قصة استيديو سوني مانشستر الذي أُغلق بعد 5 أعوام من افتتاحه دون الإعلان عن أيّ لعبة..

سوني هي من عمالقة الألعاب وتملك أسطول من الاستديوهات المختلفة التي تعمل على عدة مشاريع ولكن في هذا التقرير سنركز على استديو سوني مانشستر الذي غالباً لم تسمع به سابقاً ولكن لا تقلق فأنت لست وحدك حيث بعد مرور خمسة سنين على افتتاحه، الاستديو لم يُعلن عن أيّ لعبة.

موقع Polygon الغني عن التعريف تمكن من التحدث مع العديد من الموظفين الذين لم يكشفون عن اسمهم لأسباب قانونية حول استديو سوني مانشستر الذي كان يعمل على ألعاب لنظارة PlayStation VR ولكنه لم يطلق أيّ شيء وتم إغلاقه العام الماضي.

بداية استديو سوني مانشستر


وفقاً للمصدر، تم افتتاح الاستديو في عام 2015 وكان تابع لقسم Creative Development Group في سوني أوروبا، وهو قسم صغير مسؤول عن الاختبارات والبحوث للعناوين المستقبلية. سام كواتيس، المخرج الإبداعي بالاستديو الجديد حينها جلب 15 مطور عملوا مع مطورين كبار بهدف افتتاح استديو لتطوير ألعاب واقع افتراضي ضخمة (AAA). بجانب ذلك، كان هناك إيريك ماثيوز، نائب رئيس استديوهات سوني العالمية حينها ومارك غرين، مدير البحث في الشركة. هؤلاء الثلاثة كانوا بذات القسم وعملوا على Tearaway Unfolded و Until Down: Rush of Blood و Horizon Zero Dawn والمزيد من الصناعة.

Manchester Studio Sony

المصادر التي تحدثت مع الموقع أشارت إلى أنّ الاستديو كان يعمل على تطوير لعبة مشابهة للعبة Desert Strike ولكن ثلاثية الأبعاد وباستخدام التقنيات الحديثة على بلايسيتشن 4. كان اسم اللعبة هو CSAR: Combat, Search, and Rescut. فكرة هذه اللعبة بدأت باستديو Evolutiopn المعروف من لعبة Driveclub وأراد كل من ماثيو وجرين بناء الفكرة للواقع الافتراضي أكثر باستديو سوني مانشستر.

اللاعبون كانوا قادرين على الطياران وقتل الأعداء وإنقاذ الأشخاص من المروحية الخاصة بهم. كان لدى اللاعب مساعد طيار وووصول إلى حاملة طائرات كانت بمثابة قاعدة مركزية. كان في حاملة الطائرات هذه حيث يمكن للاعب تحديد موقعه ومهمته التالية ، قبل السفر إلى العالم لإكمال الأهداف.

عَمِلَ الفريق على العديد من النماذج خلال السنوات وتم عرضها إلى المسؤولين ولكن قادة المشروع كانوا عباراة عن معاناة لفريق التطوير وفقاً للمصدر حيثُ كانوا يقفزون من فكرة لأخرى بشكل مستمر وكل قفزة تستغرق من ستة أشهر حتى عام. العديد من المطورين صرحوا أنّ كل من ماثيوز وجرين كانا السبب الرئيسي في فشل المشروع فقد كانوا يتدخلون بالعديد من الأشياء ولا يجمعون أيّ افكار او اقتراحات من الفريق إنما يعملون ما يريدونه فقط. بالإضافة إلى ذلك، كلاهما يزوران الاستديو في مانشستر مرة واحدة بالأسبوع تقريباً وشعر الكثير من المطورين أنهم لا يقدمون شيئاً بالفعل للمشروع على عكس ما كانوا يفعلونه في الشركات السابقة.

بسبب صغره، سوني لم تهتم له


الاستديو مؤلف من خمسة عشر شخص تقريباً كما قلنا أعلاه ولهذا السبب تركت سوني الاستديو يعمل لوحده لمعظم الوقت أثناء عملية التطوير. بسبب ذلك والإدارة، شعر الفريق أنهم عبارة عن استديو خارجي يعملون لمشروع لسوني وليس كأنهم استديو طرف أول ولم يكن هناك أيّ إدارة إبداعية وحتى مكان العمل لم يحتوي على أيّ علامت تجارية تخص الشركة أو أيّ وجود رسمي.

العديد من الموظفين الجُدد كانوا متشوقون للانضمام إلى سوني للعمل على لعبة واقع افتراضي ضخمة ولكن بعد الدخول ورؤية المكان وطريقة العمل، يبدء الإحباط بالنزول عليهم. على الرغم من هدف تطوير ألعاب ضخمة، لم يصل عدد الفريق لأكثر من 30. في عام 2016، أيّ بعد عام من تأسيسه، بدء عدة مطورين من الخروج بما في ذلك المصمم الرئيسي جاري نابير الذي انضم إلى استديو Supermassive Games ومطورين آخرون انضموا إلى Codemasters وحتى المخرج الإبداعي سام كواتيز انضم إلى فريق Lego Group في يوليو.

أحد المطورين السابقين قال التالي حول تجربته في الاستديو:

على الورق، يبدو الأمر رائعاً فأنت تملك دعم سوني. كنت ستنئ عنوان جديد ولم نكن بمرحلة الانتاج، لذلك أنت موجود منذ البداية ولكن بعد ستة أشهر إلى عام، سيدر الناس أن هذا المشروع لن يصل لأيّ مكان وحينها سيواجهون قرار حول ما يجب أن يفعلوه بعد ذلك.

بعد مغادرة سام، أصبح الاستديو بإدارة ماثيو وجرين وقاموا بتوظيف المزيد من الأشخاص ولكن المشروع لم يكن يتقدم إلى أيّ مكان. في عام 2018، قرر الرئيسان بنقل فريق التصميم إلى لندن وحينها تم قسم الاستديو إلى قسمين وبدأت عملية توظيف في كل من لندن ومانشستر مما جعل البعض يعتقد أنّ سوني لندن كانت مشاركة بالمشروع ولكن المصادر نفت ذلك عملية الانقسام هذه أدت إلى سوء تواصل أكثر بين الفريقين.

موت سوني مانشستر


في عام 2019، أصبح رئيس استديوهات بلايسيتشن العالمية هيرمان هولست المسؤول وكما يحدث بكل مرة يجلس رئيس جديد على كرسيه، يتم مراجعة ما يحدث بالشركة والفرق. بعد التغيير، بدأت سوني في إجراء المزيد من التدقيق في استديو مانشتسر لرؤية التقدم وما وصلوا إليه. فريق التطوير أصبحوا قليقين بشكل متزايد حول الجيل الجديد ومستقبل PSVR. حقق الفريق بعض التقدم بالفعل إلى ذاك الوقت ولكن للأسف أتى التقدم متأخراً وبعد رؤية إنجازات الاستديو لمدة خمسة سنين، تم الإعلان عن إغلاقه بشكل رسمي في فبراير عن إغلاق سوني مانشستر بالإضافة إلى قسم لندن التابع له.

 

تم إغلاق الاستديو في الخامس من فبراير 2020 تحديداً وفي ذلك اليوم سافر حينها هيرمان هولست إلى الاستديو ليخبر الفريق أنّ الاستديو كان على وشك أن يغلق. هذا الإعلان والزيارة المفاجأة صدمت الكثيرين. العديد من الموظفين بعد ذلك ذهبوا للعمل مع استديوهات أُخرى من المنطقة بما في ذلك Firesprite و Lucid Games، استديوهان عملا بقرب مع سوني على ألعاب مثل The Persistence VR و Destruction AllStars. مايثوز وجرين ما زالا يعملان سوياً ولكن حالياً باستديو TT Games الذي يعمل حالياً على لعبة ليجو.


للأسف هذه قصة حزينة في صناعة الألعاب ولكن عندما ننظر على ما حصل داخل الاستديو، نرى قرار سوني. هذه القصة أيضاً تظهر لنا أهمية القيادة ووضع الأشخاص المهمين حيثُ حتى في حال كنت تملك مطورين موهوبين، أنت تحتاج إلى قيادة جيدة لتقود الاستديو لإطلاق أو حتى الوصول لمرحلة الإعلان عن اللعبة. أحد الاستديوهات التي عانت من مشاكل مشابهة كانت استديوهات أمازون التي أنفقت 500 مليون دولار دون أن تطلق لعبة، يمكنك الإطلاع على القصة هنا.

ما رأيكم بما حدث؟ شاركونا بالتعليقات اناه!

رغيد حلاق

عاشق لألعاب الفيديو والتقنية مِنذُ طفولتي. دائماً ما أستمتع بجميع أنواع الألعاب وأميل بشكل خاص للألعاب المُستقلة. أسعى لتقديم كل مايخص ثقافة الألعاب للقارئ العربي بشكلٍ كامل بأفضل طريقة ممكنة لكونها أمر مفقود نسبياً في بلادنا.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button