رغم مرور أكثر من سبع سنوات على بدء تطويرها، ما تزال BioShock 4 واحدة من أكثر الألعاب غموضًا في صناعة الألعاب الحديثة. المشروع الذي يعمل عليه استوديو Cloud Chamber منذ عام 2018 لم يُعرض له حتى الآن أي مقطع رسمي، وكأن اللعبة تظهر للحظة ثم تختفي مجددًا، تاركة خلفها تساؤلات أكثر من الإجابات.
تقرير حديث صادر عن Bloomberg يعيد تسليط الضوء على كواليس التطوير، مشيرًا إلى أن اللعبة تعاني من إعادة كتابة سردية متكررة، وهو ما قد يدفع موعد الإصدار إلى ما بعد عام 2027. ورغم ذلك، لا يزال الرئيس التنفيذي لشركة Take-Two، شتراوس زيلنيك، متمسكًا بنبرة متفائلة، مؤكدًا أن اللعبة ستصدر في النهاية.
مدينة جديدة على حافة الانهيار… وهذه المرة تحت الجليد

التسريبات الأخيرة منحتنا نظرة أوضح وإن كانت غير رسمية على عالم لعبة BioShock 4. أبرزها يشير إلى أن أحداث اللعبة ستدور في مدينة قطبية تعود لستينيات القرن الماضي تُدعى Borealis، تقع في قلب القارة القطبية الجنوبية.
وكما جرت العادة في السلسلة، يبدو أننا أمام مجتمع فخم ظاهريًا، لكنه ينهار من الداخل. من بين المواقع التي يُتوقع ظهورها:
- كازينو ضخم قد يكون مسرحًا لمواجهة محورية
- منطقة أو حي يُدعى Solaria / Solaris
- فئة غامضة تُعرف باسم Solarians، قد تمثل نخبة المدينة أو إحدى الفصائل المتصارعة
حتى الآن، لا يُعرف إن كانوا أعداء، حكّامًا، أو مجرد سكان عاديين… لكن تكرار ذكرهم يوحي بدور محوري في القصة.
البيئة: جليد وعواصف ومشاهد خلابة!

بيئيًا، تؤكد التسريبات أن الثلوج والطقس القاسي سيكونان عنصرًا أساسيًا في التجربة، وليس مجرد خلفية بصرية. كما ظهرت أصول تطويرية (Assets) تشير إلى:
- مناطق شاسعة بأسلوب الأودية العميقة
- بنية تحتية مليئة بالأسلاك والآلات
- توجه فني يحافظ على الطابع الأسلوبي الذي ميز BioShock Infinite
كل هذه التفاصيل وان كانت غير رسمية، لكنها تعزز فكرة أن المطور Cloud Chamber يحاول جاهدًا إعادة اختراع هوية السلسلة، بل إعادة صياغتها في بيئة جديدة.
أعداء جدد
من أكثر التفاصيل إثارة هو ظهور إشارات إلى كيان يُدعى Male Flusher، ورغم عدم ذكر كلمة Splicer صراحة، إلا أن المؤشرات توحي بعودة نظام مشابه:
- مواطنون مشوّهون أو مدمنون
- فوضى اجتماعية ناتجة عن استخدام مادة محظورة
وهنا تعود مادة ADAM إلى الواجهة، حيث تشير بعض المصادر إلى أنها ستلعب دورًا ما، ما يعيد للأذهان فكرة القوى الخارقة مقابل الثمن النفسي والجسدي.
الخصم الرئيسي… مُقدّس من المدينة؟

تسريبات الصور كشفت عن تمثال ذهبي ضخم لرجل مهيب، يقف في وضعية شبيهة بـ Atlas، رافعًا مجسمات كروية ضخمة. في صورة أخرى، تظهر عدة تماثيل متطابقة تدعم هيكلًا مركزيًا هائلًا.
تفاصيل الوجه وتسريحة الشعر تشير بقوة إلى أن هذا التمثال يمثل الخصم الرئيسي للعبة، في استمرار واضح لتقاليد السلسلة مع شخصيات مثل Andrew Ryan و Zachary Comstock، وهم طغاة تقدسهم مدنهم حتى تنهار.
بطل قصة BioShock 4

وسط الأصول وكل هذه التفاصيل البيئية، يظهر نموذج بشري صغير استُخدم كمقياس للحجم. ورغم احتمال كونه نموذجًا مؤقتًا، إلا أن مظهره لافت كان رجل يرتدي بدلة رمادية وربطة عنق، بتصميم ينسجم مع الطابع الزمني للسلسلة، وتشابه واضح مع نموذج Booker DeWitt. لكن هل هو بطل اللعبة؟ لا تأكيد بعد، لكن اختياره لتمثيل حجم العالم ليس صدفة على الأرجح.
تطوير متعثر… ومستقبل غير واضح

مصادر متعددة تؤكد أن المشروع مرّ بمرحلة صعبة قبل أو خلال عام 2022، مع تغييرات جذرية في التوجه السردي. ومع استمرار إعادة الكتابة، يبقى السؤال مفتوحًا، وهو كم من هذه الأفكار سيصل فعلًا إلى النسخة النهائية؟
المفارقة أن لعبة Judas، المشروع الجديد لمبتكر BioShock الأصلي كين ليفين، يبدو أقرب للإصدار رغم تاريخها المتعثر أيضًا. وبالنسبة لعشاق BioShock، قد تكون Judas هي الوريث الروحي المنتظر إلى أن تخرج لعبة BioShock 4 أخيرًا إلى النور.
المصدر: Bloomberg









