون الثغرة ليدخلوا منها و هذا دفع الشركات الى اللجوء الى عنصر دفاعي جديد و هو القانون الذي اصبح الان يحمي حقوق الملكية و لديه القدرة على ملاحقة المخترقين اينما كانوا حول العالم و لكن هذا لم يمنعهم من التواجد.

بهذا نختتم جولتنا حول حيلة سوني الذكية لحماية العاب بلايستيشن من القرصنة و انتظرونا في المزيد من التقارير و المقالات الممتعة من عالم حقائق و اسرار عالم العاب الفيديو.