جهاز PS5 يُحقق قفزة نوعية في تقنية تتبع الأشعة.. وداعاً لأجهزة الكمبيوتر باهظة الثمن!

نشر موقع Digital Foundry، المتخصص في تحليل الأداء التقني لألعاب الفيديو تقريراً جديداً يقارن بين كفاءة تقنية تتبع الأشعة (Ray Tracing) في منصتي PS5 ومنصة الحاسب الشخصي، والنتائج تبدو لصالح المنافس الياباني بشكل واضح.

قد يكون العديد من الأشخاص إطلع على الفيديو التقني الجديد من قناة ديجيتال فاوندري، والذي أظهرت فيه نتائج مبهرة تتمثل في تأكيده بأن واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بتتبع الأشعة في PS5 أكثر كفاءة من واجهة برمجة التطبيقات DirectX الخاصة بمايكروسوفت والمستخدمة كذلك في Xbox Series X، ويعني ذلك أن منصة PS5 يمكنها تشغيل ألعاب تدعم تقنيات تتبع الأشعة بمعدل إطارات أعلى ودقة أعلى مع استهلاك طاقة أقل.

لقد قارن Digital Foundry بين أداء منصة PS5 وبعض أفضل بطاقات الرسومات في لعبة Cyberpunk 2077: Phantom Liberty مع تمكين تقنية تتبع الأشعة، وقد أظهرت النتائج أن منصة سوني كانت قادرة على تشغيل اللعبة بمعدل إطارات أعلى بنسبة 10-15٪ من بطاقة RX 6700 من شركة AMD والتي يبلغ سعرها من 400 الى  500 دولار وبنسبة 45% حين تمت محاكاة نفس الإعدادات الخاصة بمنصة سوني.

كان جهاز PS5 أيضًا قادرًا على تشغيل اللعبة بدقة أعلى وصلت الى (1440p) مع الحفاظ على معدل إطارات مشابه للبطاقة المذكورة بدقة (1080p)، واتضح أن منصة سوني استهلكت طاقة أقل عند تشغيل اللعبة مع تمكين تتبع الأشعة، ويعود الفضل بذلك الى تصميم البنية المعمارية لوحدة معالجة الرسوميات (GPU) في جهاز بلايستيشن 5، بالإضافة الى التحسينات البرمجية التي قامت بها سوني على واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بتتبع الأشعة.

ماذا يعني واجهة برمجة التطبيقات (API)

هي مجموعة من القواعد والتعليمات البرمجية التي تسمح للتطبيقات بالتواصل مع بعضها البعض، وهي تعتبر بمثابة جسر يربط بين تطبيقين، مما يسمح بتبادل البيانات والوظائف سواء من حيث الاستدعاء أو الإرسال.

لماذا لا ينبغي على سوني إطلاق ألعاب PS5 بالتزامن مع الحاسب الشخصي؟

ينبغى على شركة سوني التمسك باستراتيجيتها الحالية “المرنة” وعدم إطلاق ألعابها الحصرية بالتزامن على أجهزة PS5 والحاسب الشخصي معًا، وذلك لأنها تتميز عن الحاسب بفاعليتها وكفاءتها العالية، كيف ذلك؟  طبعًا بفضل واجهة برمجة التطبيقات (API) المتطورة التي تتيح للمطورين استخراج أقصى إمكانيات الجهاز.

صحيح أن الحاسب الشخصي أكثر قوة “بكثير” سواء من حيث المواصفات التقنية في حال تحدثنا عن مكونات قد تصل الى أكثر من 2000 دولار، إلا أن تشتت عتاده يجعله أقل فاعلية وتكاملا مقارنة بالهيكل الموحد “عتاد وبرامج” لأجهزة بلايستيشن.

لدينا مثال على ذلك حين قامت سوني بالتعاون مع شركات تقنية متخصصة مثل Toshiba و IBM بالعمل على معمارية معالج CELL B/E الذي تم استخدمه في جهاز PlayStation 3، حيث سمح حينها للمطورين بتحقيق إنجازات لم تكن ممكنة على الحاسب الشخصي في العديد من الجوانب.

لذلك فإن إطلاق الألعاب بالتزامن على المنصتين سيضر بالابتكار في صناعة الألعاب، وسيؤدي إلى تراجع جودتها وسوف يركز المطورين على إنتاج ألعاب تتوافق مع إمكانيات الحاسب الأضعف، وهو ما سوف يخفض من السقف الطموح التقني لألعاب الفيديو.

كلامي قد يزعج البعض بالتأكيد، لكن أجهزة بلايستيشن في الوقت الحالي أصبحت هي المحرك الحقيقي لتقدم صناعة الألعاب، وأن إطلاق الألعاب بشكل حصري عليها هو المحفز الرئيسي للابتكار، واعتماد استراتيجية الإطلاق المتزامن سيكون له عواقب سلبية على جودة الألعاب وتطور الصناعة ككل.