نقاش | هل تستحق العاب الجيل الجديد دفع 70 دولار؟ اليكم سلبيات وايجابيات الامر..
منذ سنة 2008 وحتى يومنا هذا لم تتغير أسعار الالعاب الرقمية على جميع المنصات، بأستثناء الأجهزة المحمولة طبعاً وبقيت تحت سقف الـ 60 دولاراً، فصناعة الالعاب تشهد ثورةً وتسارع في تقديم أفضل المنتجات الترفيهية بشكل غير مسبوق، لذلك اردنا ان نوجز اليكم تقريراً مفصلاً عن هذه القضية والتي بدأت بوادرها تظهر في الافق ونجيب عن السؤال, هل تستحق العاب الجيل الجديد دفع 70 دولار؟
فإذا رجعنا الى الوراء قليلاً، فهذه ليست المرة الاولى التي تصبح فيه القضية ترند جيمري، وتثير الجدل، حيث سمعنا تصريحات بين الحين والاخر يتحدث عن ان اسعار الالعاب لم تتغير منذ 15 سنة، مقابل أن تكلفة التطوير أصبحت أعلى بنسبة ما بين 200% الى 300% منذ أن أصبح سعر اللعبة 60 دولاراً، ومصدر هذه المعلومات هو وكالة IDG Consulting المختصة بألعاب الكمبيوتر والابحاث المتعلقة بالصناعات الالكنرونية، بالاضافة الى تصريح شون لايدين احد مسؤولي سوني الولايات المتحدة.
ونلاحظ في الاونة الاخيرة بدء العديد من المطورين التحدث عن الأمر بشكل علني، دون تحفظ كالسابق، اخرهم كان مخرج لعبة مخرج لعبة God of War، حيث صرح بأنه مؤيد لزيادة الاسعار ولكن بشروط اراها شخصياً عادلة وموضوعية (لقراءة المزيد) وتدل على تفهمه لأوضاع فئة كبيرة من اللاعبين, لعبة Skyrim انضمت مؤخراً لركب الألعاب التي قامت برفع أسعار ألعاب الجيل الجديد لديها.
حين أصبح هذا الموضوع ترند يتصدر أخبار الالعاب، لم استغرب بأن شركة 2K اخذت المبادرة ورفعت سعر لعبتها NBA 2K القادمة على أجهزة الجيل الجديد بـ 10 دولار اضافية عن سعر العاب الجيل الحالى لتصبح 70 دولاراً، فالشركة لديها تاريخ من الجشع وكل همها هو جيوب اللاعبين مهما كلفهم الأمر، حيث شاهدنا جميعاً بأن لعبتهم العظيمة في اخر اصداراتها أصبحت لعبة قمار علناً دون خجل أو مراعاة لمشاعر لاعبيها.
ولو أن الأمر اقتصر على Microtransaction فقط في الأمور الشكلية، كاللباس والقصات وغير ذلك، لتفهنا الأمر، ولكن !! أصبحت مقامرة – Gambling بكل معنى الكلمة، أو ان صح التعبير LAS VEGAS الرقمية المصغرة في كل بيت .. تباً لك يا 2K .
مخرج لعبة God of War أيد زيادة اسعار الالعاب بشرط أن يتوقف معه Microtransaction والتوجه لجمع الاموال بكل الصور معما كلف الامر في الالعاب، فهل تظن أن 2K و EA سيستطيعان الالتزام بذلك ؟
لو أردنا ان نكون منصفين ونتكلم بموضوعية أكثر، سنتطرق الى العيوب والمميزات لهذه الزيادة التي أصبحت من شبه المؤكد تطبيقها في الجيل الجديد, وسأبدأ بسلبياتها.
سلبيات رفع اسعار الالعاب
وساكرز أولاً على المواطن العربي حيث أن متوسط الدخل في معظم الدول العربية لا يتعدى 300 دولار شهرياً، والدول الاخرى مابين 500 الى 1000 دولار، هذه عدى التضخم الذي لن اتطرق اليه، وقلة من يتعدى ذلك الدخل وهم استثناء، فما بالك بالفئة الكبرى من اللاعبين التي تترواح أعمارهم بين 15 سنة الى 23 سنة، فغالباً ما تكون هذه الفئة بلا عمل او دخل ثابت، فستكون الأمور أصعب في حال رفع أسعار الالعاب.
من سلبيات رفع أسعار الالعاب ايضا هي تشجيع القرصنة بشكل غير مباشر، وقد شهدنا جيمعاً في الماضي، مرحلة ليست بالقصيرة عانت منها صناعة العاب الفيديو بشكل كبير بسبب القرصنة التي كبدتها خسائر بالمليارات، ولا أحد يستطيع ان ينكر أن أحد أهم اسباب التوجه الى القرصنة هي عدم القدرة على شراء الالعاب، حيث سيؤدي زيادة الاسعار الجديدة ايضا الى تشجيعها، وهذا بدوره سيؤدي الى ضرر مباشر في مبيعات والعوائد، وعلى مدخول شركات التطوير والنشر وفي النهاية على جودة هذه الالعاب.
وعندما كانت الالعاب تصدر بـ 60 دولاراً واليوم قد تغيرت تكلفة التطوير لتصبح أعلى, ألم يتغير معها كذلك عدد اللاعبين ؟ فحتماً قد زاد بشكل مضاعف أكثر من تضاعف تكلفة التطوير، وهذه النقطة مع الاسف تجاهلتها الشركات الكبرى، ومن يضمن لك بأن العاب INDIE والعاب الاركيد الصغيرة والقليلة التكلفة ستيقى بنفس التكلفة في الجيل الجديد ؟ بالتأكيد ستزداد أسعارها ولو بشكل تدريجي.
القرصنة لا تقتصر على الالعاب فقط بل الاجهزة ايضا وقد شهدنا كيف يتم بشكل مستمر قرصنة الاجهزة المنزلية رغم الاحتياطات والتحصينات التي تستخدمها الشركات المصنعة لهذه الاجهزة مثل سوني ومايكروسوفت ونينتيندو ولكن في النهاية ورغم هذه الانفاقات الضخمة يتمكن القراصنة من الوصول الى تلك الثغرة وفتح المجال امام قرصنة الالعاب على هذه المنصات وهذا يعد كابوس من الكوابس التي تعاني منها صناعة العاب الفيديو بشكل دائم.
سلبية أخيرة سأضيفها وهي انني اتفق مع أحد المحللين الذي يسمى Daniel C حيث صرح لشبكة International Business, أكد فيه على خطورة رفع الأسعار على صناعة الالعاب، حيث سيؤدي الى انخفاض كبير على الطلب المسبق او الشراء من اليوم الاول، وسينتظر الكثير من اللاعبين فترة من الوقت من أجل حصول هذه الالعاب على تخفيض في السعرها من أجل شرائها او ربما يلجأ الى سوق الالعاب المستخدمة التي بدأت تجد اقبال كبير في الاونة الاخيرة وربما مع ارتفاع الاسعار الجديد ستشهد ازدهار كبير, ولكن ماذا عن ايجابيات زيادة الاسعار لتصبح 70 دولاراً.
ايجابيات رفع اسعار الالعاب
الأمر الايجابي الوحيد الذي يقنعني كلاعب، هو دعم شركات مثل CD Projekt و Naughty Dog و Santa Monica وبعض الشركات الاخرى التي لو صح التعبير لقنا (تستاهل كل خير) لأنها بالفعل تستغرق وقتاً كافياً من أجل تطوير وصقل ألعابها، وتعطيك أفضل تجربة قصصية ممكنة، ولا تركز على أطوار الاون لاين وصناديق الميكروترانزاكشن التي تبتعد عنها بشكل كامل!!
فمن غير المنطقي ان تستغرق هذه الاستيديوهات في تطوير العابها التي تستغرق بالمتوسط مدة 5 سنوات مع تكلفة تطوير عالية تعتمد على معدات متطورة حسب الجودة التي نراها في النهاية لكي تبيعها على جهاز معين بمبلغ 60 دولار فقط!فشركات مثل Activision و Ubisoft و Bethesda وغيرها لديها بدائل من أجل زيادة الأرباح وتلتف حول جيب اللاعب بطرق ملتوية كمحتوى اضافي موجود مسبقاً داخل اللعبة وسعره يتعدى التكلفة الحقيقة للمحتوى، والاشتراكات الشهرية وغيرها من المحتوى الداخلي التجاري بحت ولكن قد تكون على حق الى حد ما.
السؤال الذي يطرح نفسه الان، هل لعبة مثل مورتال كومبات 11 القتالية التي صدرت بعدد مقاتلين منقوص وأصبحت تتاجر بهم بين الحين والاخر كأضافة يجب ان تشتريها بـ 5 دولارات!!، و الكارثة انهم مقاتلين اساسين في السلسلة ، هل ستتوقف عن هذا الأسلوب اذا أصبحت في الجيل القادم بـ 70 دولار هل من ضمانات لتوقف بعض شركات تطوير الالعاب عن هذه الاساليب اذا حصلت على هذه الزيادة؟
