تقرير | Resident Evil 2 ليست ريميك بل اعادة تصور جديدة للعبة..
عندما اعلنت كابكوم قبل اكثر من عام عن نيتها اعادة اطلاق لعبة Resident Evil 2 بنسخة ريميك على اجهزة الجيل الحالي كان الاعلان بمثابة الاعلان عن جزء جديد للسلسلة خصوصا ان الجزء الثاني كان افضل اجزائها الذي يمتلك مكانة خاصة في قلوب و عقول كل محبي هذه السلسلة المرعبة و تعرفنا من خلاله على المعنى الحقيقي لكلمة بقاء و نجاء.
لكن بعد انقطاع طويل عن اخبار اللعبة بدأ الكثير يتخوف من ان اللعبة قد تواجه بعض المشاكل التي قد تؤدي في النهاية الى الغاء المشروع و هذا الصمت استمر لمدة طويلة حتى اننا بدأنا نتوقع ان نرى اعلان الغاء المشروع يظهر في اي لحظة و لكن و لحسن الحظ كانت هناك عدة قرارات تدرسها كابكوم مع الفريق الذي سيعمل على نسخة الريميك لتقديم نقلة نوعية في اللعبة ستبهرنا جميعا.
خلال تلك الفترة كانت كابكوم تدرس مع الفريق الجديد عدة خطوات و قرارت ستجعل الامر مختلف كثير و تعيد تقديم اللعبة بشكل ثاني مواكب للتطور الكبير الذي وصلت اليه تكنلوجيا العاب الفيديو مقارنة بعام 1998 اي قبل 20 عام من الان و في النهاية كانت القرارات سديدة و موفقة.
كابكوم عادت مرة اخرى للحديث عن اللعبة و الكشف عن التوجه الجديد باستعراض اول لاسلوب اللعب خلال مؤتمر سوني الخاص بمعرض E3 2018 في يونيو الماضي و كانت النتيجة اننا سمعنا صرخات جمهور اللعبة من قاعات سوني في المعرض تتعالي و كأنهم رؤوا اللعبة تنبعث الى الحياة بالصورة و التخيل الذي نرسمة في عقولنا للتوجه الجديد لالعاب الرعب التي نتمنى ان تحافظ عليه في الوقت الحالي.
كل شيء تغير و ليس فقط الرسومات التي اصبحت تنافس العاب الجيل و تتفوق عليها في بعض الاحيان و الشكر يعود الى محرك اللعبة RE Engine الذي لاقى الكثير من التعديلات و التحسينات لتقديم رسومات عالية الجودة و مؤثرات ضوئية و فيزيائية محاكية للواقعية لابعد الحدود.
مؤخرا تمكنا من استعراض ديمو جديد للعبة و الذي يركز على قصة الشخصية الثانية للعبة “كلير ريدفيلد” التي دفع بها القدر الى مدينة راكون من اجل البحث عن اخيها “كريس” احد عملاء STARS الذي فقد في الجزء الاول في هذه المدينة الملعونة و جائت “كلير” للبحث عنه.
في البداية سنرى مدى التغيرات في تصميم شخصية “كلير” عن شكلها في النسخة الاصلية للعبة و بالطبع التوقعات كانت كبيرة و لكن ما شهدناه فاق كل التوقعات تماما كما كانت التغيرات في شكل “ليون كيندي” الشخصية الاولى الذي يصل الى مدينة راكون في يوم عمله الاول ليبدأ اسواء كوابيسة التي سيعيشها في اليقظة.
تصاميم الشخصيات اظهرت الكثير من التفاصيل و هذا الامر متوقع مع تغير نظام التحكم الذي كان يعتمد على الكاميرات الثابتة و حركة توجيه “الدبابة” التي عرفت في النسخة الاصلية لتصبح وضعية الكاميرا ديناميكية ترصد الشخصيات من وضعية فوق الكتف بالمنظور الثالث بحيث يضع اللاعب في موضع قريب لرؤية الشخصيات و تفاصيلها و ايضا رؤية الاعداء و مشاهد القتل الالتحامات من “كلير” و “ليون” التي اصبحت اكثر دموية و بشاعة و هذا ما سنراه عند وصول “كلير” لاول مرة الى مدينة راكون بواسطة دراجتها النارية المميزة و تبدأ كابوسها بلقاء الطفلة “شيري” حيث تهب “كلير” لمساعدتها بعد تجدها مختبئة داخل احد المنافذ في احد منشأت مدينة راكون ولكن في تلك اللحظة تكون “كلير” هي من يحتاج مساعدة لتنقذ نفسها من ذلك الوحش العملاق الذي ظهر خلفها, انه “ويليام بيركين” والد الطفلة “شيري” بعد ان تعرض لفايروس G و تحول الى هذا المسخ العملاق بشع المنظر يمتلك ايدي و مخالب ضخمة كفيلة بسحق “كلير” بضربة واحدة و هنا تبدأ المطاردة و اولى معارك البقاء التي ستواجه “كلير” في مغامرتها الجديدة.
تجسيد شخصية “ويليام بيركين” المتحولة كان احد اكبر المفاجأت التي ظهرت في اللعبة و كيف اصبح التجسيد و التجسيم و التفاصيل الدقيقة في جعل مظهره بشع و مرعب كل هذه التفاصيل اعادت الى مخيلتي وحش النيميسيز من Resident Evil 3 خصوصا بعد المطارادات و المحاولات الحثيثة للقضاء عليه بعد استخدام كل ما نملك من ذخيرة و قنابل رغم التفكير في توفيرها و التأني في استخدامها الا ان محاولة النجاة تدفعنا الى اسغلال كل ما نملكة من اجل النجاة من بين مخالب هذا الوحش العملاق.
ايضا الكثير من مشاهد سرد القصة تغيرت و المشاهد اصبحت اكثر ثراء و حبكة و تساهم بشكل كبير في جعل قصة اللعبة ممتعة و مشوقة عن اللعبة الاصلية و مشهد تقابل “كلير” مع “ايرون” ضابط الشرطة الذي يقابلها مع “شيري” في احد مواقف السيارات بعد الهروب من “ويليام بيركين” و تبدأ في مواجهة معضلة اخرى هناك.
هذه بعض الاحداث التي ستدور داخل اروقة مدينة راكون و مركز الشرطة الذي سنشهد داخلة معظم المواجهات لكن ما اريد الوصول اليه هنا هو التغيرات الكبيرة التي حصلت ما بين عام 1998 و 2018 للعبة فما شاهدناه ليس مجرد ريميك بل هو اعادة تصور للعبة من دمج عناصر الرعب و النجاة التي وجدت في الاجزاء الاولى للعبة حيث كانت تضعنا على اعصابنا طوال الوقت خوفا من ان يظهر لنا شيء من خلف هذه الزاوية او يقتحم مسخ هذا الممر الديق من احد النوافذ مع تلك الموسيقى التي تدخلك في اجواء الترقب و الخوف في كل لحظة مع عناصر التحكم و التصور المعاصر لالعاب المنظور الثالث الذي حصلت عليه السلسلة من بعد الجزء الرابع الذي اعابه التوجه الى اسلوب الاكشن اكثر من الرعب و النجاة و النتيجة في النهاية اعادة تصور رائعة لاجواء الرعب و كأن كابكوم دخلت الى عقول جمهور هذه السلسلة و اطلعت على افكارنا و تصوراتنا لما نريد ان تكون عليه سلسلة Resident Evil و قدمتها لنا على طبق من ذهب مع Resident Evil 2.
