مراجعة وتقييم | Wolfenstein: Youngblood

سلسلة ألعاب Wolfenstien التي تجعلك تقتل النازيين بشكل مستمر طالما أمتعتنا بقصّتها واسلوب اللعب الخاص بها. لكن إذا كنت تبحث عن ذات التجربة المليئة بالأحداث والمقاطع السينيمائيّة في لعبة Wolfenstein: Youngblood, فاللأسف لن تحصل على هذا ابداً، فاللعبة تُركّز على شيء واحد فقط وهو اسلوب اللعب. ستشعر بوضوح أنّ هذا مُجرد جزء فرعي لتلهية مُحبي السلسلة إلى إن يقوم الاستديو بإصدار تكملة السلسلة الكاملة.

سوف تلعب باللعبة بكل من Jess و Soph أبناء B.J. Blazkowicz بطل السلسلة الرئيسية، يُمكنك أن تلعب اللعبة بمفردك أو مع أحد أصدقائك بالنمط التعاوني. بالنسبة لي لقد قمت بإنهاء مُعظم اللعبة بنفسي لكن قمت بتجربتها مع أحد الأصدقاء لعدة ساعات، لكن للأسف يمكنني تلخيص اللعبة بجملة وهي أنّها لعبة قتال تعاونيّة بدون روح. دائماً ماتعتمد شركة بيثيسدا الناشرة لهذه اللعبة على الألعاب الفردية، حيثُ قامت بتجربة تقديم أحد ألعابها كخدمة (game as service) وكانت تجربة كارثيّة مثل ما رأينا مع Fallout 76، لكنّها فعلت الخطأ ذاته مع يونغبلود حيثُ قامت بإضافة عناصر تجميلية داخل اللعبة يمكنك شرائها بالنقود الحقيقية، لدى اللعبة تحديّات يومية واسبوعية للحصول على عناصر وتحديثات مختلفة. اللعبة تملك ثلاث أنواع عملات مختلفة بالإضافة إلى حركات (emotes) تقوم بإعطاء ميّزات مثل زيادة الدرع او الدم الخاص بك او جعلك مُضاد للرصاص لخمسة ثواني. اللعبة تملك أيضاً أمور يمكنك شرائها لزيادة (boost) نقاط الصحة والدرع والمخزن.

هذا الأمر ليس فظيع بنفسه، لكنّه أمر لم نعهده ابداً من السلسلة التي طالما كانت مُبتعدة عنه، وبالنسبة لي أن يكون هنالك microtransactions في لعبة فردية هو أمر غير مقبول. إنّه نظام تجاري يدعم اللعبة كخدمة — وهو السوق الذي من المفترض أن تبعد بيثيسدا عنه هذا الجيل.

اسلوب اللعب في Wolfenstein: Youngblood هو العامل المتتع الوحيد الذي رأيته فيها، إن قمت بتجربة Wolfenstein: The New Order فستشعر بأسلوب لعب مشابه إلى حدٍّ ما. اللعبة تعتمد على القتال بشكل مباشر حيثُ إن كنت تريد إنهاء اللعبة مُتخفيّاً فلن تستمتع ابداً، لأنّ اللعبة تريدك أن تقتل نازيّ وتنتقل لقتل نازيّ آخر بالإضافة الى الروبوتات التي ستُهاجمك. لكن الفرق عن الجزء السابق أنّه بهذا الجزء هنالك نقاط درع، حيثُ لن تتأثر نقاط الصحة الخاص بك مادام هنالك درع وهذا الأمر كان جديد في السلسة ومتوفر أيضاً للخصوم.

هنالك عدة أنواع مُختلفة من الأسلحة وكل سلاح يقوم بعمل ضرر مُختلف بناءً على نوع أحد أنواع الدروع، مما يعني أنّ سلاحاً ناريّاً مُعيّناً قد يكون أكثر إفادة من الآخر على حسب نوع النازي الذي يقف أمامك، عادةً ما يكن الـShotgun مُفيد بشكل كبير عندما يكون القتال قريب، لكن إن كان النازيّ الذي أمامك لايتُأثر برصاصاته، فسيجب عليك العثور على طريقة أُخرى لقتله. قد تظن أنّ هذا الأمر سوف يجعل اللعبة تكتيكية أكثر لكن بالحقيقة كل ماستفعله هو قتل عشرات النازيين الذي أمامك بدون تفكير.

لقد تم تقديم نظام المستويات في اللعبة، وهو أمر جديد بالنسبة لسلسلة اللعبة التقليدية، حيثُ سوف يؤثر مستواك بعدد الضرر الذي ستقدمه للأعداء. عندما تصل لمستوى جديد سوف يزداد عدد الضرر الذي تُسببه بالإضافة لذلك ستحصل على نقاط ترقية يمكنك إستعمالها بثلاث أشجار مهارات مُختلفة. عندما تواجه نازيّ بمستوى أعلى منك سوف تقوم بإنهاء معظم المخازن الخاصة بك لتقتله. ستتمكن من زيادة قوتك عن طريق إنهاء المهمات الجانبية او عن طريق القتل المستمر للنازيين بالمراحل، هذا مايُعرف بنظام الـGrinding. لكن هل هذا حقاً ما ننتظره من لعبة مبنية على سلسلة وولفينشتاين؟ بالتأكيد لا.

مهام اللعبة ضعيفة بشكل كبير وهنالك مراحل أساسية قليلة جداً أما باقي المهام جميعها جانبية. ستحصل على مهام جانبية من خلال شخصيات الحاسب (NPCs) من مركز العمليات في اللعبة Catacoms في باريس، وجميع المراحل الجانبية سيئة وبدون روح، حيثُ سيجب عليك الذهاب لمكان للعثور على شيءٍ ما وتقتل النازيين وتعود لتسليم المهمة والحصول على نقاط خبر لرفع مستواك. بالتأكيد ربما سيقول بعضكم أنّ اللعبة تعتمد على القتل بشكل مباشر لكن القتل بدون معنى ومغزى ليس مُمتع حقاً.

سوف تكون مهمتك الرئيسية القضاء على ثلاثة جنرالات من النازيين في باريس، ولكيّ تستطيع قتلهم يجب عليك الوصول إلى مستوى مُحدد، وهنا سيجب عليك بدأ عمل مهام جانبيّة وقتل النازيين بشكل مستمر فقط لكيّ ترفع مستواك وتلعب المهمة الرئيسية.  إنها أشياء مملّة للذهن وستجعلك تشعر كالروبوت الذي يجب عليه القيام بمهمامه سواء أراد ذلك أم لا. غالباً ماتكون المهام كالتالي: قم بالعثور على هذا الأمر، إقضي على ذاك النازيّ، حقّق في منطقة معيّنة — جميع هذه الأمور تنتمي إلى الجيل السابق.

الشخصيتان في اللعبة جيس وصوفي سوف يكونان مع بعضهم البعض طول الوقت، لكن الحوارات مُبتذلة بشكل كبيرة وسيئة وجعل هذا الأمر التقرّب من الشخصيات أصعب بكثير وستشعر بالإبتذال كل مايتم هنالك أيّ تواصل بينهما. عندما تلعب الطور الفردي، سوف تتحكم بأحد التوأم، بالنسبة لي لقد قمت بإختيار Soph، فالأخت الثانية كان يتم التحكم بها من قبل الذكاء الإصطناعي، وللأسف الشديد كان الذكاء الإصنطاعي عادي وتحت المتوسط، ففي المهمة النهائية في اللعبة عندما تقاتل الزعيم الأخير، كانت تموت الشخصية بأغلب الوقت لأنها لاتستطيع الإختباء من الضربات، عندها يجب عليك إنقاذها وإلا ستخسر المهمة، وعندما تذهب لإنقاذها سوف تخسر الكثير من نقاط حياتك لخروجك لوسط المعركة. والأمر الذي إستغربت منه كثيراً، هو أنّ اللعبة تعتمد بشكل كبير على تجربتها ضمن النمط التعاونيّ، لكنك لن تتمكن من تجربتها على نفس الجهاز بشكل Split-screen، وهو أمر غريب ومُخزي للاستديو.

لحسن الحظ، فإن القتال – خارج نظام الدروع – هو ما سيبقيك مستمراً. ليس هناك شعور أفضل من إستخدام قفزتك المزدوجة والهبوط في الأرض للتخلص من بعض النازيين، ثم تبدأ الركض إلى المجموعة التالية وتنزلق على الأرض وأنت تطلق عليهم الرصاص. يُمكنك قتلهم بالطريقة التي تريدها، وهو الأمر الوحيد الذي سيجعلك تستمر في لعبة Wolfenstein: Youngblood.

قام استديو Arkane الذي قدم لنا ألعاب مثل Dishonored و Prey بالعمل مع MachineGame على تصميم المراحل، وهذا الأمر نراه بشكل واضح. غالباً ما يكون للمناطق والمباني أماكن مُختلفة تخفي الأسرار  ومجموعة كاملة من المقتنيات داخلها، والمهام الرئيسية لديها دائماً أكثر من طريقة واحدة لتخطي باب مُغلق. سواء كان ذلك عن طريق الدخول في فتحة الهواء بأحد الزوايا أو بإستعمال سلاح مُعيّن لتبخير او كسر القفل، فدائماً ما سيكون هناك طريق مختلف للتقدم. إنه لأمر مُحزن أن اللعبة التي تم تنفيذها فيها لم تكن أفضل.

أحد أفضل الأشياء في Wolfenstein II: The New Colossus هي قصتها المذهلة، لكن هذا الجزء الفرعي يتخلى تماماً عن هذا الأمر بإستثناء بعض المشاهد الجيدة ببداية ونهاية اللعبة. وصل التوأم جيس وصوف إلى باريس بحثًا عن والدهما المفقود بطل السلسلة بي.ج. بلازكوفيتش. بعد إلتقائهما للمقاومة، يُطلب منك بعد ذلك قتل الجنرالات النازيين الثلاثة المذكورين أعلاه من أجل الوصول إلى المُختبر X وهذا هو الأمر إلى أن تصل لنهاية اللعبة.

تشعر وكأنّها قصة طولها ثلاثين دقيقة فقط تم تمديدها لستة ساعات لكيّ يكون هنالك “قصة قابلة للعب”. لا يوجد أيّ شيء حقاً يُمكنك قوله عن القصة سوى أنّها ضعيفة وغير موجودة. هذا الأمر يُعد بمثابة عار لأنّ الأجزاء السابقة من اللعبة قدمت لنا أحد أفضل القصص بألعاب التصويب من المنظور الأول لمدة طويلة.

اللعبة تملك رسوميّات جميلة ومناسبة للجيل الحالي، لكنني واجهت بعض الأخطاء التقنية مثل ما وقعت أسفل الخريطة بشكل لا أموت به، لكن الخطأ التقني الذي بدأ من اول عشرة دقائق باللعبة وإستمر حتى نهايتها هو خطأ بالصوت، حيثُ ذهب الصوت تماماً بعد أول عشرة دقائق من اللعبة، وكان يذهب ويأتي كثيراً أثناء إطلاقي للرصاص.

عندما تقوم بشراء نسخة الديلوكس من اللعبة سوف تحصل على الـ Buddy Pass الذي يسمح لك بدعوة أحد أصدقائك لتجربة اللعبة معك مجاناً. إنّه لأمر جميل خاصةً أنّ اللعبة تعتمد على النمط التعاوني بشكل كبير. سيزيد هذا الأمر من جمال تجربة اللعبة لحد ما، لأنّه ستسمتع بالقتل أكثر مع صديق.

الإيجابيّات:

السلبيّات: