لعبة Biomutant هي تلك اللعبة التي كنا نتوقع أنّها لن ترى النور خاصةً بعد السنين الطويلة التي استغرق بها الفريق بعملية التطوير ولكن الحال لم يعد كذلك حيثُ ستتوفر اللعبة غداً على المنصات الرئيسية! بعد تجربتنا لها لقرابة العشرين ساعة، هل تستحق هذه اللعبة وقتك ونقودك؟ هذا ما سنتحدث عنه بهذه المراجعة ولكن الجواب القصير هو نعم.
انا من أكثر الأشخاص المتشوقين لتجربة Biomutant مِنذُ الإعلان عنها لأول مرة في 2017 بسبب عدة أمور أهمها العالم والتخصيص وأسلوب اللعب. لهذا السبب، سأتحدث عن آخر اثنين في بداية المراجعة.
عندما تبدأ اللعبة وتشاهد العرض السنيمائي الرائع جداً، ستدخل إلى قائمة تخصيص الشخصية. فريق التطوير تحدث مراراً وتكراراً عن أهمية التخصيص بالنسبة لهم وعن مدى عمقه في اللعبة وفي الحقيقة، تخصيص الشخصية كان عميق إنما توقعت أكثر. أول شيء ستختاره هو النسل، يوجد ستة أنواع يمكنك الاختيار منها وكل نوع يحتوي على مزايا مختلفة، منه يميل إلى القوة ومنه إلى الرشاقة والذكاء وإلى آخره. يوجد أيضاً مهارات يمكنك الاختيار منها بعضها يركز على القتال البعيد او القريب او القدرة الخارقة كي.
بعد هذه المرحلة، يمكنك تخصيص هذه المزايا أكثر وأكثر بشكل يناسب أسلوب لعبك بالإضافة إلى ألوان الشخصية. هل نظام التخصيص هذا أحبطني؟ في الحقيقة لا لم يحبطني فهو كافي إنما كنت أتوقع أكثر بعد تصريحات المطورين. جوهر نظام التخصيص لا يكمن بالشخصية ولكن في الدروع والأسلحة، ولا أعلم من أين سأبدأ..
تقريباً يمكنك تخصيص كل سلاح ودرع في لعبة Biomutant، هذا ليس كل شيء، يمكنك أيضاً صنع أسلحة ودروع بيدك عبر تجميع العناصر المطلوبة التي تحصل عليها من استكشافك للعالم وإتمام المهام. للأسلحة القريبة، يمكنك تخصيص المقبض والسلاح نفسه بالإضافة إلى إضافات عليه لزيادة الضرر. ذات الأمر ينطبق على الأسلحة البعيدة حيثُ يمكنك تخصيص كل شيء بالسلاح بالشكل الذي تريده ليناسب أسلوب اللعب الخاص بك بدايةً من نوع المشط إلى الماسورة. الدروع أيضاً يمكن تخصيصها عبر وضع إضافات تزيد من نسبة الدرع او طاقة كي التي سنتحدث عنها لاحقاً او الحيوية (نقاط الصحة).
علاوة على ذلك، هناك ندرة وجودة ومادة مختلفة إلى كل سلاح بجانب مزايا مميزة لبعض هذه الأسلحة مثل بعضها كهربائي او إشاعي مما يحدث ضرر أكثر للإعداء عندما تطلق النار بهم او تضربهم. يوجد مزايا إضافية أيضاً مثل “العقار” الذي تزيد من حيوتك عندما تقتل الأعداء أو “الثأر” التي تمكنك من إحداث ضرر مضاعف بعد تلقيك لضربة من العدو أو “الإطلاق السريع” الذي يزيد من معدل إطلاق النار للمشط التالي بعد نجاحك في إعادة التقليم على الوقت والمزيد.
ستغير أسلحتك في الساعات الأولى من اللعبة بشكل متكرر إلى أن يقع السلاح المثالي بالنسبة لأسلوب لعبك بين يديك وحينها يمكنك تطويره بشكل مستمر. هذا ما فعلته أنا على الأقل، بقيت على سلاح مُعين إلى فترة طويلة من الوقت لأنني دائماً ما أطور أسلحتي لتصبح أفضل أكثر وأكثر. بدون شك أمضى الفريق الكثير من الوقت هنا ويمكنني القول أنه من أكثر الأشياء المميزة باللعبة واستمتعت بوقتي وأنا أصنع وأحدث أسلحتي.
بالحديث عن الجوانب الجيدة، دعونا نتحدث عن أسلوب اللعب الذي يعتبر جوهر Biomutant. يمكنك القتال بدون أيّ أسلحة، أيّ بيديك العاريتن فقط ويمكنك تطوير مهاراتك التي تختارها في بداية اللعبة، انا على سبيل المثال اخترت مهارة تركز على القتال البعيد وبنيت شخصيتي على الرشاقة والقوة والقدرة الخارقة كي، وكان أسلوب لعبي يعتمد على التجنب والحركة بسرعة ومن ثم الانقضاض والهجوم على الأعداء طوال اللعبة. تقدم لك اللعبة الحرية الكاملة في بناء نمط أسلوب لعب مناسب لك ويمكنك تطويره باستمرار بكل مرة يرتفع بها مستواك.
كي، او القدرة الخارقة هي من الأشياء التي ستستخدمها بكثرة في أسلوب لعبك لأنها تساعدك على التغلب على أعدائك وتزيد من المتعة بشكل كيبر. يوجد نوعين من هذه القدرة الخارقة، الأول يمكنك الحصول عليه من الطفرات ويدعى النشوء الحيوي، يمكنك تطويره عبر النقاط الحيوية وهو يركز على الطبيعة والعالم والثاني هو القدرات الذهنية التي يمكنك الحصول عليها بناءً على طريقة كلامك مع الشخصيات الغير قابلة للعب وعلى خياراتك في المهام. يوجد نوعين منها، النور والظلام وبشكل مختصر، هذا النظام شبيه بنظام الشرف في Red Dead Redemption 2 وكل قدرة ذهنية تغير من تقدم اللعبة وتمكنك من فتح قدرات مختلفة.
الآن امزج كل ما تحدثنا عنه وضعه في نظام قتال واحد، سيكون رائعاً، أليس كذلك؟ سأكررها مرةً أُخرى، أسلوب اللعب هو جوهر هذه اللعبة وستستمع بوقتك جداً بها عبر مزج جميع هذه القدرات والأسلحة. مثلاً يمكنك فتح قدرة تمكنك من حرق الأعداء عبر التزحلق بسرعة أو الطياران بالهواء أو وضع سم على الأرض وأكثر، الآن امزج ذلك مع سلاح كهربائي او جليدي او شعائي أو حراري واستثمر نقاطك مع الرشاقة والقوة وستتمكن من الحركة بسرعة والمرور من بين الأعداء وقتالهم.
يوجد أيضاً قدرة تدعى الفقاعة تمكنك من جذب الأعداء الصغار إلى أن تنتهي طاقة كي الخاصة بك وعندما تفجر الفقاعة، سيطير هؤلاء الأعداء إلى مسافة قريبة. استخدمها بكثرة للوقاية من الضرر وللتخلص من الأعداء عبر رميهم بالماء او من مكان عالي وكانت ممتعة جداً.
يمكنك أيضاً تطوير القتال القريب والبعيد وقدرة كي والوونغ فو والوونغ فو الخارق الذي عبارة عن هجوم قوي يمكنك استخدامها بعد عمل ثلاث حركات مختلفة وتمكنك من إحداث ضرر كبير على الأعداء بطريقة تشعر وكأنك هالك او بروس لي بها. لا يوجد حقاً سبب للتحدث أكثر عن أسلوب اللعب وسلاسته ومتعته لأننا شاهدنا العروض السابقة.
يجدر بالإشارة إلى أنّ السلاح الذي أرفقته بالأعلى يعتبر أقوى سلاح وجدته خلال لعبي ولم يستطع أحد الوقوف أمامي لأكثر من دقيقة تقريباً. سبب هذه القوة يكمن في تطويري المستمر لهذا السلاح بالإضافة إلى تطوير القدرات والمهارات بشكل صحيح بالإضافة إلى المهمات الجانبية والاستكشاف. بالحديث عن الاستكشاف، دعونا نتحدث عنه أكثر.
في الساعات العشرة الأولى قضيت معظم وقتي وانا استشكف كل زاوية ومنطقة وبناء في Biomutant، أيضاً لعبت كل مهمة جانبية تظهر أمامي ولهذا السبب ارتفع المستوى الخاص بي بشكل أسرع من صديقي عبدالله ريفيوز الذي كان يراجعها أيضاً. عالم اللعبة جميل جداً وذو طبيعة خلاّبة وممتع للأعين. الرسومات ليست مذهلة وتدفع الصناعة للأمام إنما مناسبة جداً لعالم اللعبة ونمطها الفني الجميل.
بكل مرة تستكشف بها ستجد جوائز سواء بالذهاب لمكان تراه من بعيد أو تتبع مهمة جانبية، تقريباً بكل مرة تلتقي بها بشخصية جانبية سيتم فتح مهام جديدة لك مما يعني المزيد من النهب والعناصر. يمكننا القول أنني قضيت وقت أكثر في المخزون وانا أنهب كل شيء يظهر بطريقي أكثر من Borderlands 3، وهي لعبة تصويب ونهب. يوجد أيضاً مناطق مختلفة لن تتمكن من الدخول إليها دون تطوير مقاومة ضد ما يسيطر على تلك المنطقة أو الحصول على الزي المناسب، يوجد أربعة مناطق ستراها يطغي عليها التسمم الحيوي او الإشاعي او منطقة ساخنة أو باردة جداً.
كل زي له مهامه الخاصة ويمكنك تتبعه والحصول عليه عبر إنهاء هذه المهام. هذه حركة جميلة من المطورين وتدفعك للاستثمار في الحصول على هذه الألبسة لاستكشاف هذه المناطق وقتال الأعداء الخاصة بها وتطوير نفسك. يوجد أيضاً مخلوقات وحيوانات يمكنك تروضيها وتجول العالم بها ولكنني تجولت معظم الوقت على الأقدام إلا في حال كان هناك طريق مائي.
الآن لنتحدث عن القصة والشخصيات والمهام، وهنا للأسف تفقد Biomutant متعتها. عندما تبدأ اللعبة، سيكون هناك راوي سيطرب أذنك بصوته ويروي لك ما يحدث بالقصة وستسمع صوته عند الاستكشاف بكثرة. الأمر السيء ليس هنا، الأمر السيء هو أنّ هذا الراوي هو الممثل الصوتي الوحيد في اللعبة! نعم هذا صحيح، كل الشخصيات التي ستتحدث وتلتقي معها ستتحدث بلغة غير مفهومة بصوت منخفض وسيتحدث الراوي ذاته بصوته بدلاً عنهم. أعتقد أنّ المطورون يعلمون بذلك بسبب وجود خيار لإغلاق الراوي خلال الاستكشاف.
لم أمانع هذا الأمر في الساعات الأولى ولكن بعد مرور عشرة ساعات ستمل منه وستتخطى الحوارات بشكل متكرر. تخطي الحوارات لن يكون بسبب الراوي فحسب، بل لأن الحوارات غير مشوقة وضعيفة مثل سرد اللعبة كاملاً. في حال استمعت إلى جميع الحوارات، أعتقد أنني سأقضي المزيد من الوقت داخل العنوان ولكنني تخطيت معظم الحوارات، المهم منها أحياناً أيضاً.
هدفك الرئيسي في اللعبة هو قتال آكلي العالم الذين يخططون لتدمير شجرة الحياة التي تبث الحياة في الكوكب وتوحيد القبائل للمساعدة في هذا الهدف او القيام بعكس ذلك، تدمير شجرة الحياة وقتل الجميع. الشخصيات معظم الوقت غير مثيرة للاهتمام وقتال آكلي عالم هؤلاء كان شبيه حيثُ يجب عليك إتمام مجموعة من المهام المختلفة للحصول على طرق تنقل وأجهزة متطورة منها يمكنك من الوصول إلى الأماكن المميتة او مزلجة مائية او غواصة وأكثر.
للأسف قتال الزعماء الأربعة لم يكن مرضي نظراً لسهولته ولكن ربما يعود السبب لأنني استثمرت الكثير من الوقت في المهام الجانبية والاستكشاف. الزعيم الأخير الخامس هو الأفضل والذي شعرت به أنني أقاتل زعيم يستحق هذا اللقب. يوجد تكرار شبه ملحوظ في المهام خاصةً الجانبية منها أو مهام توحيد القبائل وبعد لعبك لأكثر من عشرة ساعات ستسأم من الاستكشاف والمهام الجانبية وستركز على المهام الرئيسية فقط، خاصةً تلك التي تطلب منك الذهاب إلى نقطة أ ومن ثم إلى ب والعودة إلى أ. هذا ما حدث معي خاصةً في الساعات الأخيرة بعد تطويري لدروعي وأسلحتي بشكل كبير.
تدعم لعبة Biomutant اللغة العربية وهو أمر ممتاز، اللغة العربية ليست ممتازة بشكل كبير ولكنها جيدة جداً. هذه أول لعبة ضخمة من الاستديو ومن الرائع أنها تدعم العربية ولعبت نسبة كيبرة منها بالعربية ولكن للمقارنة، حولت على الإنكليزية واسمتعت بها أكثر — هذا يعني أنّ العربية ليست جيدة لأنها كما قلت، جيدة جداً.
الموسيقى مناسبة وجميلة، لا أعتقد أنني سأضيفها إلى مكتبة الموسيقى والأغاني الخاصة بي لاحقاً ولكنها مناسبة بما فيه الكفاية لتدخلك بالجو سواء بالاستكشاف أو القتال. تحتوي اللعبة أيضاً على وضع صور بسيط ويكفي بالغرض وستتمكنون من الحصول على صور جميلة مثل التي بالأسفل.
أعلم أنّ هذه المراجعة طويلة، لكيّ لا أطيل عليكم أكثر، لا تتوقعوا الحصول على قصة وشخصيات وحوارات جيدة عندما تلعبون Biomutant ولكنكم ستستمتعون بدون شك في أسلوب اللعب والتخصيص والتطوير خاصةً في حال كنتم من محبي النهب.
تم تطوير لعبة Biomutant من قبل عشرين شخص فقط وما فعلوه هو أمر رائع جداً ويرفع لهم القبعة بمحاولتهم هذه ولكن بالنهاية هذه هي لعبة ضخمة بسعر 60 دولار أمريكي وسيتم تقييمها على ذلك، في حال تخلينا عن السعر لولهة، يمكننا القول أنها رائعة ولكن بسبب سعرها وضخامتها، سنقول أنها لعبة جيدة جداً.
الايجابيات
- عالم خلّاب
- أسلوب لعب ممتع وسلس
- نظام تخصيص وصياغة رائع
- إمكانية بناء نمط لعب مميز
السلبيات
- القصة والحوارات ضعيفة جداً
- أداء صوتي لشخصية واحدة فقط (الراوي)
- تكرار في المهام خاصةً في القسم النصف الثاني من اللعبة
التقيم النهائي
التقييم النهائي - 7.5
7.5
جيّدة
لعبة Biomutant هي لعبة رائعة عندما تنظر على أسلوب لعبها السلس والممتع والمتنوع وعلى نظام تخصيص الأسلحة والصناعة وإمكانية بناء نمط لعب مميز في هذا العالم الخلّاب ولكن سلبيتها الكبرى هي قصتها وحواراتها الغير مثيرة للاهتمام بالإضافة إلى التكرار في النصف الثاني.