لا شك ان العاب الفيديو اصبحت جزء لا يتجزء من حياتنا اليومية خاصة العاب الهواتف المحمولة التي تنتشر بشكل كبير ومعظمها بدون مقابل, ومن الناحية الاخرى لا ينكر احد ان معظم اوقات فراغ الاطفال يقضونه على هذه الهواتف والالعاب ولكن قد لا ينتبه الكثير الى ان طلفة ربما وقع فريسة لبعض الافكار المسمومة التي تبثها هذه الالعاب.
اصبحت العاب الهواتف الذكية وسيلة جيدة للمطورين الهواة والصغار من اجل جمع بعض المال من خلال طرح لعبة فيديو صغيرة مملوءة بالاعلانات حيث تكون اللعبة جذابة للطفل في المقابل تكون الاعلانات مزروعة داخل هذه اللعبة ورغم ان الامر يكون مزعج في كثير من الاحيان الا ان هذا ليس الخطر الحقيقي الذي يتربص بطفلك.
العاب الفيديو الان اصبحت مادة ثرية وخصبة من اجل نقل الافكار والثقافات بين المجتمعات ولكن هناك من ينتهز هذه الفرصة لزرع افكاره السامة التي يمكنها ان تتسلل الى داخل المجتمعات دون ان يشعر افرادها وتستهدف الجزء الاكثر خصابة في هذا المجتمع الا وهم الاطفال.
انا كاعلامي اعمل في مجال العاب الفيديو في كثير من الاحيان اجلس مع العديد من الاصدقاء والاقارب ويبادلونني الافكار والنصائح والاخبار ولكن في احد الجلسات تفاجأت بأب غاضب من اي شيء يطلق عليه لعبة فيديو او حتى قطعة تكنلوجية فأردت ان اجلس معه واخصص حديثي لاعرف لماذا هذا الموقف وبدأ يوضح لي بعض ما لم اكن اتوقعه ابدا.
الاب لاحظ ان ابناءة يقضون وقت طويل في تحميل الالعاب المجانية الصغيرة التي يمكنهم تحميلها من خلال الاعلانات المتكررة التي تظهر لهم خلال تصفحهم للهاتف المحمول وفي الغالب تكون هذه الالعاب صغيرة مثل تزين العرائس او ترتيب المنزل وهكذا ولكن ما وقع بين ايدي ابناء هذا الاب كان خطير حيث لاحظ الاب ان ابناءه يلعيون لعبة تمكن المستخدم من تعريف الاصدقاء على بعضهم البعض من خلال السحب على شاشة الجوال وما اذا كان هذين الصديقين متطابقين لكي يكونا اصدقاء ام لا ولكن في احد المحاولات كان الطفل يحاول التوفيق بين شخصيات اللعبة دون جدوى ليطلب من والده التدخل لحل اللغز ليتبين للاب انه لحل الاحجية عليه ان يضع الرجل جانب الرجل والمرأة جانب المرأة بينما تظهر الوان قوس قزح منتشرة حولهم وعندما تنجح المهمة تظهر الالوان لتزين الشاشة.
بالطبع الجميع الان يدرك ما تهدف اليه اللعبة وهي تعليم الاطفال الشجذوذ والمثلية من خلال التوفيق بين شخصيات من نفس الجنس.
هذا مثال واحد من الكثير من الامثلة التي بدأت تظهر لي خلال تلك الجلسة ويبدو ان الاستهداف متكرر مع الكثير من الاصرار بتوصيل مثل هذه الثقافات السامة المضرة بالمجتمع خاصة من خلال استخدام الاعلانات المدسوسة داخل الالعاب الموجهة للاطفال وبشكل مقصود كون هذه الفئة ان بنيت على الخطأ تكون بداية انهيار هذا المجتمع.
لا اريد الاطالة في الحديث ولا اريد من هذا التوضيح ان ادفعكم لتمنعون اطفالكم من التمتع بالعاب الفيديو فهذا المجال الترفيهي يعتبر سلاح ذو حدين فيمكن ان يكون له دور في تنمية قدرات الطفل وتوسيع طريقة تفكيره وهذا امر لا يختلف فيه اثنان ولكن ايضا قد يكون مصدر لافساد طفلك وزرع افكار شاذة عن دينة واخلاقه تجعله ينمو وهو يؤمن بها وحينها لن تكون هناك فرصة لاصلاحة ابدا لذلك ان اطرح هذا الامر من اجل ان تراقبوا اطفالكم وتتعرفوا على الالعاب التي يختارونها على هواتفكم التي يقضون عليها ساعات طويلة وان يكون الامر مسيطر عليه بشكل لا يجعل الطفل فريسة سهلة لمثل هذه الافكار المدسوسة.
الهواتف الذكية اصبحت وسيلة الترفيه الاولى التي يقضون معها اطفالنا معظم وقتهم وهذا يضع علينا مسؤولية جديدة بأن يكون المحتوى الذي يشاهدونه او الالعاب التي يلعبونها تحت مراقبتنا التامة بجانب الحفاظ على الوقت الذي يسمح فيه للطفل بقضاءه على الهاتف وان لا يتعدي الساعتين يوميا حتى لا ينعزل عن المجتمع ويندمج به وينمي علاقاته الاجتماعية التي يكون لها دور ايضا في النمو الصحي والبدني والعقلي السليم.