مميز

إنطباع: Assassin’s Creed Valhalla, مغامرة عميقة مملوئة بالاثارة تنتظرنا الشهر القادم..

في حقبة زمنية تعج بالصراعات العشائرية الدامية والخيانة والنهب والخرافات والأساطير وغيرها من مظاهر التاريخ المظلم للقارة الأوربية من الطبيعي أن يكون الفايكينغ عنصراً أساسياً بين هذه الإضطرابات، حيث قامت شركة يوبي سوفت بإختيار هذه الحقبة التاريخية لتكون جزءاً لا يتجزأ من سلسلة AC بعنوان Assassin’s Creed Valhalla والذي سيصدر في نوفمبر القادم.

من خلال إطلاعنا على الكثير من التفاصيل الجديدة التي شاركتنا بها يوبيسوفت ومشاهدتنا للكثير من المعلومات التي تتعلق باللعبة، باللإضافة الى ما تم الإعلان عنه في السابق، مثل أسلوب القتال، والحوارات في اللعبة، ونظام التخفي الذي عاد الى السلسلة، والتنقل داخل عالم اللعبة المفتوح المليء بالمغامرات والقتال الدموي والقصص الأسطورية المثيرة والمزيد..

سرد القصة والحوارات

“إيفور” هو الشخصية الأساسية وبطل اللعبة في Valhalla من خلال الفيديوهات التي شاهدناها لم يتضح لنا إن كانت تلك الحوارات جزء من القصة الرئيسية للعبة، أو من القصص الجانبية للعبة “أتمنى أن تكون من القصص الجانبية” حيث تمحورت حول قصة شقيقان إتجها نحو مستعمرة “مستوطنة” تدعى “مارسيا” والتي لديها ملك يدعى “بورجارد”، حيث يحاول الشقيقان نزع العرش من الملك الحالي للمستعمرة، ومن خلال الحوارات يبدو لي بأن الشخص الذي كان متواجد مع الملك يحاول جاهداً تهدئة الأجواء المشتعلة بدافع الولاء للملك.

وهنا يأتي دور البطل إيفور  “سواء كان إختيارك للبطل رجل أو مرأة” والتي تبدأ رحلة البحث عن هذا الملك الذي هرب من قلعته، حيث تتصادف مع شخصية أخرى يظهر بأنها تاجرة كانت تتعامل مع الملك، ربما قد تكون المفتاح من أجل العثور عليه، عموماً يبدو أن مفهوم القصة بشكل عام يتمحور حول الولاء، والذي يُجسد أهميته المطلقة وتأثيره في تلك الحقبة.

إيجابيات ما تمت مشاهدته

  • يظهر العمق الكبير في تفاصيل المحادثات والقصة التي تم إستعراضها بشكل أعمق من حوارات الجزء السابق Assassin’s Creed Odyssey، حيث ستشعر بسينيمائية المحادثات إن صح التعبير.
  • الخيارات الكثيرة التي تظهر لك أثناء الحوار، أعتقد بأنها ستجعلك تقوم بإعادة لعب اللعبة مراراً وتكراراً، ولا نعلم حتى الآن مدى تأثيرها على أحداث القصة، على ما يبدو فإن الأستديو إستعان فعلياً بممثلين من ذوي الخبرة من أجل تجسيد الشخصيات.

سلبيات ما تمت مشاهدته

  • حركة الشفاه أثناء المحادثة ما زالت بعيدة جداً عن المستوى الذي ينتظره عشاق السلسلة، فتشعر بأن المتحدث يحرك في شفتاه، والمحادثة شىء آخر ليس لها علاقة بتعابير الوجه والإنفعالات، وهذا سيأثر سلبياً في عمق القصة وجودتها في حال لم يتم إصلاح ذلك.

التسلسل والإختفاء

منذ Assassin’s Creed Origin بدأت اللعبة بالخروج تدريجياً من تقاليد التخفي ومهنة “Assassin’s” التي عَهِدته في الأجزاء الماضية، وأختفى كلياً في Assassin’s Creed Odyssey، رغم إنقسام مجتمع اللاعبيين حول فاعلية هذا النظام، والذي أَعتبره شخصياً نظام “ركيك” تقليدي غير هام، ربما لأن يوبيسوفت لم تنجح بنقله الى مستوى آخر أفضل من السابق، رغم قيامها بتطوير العديد من الأجزاء السابقة في السلسلة.

فمن خلال ما رأيناه يبدو بأن الشركة تحاول إرجاع هذا المفهوم مرةً  أخرى، على سبيل المثال عودة الخنجر المتخفي في اليد لدى “Assassin” باللإضافة الي عودة نظام التخفي بين المجموعات الدينية أو غيرهم من عامة الناس كما التي شهدناها في الاجزاء الأولى من السلسلة، ولكن على ما يبدو لي من خلال ما رأيت تبدو أقل وكأنها دقة من الأجزاء الأولى في اللعبة، حيث كانت الأجزاء الأولى من السلسلة إن لم تندمج وتتخفى جيداً داخل المجموعات لتظهر وكانك واحداً منهم فسيتم إكتشافك بشكل سريع، ولكن في Valhalla يبدو بأن الأمر مجرد حركة إرضاء لفئة معينة من الجمهور فقط.

Assassin's Creed Valhalla

وهنا تظهر مشكلة الروح الرئيسية للعب، فهل هي لعبة “Assassin’s” كما التي عهدناها، أم هي لعبة RPG بعالم مفتوح ؟ أو  ربما أن الشركة تحاول دمج جميع العناصر معاً، من اجل الحفاظ على إسم السلسلة “في الأسواق”، ورغبت بالقيام بنقلة كبيرة في إتجاه اللعبة ! فمن وجهة نظري المتواضعة “يبدو بأن الشركة أضلت الطريق فعلياً في إتجاه السلسلة مستقبلاً” ، ناهيك عن ديناميكية الأعداء وتصرفاتهم التي مازالت تعاني من نقص مدوي مقارنة بألعاب هذا الجيل، فتشعر بأن الجندي عبارة عن دمية ينتظر في زاوية معينة ويعطيك ظهره، وكأنه ينتظرك لكي تقوم بإغتياله، “جندي يدرك انه مهمته تمثيل الموت” أو ” كما شاهدنا مؤخراً جندي يحاول الهرب والإختباء منك، فذهب لكي يختبىء أمامك !!” فعموماً هذه المشكلة ليست بجديدة على السلسلة ولكن كنا ننتظر ان نحصل على ذكاء صناعي افضل من السابق.

أما الشىء الإيجابي هنا، حيث لاحظنا إمكانية اللاعب من أجل إستغلال البيئة بشكل أكبر من السابق، سواء من أجل عمليات التخفي و الإغتيال أو الهروب من الأعداء.

الإشتكشاف

ستيم إستخدام الصقر من أجل إستكشاف الأمكان والمناطق المجاورة، وهي من الطرق المعروفة في تاريخ السلسلة والتي  لا يمكن الإستغناء عنها، بالإضافة الى عين الصقر، كذلك القدرة على صعود بعض الأماكن المرتفعة لكي تتمكن من إكشتاف جميع الأعداء في المناطق المجاورة داخل الخريطة، فاذا رغبت في إشتكشاف اللعبة بشكل أعمق، فستجد الكهوف والمغارات التي تحتوي على الكنوز والجوائز، والأماكن السرية الخطيرة والغامضة والمخابىء وغيرها من الأشياء التي تجعل من عالم اللعبة غنياً بما فيه الكفاية، وهذه خطوة تحسب للعبة.

الشىء الجميل والملفت أيضاً في عالم اللعبة هو أن شخصية النرويجيين والفايكنغ عموماً تظهر جلياً من خلال البيئة واللباس والأمكان وتصرفات الناس حولك، بالفعل نجحت الشركة في تجسيد هذه الحقبة بشكل يجعلك تشعر فعلياً بأنك جزء منها، وبما ان اللعبة تحتوي على العديد من الأنهار والمسطحات المائية، فستضطر من أجل إستخدام المراكب الصغيرة “الشراع” والمتوسطة من أجل التنقل من مكان الى آخر، وسشتعر بالإندماج مع طاقمك الصغير من خلال الغناء وتفاعل المشاعر سواء في ساحة المعركة أو في أوقات الملل.

المعارك والقتال

هناك تنوع ملحوظ في طرق القتال التي شاهدناها في اللعبة، فطبول الحرب تشعرك بالإثارة من أجل الإلتحامات الجماعية، سواء بهجومك على احد المعسكرات أو القرى، حيث ستستطيع إستخدام المدافع والمنجنيق وغيرها من ادوات القتال التي أثرتها اللعبة بقوة، فعموماً وظاهرياً لا جديد من حيث حركات الـ “Basic” في القتالات الفردية مقارنة بجزء Odyssey.

لاحظت شريط خاص بجانب شريط الصحة يبدو لي بأنه خاص بالحركات الخاصة، التي تستطيع تطويرها أو شرائها من خلال تقدمك في أحداث اللعبة، وشريط ذهبي آخر يبدو بأنه لحركة خاصة ومتميزة، وكلامي هذا من خلال العروض السابقة للعبة والتي أتت بشكل لقطات سريعة.

لاحظنا أيضاً بأن المقاتل الخاص بك يمتلك سعة معينة منم اجل حمل أوزان الأسلحة، فلا تستطيع حمل سلاح ضخم وفي نفس الوقت درع ضخم، وهذه الأفكار هي تجسيد فعلي للتوجه تماماً الى نظام RPG وبذلك أصبح للأسلحة قيمة أكثر من الأجزاء الأخيرة الماضية، وظهر جلياً لنا بأن هناك انواع من الاساليب القتالية التي سترغب بالتركيز عليها وتطويرها.

وللأسف ما زال مشكلة الاعداء في اللعبة تعاني من السلسلة ولم تتحسن الى الآن، وذلك من خلال ما رأينها، ستشعر بأنك الأقوى والخارق بين أعدائك حتى لو كان مستواك في بداية اللعبة، وتحركات الأعداء متوقعة للغاية، بإختصار الأعداء في اللعبة مجرد دمى متحركة مع الأسف الشديد، وأتمنى من الاستديو العمل على هذه المشكلة قبل الإصدارة النهائية للعبة، وأخيراً الزعماء الذين رأيناهم في اللعبة، يبدو بأن كل واحد منهم يمتلك ميزة وحركات خاصة به، ولا يعيبهم سوى الحركات البطيئة في قتالهم معك ولكن المعارك ستكون ممتعة ومملوءة بالتحدي الذي سيثيرك من اجل تطوير قدراتك وبذل جهد اكبر في تحسين قدراتك القتالية والدفاعية.

الرسومات

أكثر ما أعجبني في اللعبة هي دقة الرسومات في المباني والتفاصيل الخرافية التي لم أشاهدها في السلسلة من قبل، حيث تظهر خصائص الرسومات القوية مثل Tessellation و High texture وأهم شىء مدى الرؤوية البصرية من خلال المساحات الشاسعة والبعيدة، وخاصةً جودة المياه في البحر الأكثر من رائعة، وشعرت كذلك بأن اللعبة تعمل بمعدل 120 إطار/ث على أقل تقدير، ففعلاً سينتقل الأداء والرسومات معاً الى مستوى مختلف تماماً من خلال ما شاهدناه.

بشكل عام فإن اللعبة ستحتوي على أشياء جديدة مل الأماكن التابعة لك، والتي ستكون ثرية ومتنوعة الى حد كبير، فسوف يكون هناك إمكانيات من أجل تطوير السفن والعتاد الخاص بك، وشراء الادوات وغيرها من الأمور الجديدة في السلسلة، فحتى أنك تستطيع البناء وإنشاء المحلات وغيرها من الأمور التي تطيل من عمر اللعبة، كذلكسيكون هناك نشاطات متنوعة اخرى مثل صيد الأسماك والقيام بالعديد من المهمات الجانبية والأعمال اليومية الممتعة، وازالة اللعنات والمهمات الغامضة مفي بعض الأماكن البعيدة والألغاز والاستكشاف، لا ننسى كذلك ألعاب البطاقات و NERD ، ناهيك عن المسابقات الشعرية التي ستكون اضافة جديدة كلياً للسلسلة، فهل ستنجح في جعلها ممتعة ؟

نذكر بأن اللعبة ستصدر لعبة Assassin’s Creed Valhalla يوم الحادي عشر من نوفمبر على الحاسب الشخصي والبلايستيشن 4 والاكسبوكس ون بالإضافة إلى البلايستيشن 5 والاكسبوكس سيريس اكس مع ترجمة عربية للقوائم والحوارات والتي ستتوفر في النسخة المحلية فقط.

Maher Maysara

أمسكت عصا التحكم لأول مرة على جهاز Atari 2600، ومنذ ذلك الحين تحولت ألعاب الفيديو إلى شغفي الدائم، وانبهرت بعالم لعبة Another World على جهاز SEGA لأتعمق وأغوص أكثر في رحلة ممتعة لا تنتهي في هذه العوالم.. وأقدّر الأعمال الفنية التي تترك أثرًا قويا في الذاكرة من بينها The Witcher و Death Stranding و Elden Ring.. وأنا هنا لأن الشغف بالألعاب ينعكس على كتاباتي.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button