مراجعة وتقييم Assassin’s Creed Valhalla | عِش تجربة الفايكنغ وقد عشيرتك لفالهالا!

لعبة Assassin’s Creed Valhalla أصبحت هنا لتعيدنا مرةً أُخرى إلى السلسلة المحبوبة والشهيرة إنما بُحلّة شبه جديدة. سنلعب هذه بشخصية الفايكنغ، وهم المحاربين اللذين لا يخشون الموت واللذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء أُخرى من أوروبا في أواخر القرن الثامن وبداية التاسع. نحن لسنا هنا لنتحدث عن التاريخ إنما لنعيش تجربة هؤلاء المحاربين بأنفسنا، فهل تقدم لنا فالهالا هذه التجربة؟

في حال لم تسمع بلعبة Assassin’s Creed Valhalla سابقاً، دعونا نتحدث عن ما ينتظركم باختصار قبل الدخول بتفاصيل. في اللعبة، ستتحكم أنت بشخصية تدعى أيفور، وهي يمكن أن تكون أُنثى أو ذكر، بناءً لاختيارك. شخصيتنا التي تعشق الإثارة تقود محاربيين إسكندنافيين عبر بحر الشمال الجليدي ووصولاً إلى إنكلترا باحثين عن الموارد لتأسيس موطن دائم لهم. في حال كنت من عشاق الفايكنغ ، ستعجبك بيئة اللعبة وعالمها لا محالة بدايةً من المستوطنة التي تبدأ بها إلى تصميم القوارب والدروع والأتراس.

في هذه الحقبة الزمنية، الملوك هم من كانوا يتحكمون بالمناطق وأيفور تريد الخير لعشيرتها ولكنها تريد أيضاً الانتقام لما حدثَ لها في طفولتها، الأمر الذي كان له دور مهم جداً ببناء الشخصية وجعلها ما هي الآن، محاربة لا تخشى قطع الرؤوس.  من بدايات اللعبة، سترى أنّها مبنية على Odyssey و Origins، الأجزاء التي أعادت إبتكار السلسلة. في حال كنت تكره هذه الأشياء بسبب تحوّل اللعبة لعالم المفتوح، لا أعتقد أنّ فالهالا ستغير رأيك إنما في حال إستمعت بهما، سيرضيك الجزء الجديد بدون شك.

العشيرة تلعب دوراً مهماً جداً في اللعبة ودائماً ما يكون هناك حوارات ونشاطات مختلفة عندما تصل وسترى الجميع فرحون برؤيتك. التفاعل بين العشيرة والشخصية الرئيسية ذكرني في مخيم Red Dead Redemption 2 ولكنه لم يصل لمستواه إنما أخذت وقتي دائماً بين أعضاء العشيرة. الحوارات جيدة جداً وتناسب الحقبة الزمنية ولكن الأداء الصوتي أبعدني عن التركيز بالشخصيات والتعلق بهم، هذه هي أحد نقاط الضعف التي شعرت بها أثناء تجربتي للجزء السابق وكنت أتمنى رؤية المزيد من العمل بالجزء الجديد.

بالجهة الأُخرى، أسلوب اللعب قدّم حرية أكبر للاعبين فأصبح بإمكانك حمل سلاحين مختلفين او سلاح وترس او حتى ترسان. هذا الأمر جعل أسلوب اللعب متنوع وأعطى شعور حرية في التخصيص أيضاً. بالحديث عن هذا الجانب، التخصيص في Assassin’s Creed Valhalla جيد ويعطي لك مجموعة من الخيارات بدايةً من العناصر التي تنهبها إلى تخصيص الشعر والوشوم سواء لأيفور الذكر او الأثنى. بالنسبة لجنس الشخصية، يمكنك التبديل بين أنثى ورجل متى ما أردت، وهذه إضافة مُرحّب بها جداً وهناك إختيار ثالث وهو التبديل بينهما عندما تراه اللعبة مناسباً — وهذا كان خياري في هذه الحالة.

لا يوجد فرق كبير بين الرجل والأنثى حيثُ كلاهما شرسان متعطشان للدماء إنما شخصياً أحد أيقونات الفايكنغ هي لحيته وفأسه ولهذا السبب ميولي كان للشخصية الذكر. الفؤوس الصغيرة هي من الأسلحة المُفضلة لي ودائماً ما كنت ألعب بفأسين واستراتيجيتي كانت تفادي ضربات العدو والانقضاض عليه بهجمات متتالية. في حال كنت تبحث عن تحدي في نظام القتال، Assassin’s Creed Valhalla ليست الخيار المناسب حيثُ على الصعوبة المتوسطة، لم أرى أيّ تحدي بمخلتف الأسلحة ودائماً ما يمكن تطبيق الاستراتيجية ذاتها سواء على الزعماء او الأعداء العادية.

يوجد شجرة مهارات كما في كل لعبة أدوار وتنقسم لثلاثة أقسام رئيسية تركز على القوة والتخفي والصحة والشخصية. كالفايكنغ، لم أستطع اللعب بأسلوب التخفي (ليس من شيم الفايكنغ) ولهذا كان تركيزي دائماً على القوة (لا تغضبوا مني يا محبي السلسلة) ويمكنني القول أنني استمتعت بالتجول والقتال بالعالم المفتوح. العالم المفتوح كبير ويحتوي على الكثير من النشاطات وهناك بعض النشاطات التي تظهر لك أنّ العالم حيّ ولا يدور حولك فقط، وهذا أمر جيد. بالطبع، في حال كنت تريد اللعب كتخفي واستخدام النصل الشهير، لا تقلق، تقدم لك فالهالا ذلك ويأتي لنا هذا النصل من الشخصيات العربية، باسم وهيثم من الخلافة العباسية.

الغارات تلعب دوراً مهماً في Assassin’s Creed Valhalla وكانت من أمتع جوانبها حيثُ عندما تسمع صوت البوق وترى الجميع يقفز من أجل القتل والسيطرة، سيندفع الأدرليناين بك وستقاتل بكل ما أُتيت من طاقة. بكل مرة قمت بعمل غارة بها، شعرت بذات الشعور. يوبيسوفت عملت أيضاً على نظام التقدم والمراحل حيثُ لم يعد هناك نظام مستويات قوة ويعتمد على طريقة لعبك واستغلالك لنقاط المهارة. هذا النظام يعمل أفضل بكثير من أوديسي ولم أشعر أنني مجبور على لعب مهمات جانبية إضافية لإمكانية التقدم بالقصة. فالهالا تتفوق أيضاً بمختلف الجوانب بدايةً من الخريطة والعالم إلى الاستكشاف والقتال.

الرسوم المتحركة (الأنيميشن) للوجوه لم تعجبني شخصياً ولم أشعر أنها تليق بلعبة بعام 2020 إنما أتفهم الصعوبات التقنية بهذا الجانب خاصةً بألعاب العالم المفتوح. أيضاً كان من المحبط عدم وجود وضع الأداء على بلايستيشن 4 برو للعب بمعدل إِطارات أعلى. هل يوجد داعي لمدح الترجمة العربية بكل مراجعة للعبة يوبيسوفت؟ باختصار شديد، أبدعت الشركة في الترجمة العربية وتخصيصها بالإضافة إلى المبارزات الشعرية التي تم ترجمها لتكون مناسبة للقافية والوزن العربي دون خسارة المعنى الأصلي وشخصياً دائماً ما أصفق لفريق الشرق الأوسط على جهوده.

بالنهاية، يمكنني القول أنّ Assassin’s Creed Valhalla جعلتنا نعيش تجربة الفايكنغ بطريقة تليق بها وحسّنت من مشاكلها وشيّدت أساسها بنمط لعب الأدوار وكانت جيدة وعظيمة ببعض الأوقات إنما لا تقدم لنا ابتكار كبير عن الجزء السابق.

الايجابيات

السلبيات