هذهِ ليسَت مُجرد لُعبَة | The Evil Within

نعود في هذه السلسلة لمراجعة جوهرةً أخرى، أدخلتنا في تجربة تعتبر من المميزات رعباً من عدة جوانب قصصية ورعب نفسي وأسلوب لعب رائع جداً، قدمت تجربة سينمائية وضعت من خلالها مكانة لنفسها بين محبين ألعاب الرعب، انها The Evil Within.

إذا سُألت عن “الجمال” فحدثهم عن RDR2 وThe Witcher 3 وMetro exodus، إذا سُألت عن “الأناقة” فحدثهم عن سلسلة Bioshock.. وإذا سُألت عن “كرة القدم” فحدثهم عن PES و FIFA … إذا سُألت عن “الحب” أخبرهم أن جول وإيلي قد ذاقا الأمرين في ذلك، وإذا سُألت عن “الفن والفنانين” فحدثهم عن لوحة Sekiro وصاحبها “هيداتاكا ميازاكي“.. وعن “السيارات” فحدثهم عن FORZA وGran Turismo وإذا سُألت عن “الحزن” أخبرهم أن Ezio بليلٌ فلا يخاف من المطر، وأما “الموسيقى” فحدثهم عن journey وFar Lone Sails وOri.. إذا سُألت عن “الأفلام” فحدثهم عن كوجيما وأعماله، وإذا سُألت عن “الرعب” أخبرهم أن The Evil Within أول من يحتضنهم.

قصة The Evil Within

افتتاحية القصة أشبه بتلك التي يُقدمها جيمس وان في أفلامه، موسيقى مربكة وأجواء متوترة وشخصيات غامضة تجعلك في حالةٍ من الحيرة حول الخطوة القادمة، القصة تتمحور حول العقل الباطن فهي تضعك في عالم ملتوي حيث تتحطم فيه العوالم القديمة والجديدة معاً، كل ذلك تم نسجه بأسلوب يجعل من الصعب معرفة ما الوهم وما الحقيقة، فالقصة ببساطة تقول بأن الصفعة لا تؤلم، بل انتظارها.

الرسوميات والمؤثرات البصرية

للوهلة الأولى قد تضن أن الرسوميات في اللعبة متأخرة بمراحل وغير صالحة للعب في وقتنا الحالي، بينما هي على النقيض تماماً.. تم تصميم الرسوميات في اللعبة بأسلوب سينمائي يضاهي طابع سلسلة أفلام SAW، مما يعطي اللعبة اجواء مرعبة ومربكة ستبقى راسخة في أذهان عشاق الرعب مهما عفى عنها الزمن.

ماذا عن التصميم!

يجدر الإشادة لفريق Tango Gameworks على التصميم الفني والبصري والأهم من كل ذلك المُرعب، رغم أنه لا يعد فنياً الأفضل في ألعاب الرعب، إلا أن فريق العمل قد نجح في إلقاء الضوء على الخواتيم الأكثر ظُلمة والتي من خلال مشاهدتنا لها سنشعر بالراحة لحياتنا الاعتيادية، وهذا ما جعلنا نحن كلاعبين نطالب بألعاب أكثر رعباً لتخفيف وقع حياتنا نظراً لإيقاعه الدرامي وقوة تأثيره.

الشخصيات في The Evil Within

بالنسبة للشخصيات في The Evil Within فإنها تتميز بمجموعة متنوعة كلٍ منها له شخصيته الفريدة وقصته، بدءاً من شخصيتنا الرئيسية وماضيه المضطرب ورغم ذلك تجده عازم على كشف الحقيقة وراء الأحداث الغامضة في بداية اللعبة، كذلك جوزيف وهو أكثر تحفظا وتحليلاً من سيباستيان.

بإلإضافة إلى جولي وليزلي الذي غالباً ما يُنظر إليه على أنه شخصية خائفة وضعيفة، وأخيراً روفيك الخصم الرئيسي الذي خلق كابوساً داخل عقول ضحاياه، الشخصيات الأخرى في اللعبة تشمل مختلف الأعداء الذين يقابلهم سيباستيان، فضلاً عن الناجين الآخرين على طول الطريق، فكل شخصية لها سماتها الخاصة التي تساهم في جو اللعبة العام من الرعب والتوتر.

أسلوب اللعب

صُمّم أسلوب اللعب في The Evil Within ليكون شاق بشكل عام، فالموارد محدودة بإلاضافة، يجب على اللاعب استخدام أسلوب التخفي والإستراتيجية أحياناً لعدم جلب الأنظار من قبل الأعداء، كما يجب أيضاً إدارة المخزون بعناية من أجل الحفاظ على الذخيرة وعناصر الشفاء.

أسلوب القتال يغلب عليه الوحشية والدموية، مع إستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة لمحاربة جحافل من الوحوش، وكون الذخيرة والإمدادات نادرة لذلك يجب الحذر في إستخدامها وإلا يجب ان تكون على إستعداد للجري والإختباء إذا لزم الأمر.

بشكل عام أسلوب اللعب في اللعبة تغلب عليه الصعوبة والركاكة أحياناً، فهو يجمع بين القتال المكثف والإستكشاف والأحاجي في عالم مرعب يتطلب من اللاعبين أن يتحلوا بالسرعة والحيلة والشجاعة حتى يتسنى لهم البقاء في مواجهة الأهوال التي تنتظرهم.

الفيزياء والحركة

الفيزياء في الألعاب تجعل من التجربة أكثر متعة بناءاً على تقديم أسلوب اللعب نفسه وبيئة اللعبة، ولعبتنا في هذه الجزئية ليست محدودة في الموارد فقط بل الفيزياء كذلك، فلا تتوقع الكثير هنا.

شخصيات اللعبة تم تصميمها لتكون واقعية قدر الإمكان، لكن ما سنلاحظه هو تركيز اللعبة على البيئة أكثر من الشخصيات فهي تتميز بمجموعة متنوعة من العناصر المادية مثل بقع الدم، والأثاث المكسور، والتركيبات المعدنية الصدئة، كما تشمل أيضاً مجموعة متنوعة من الفخاخ والمخاطر التي يمكن أن تقتل اللاعب على الفور مثل الأرضيات الشائكة، والبراميل المتفجرة، والأسلاك الكهربائية.

الألغاز في عالم The Evil Within

الألغاز في اللعبة متنوعة تم تصميمها لتحدي مهارات اللاعب، فهناك ألغاز تتضمن العثور على سلسلة من الروافع وسحبها بالترتيب الصحيح، كذلك ألغاز الأقفال والتي تتطلب إيجاد مفاتيح مخفية أو معطاة في أحجية غامضة مما يتطلب من اللاعب التفكير لحلها.

الألغاز لا تقتصر على ذلك فقط بل إستخدام البيئة نفسها للتقدم مثل تحريك الصناديق أو استخدام المرايا لعكس الضوء على منطقة معينة، بالإضافة الى ألغاز تعتمد على الوقت مثل نزع فتيل قنبلة أو الهروب من انهيار مبنى، الألغاز في اللعبة خليط من عناصر الألغاز التقليدية والاستكشاف البيئي والتي ستجدها مكتظة بالإثارة.

الموسيقى

لا يمكن أن يكتمل التصميم بدون الموسيقى فهما أشبه بالأسودان، حيث قدم لنا كل من ماسافومي تاكادا وشويتشي كوبوري موسيقى تصورية رائعة تضم مزيجاً من التوتر والأرتباك مصبوغة بلون الدم الأحمر كدلالة على وحشية اللعبة.

كذلك لا ننسى وكيف ننسى واحدة من المسارات البارزة على الموسيقى التصويرية وهي “Clair de Lune” لكلود ديبوسي، نعم إنها تلك المقطوعة المارقة الغريبة والكئيبة، استخدامها في اللعبة هو إيماءة إلى مواضيع اللعبة عن الظلام والضوء، وكذلك طبيعتها النفسية والسريالية حيث يتناقض جمال النغمة الهادئ مع تصميم اللعبة وهذا دلالة على أستمرار كفاح اللاعب من أجل البقاء مما يضيف إلى جو اللعبة العام المزيد من الرعب.

جوهر The Evil Within

“ما الغاية؟” نعاود السؤال مرةً أخرى، ما الذي تعلمته من لعبة مثل The Evil Within، هل لأني احب لعب الألعاب، ام أن اللعبة علمتني درساً من دروسها ومثل ما يقول أينشتاين “لا تتوقف عن السؤال فالفضول يحمل أسباب وجوده معه“.

إن صمود بطل اللعبة ومثابرته في مواجهة الصعاب التي تبدو مستعصية يمكن أن يكون مصدر إلهام لنا نحن كلاعبين، فاللعبة تشجعنا على البقاء أقوياء والمضي قدماً حتى في الحالات الصعبة، عدو اللعبة توضح أفعاله العواقب المحتملة للذين يضعون أهدافهم في الأولوية على سلامة الآخرين.ا

لخلاصة

The Evil Within هي لعبة يمكن أن تقدم للاعبين مجموعة من الخبرات والرؤى التي قد تكون ذات صلة بحياتهم وتجاربهم الخاصة، كما إنها خير تجربة لمحبي العاب الرعب ومن أجمل ما قدم شينجي ميكامي، هذهِ ليسَت لُعبَة بل رؤيا لتدمير الأشياء أحياناً حتى تُخلق من جديد.