مميز

اِنطباع بعد التجربة | Scarlet Nexus — اقتل الأعداء الغريبة بقواك العقلية بسلاسة ومتعة..

لعبة Scarlet Nexus هي من الألعاب التي أثارت اهتمامنا عندما تم الإعلان عنها لأول مرة في حدث اكسبوكس في مايو العام الماضي وكانت من الألعاب التي تشّوق لتجربتها محبي الألعاب اليابانية ومحبي ألعاب بانداي نامكو. مؤخراً، تمكنت من تجربة أول ثلاثة ساعات تقريباً من اللعبة وفي الأسفل سأشارككم إنطباعي عنها.

في البداية أريد أن أوضّح أنني لعبت اللعبة باستخدام خدمة سحابية، أيّ عبر الإنترنت وليس على جهازي بشكل مباشر، لهذا السبب لن أتطرق لموضوع الرسومات والأداء لأن التجربة لم تكن مثالية او كما المنتج النهائي. سيركز هذا الإنطباع على أسلوب اللعب والقصة والعالم والنمط الفني والموسيقى.

دخلت إلى لعبة Scarlet Nexus دون آمال كبيرة لأنّ هذا النوع ليس من الألعاب المفضلة بالنسبة لي ولكن عندما بدأت اللعبة وسمعت الموسيقى، توقفت لدقيقة ولم أفعل أيّ شيء سِوى الاستماع والاستمتاع بموسيقى القائمة الرائعة جداً، وهذه كانت بداية مُبشّرة بالخير جداً. عندما تبدأ اللعبة، ستتمكن من الإختيار بين شخصيتين، الأولى هو شاب يدعى يويتو سوميراجي والثانية هي فتاة تدعى كاساني راندال. لن أتطرق لقصصهم لتكتشوفها بأنفسكم ولكن كلاهما إنضما إلى الـ OSF، وهي Other Suppression Force التي تعني قوة قمع الآخرين.

تدور أحداث اللعبة في المستقبل في مدينة New Himuka ذو الطابع الياباني وتحديداً في الحقبة التي بدأ بها غزو الآخرون – Others لكوكب الأرض. الآخرون هو اسم الأعداء الغريبة التي ستواجهها خلال رحلتك. فريق الـ OSF هو الفريق المختص بالدفاع عن المدنيين وقتال هؤلاء المخلوقات الغريبة جداً. أنا أكرر كلمة غريبة لأن النمط الفني للأعداء والوحوش غريب جداً، وهذا أمر جيد جداً لأنه يجعل اللعبة فريدة من نوعها في هذا الجانب.

كما قلت أعلاه، لا يمكنني الحكم على قوة الرسومات حيثُ كانت التجربة الخاصة بي عبر خدمة سحابية ولكن النمط الفني هو بالضبط مثل العروض التشويقية التي شاهدناها. عالم اللعبة متقدم حيثُ تمكّن البشر من اكتشاف مزايا مدفونة في العقل وتكمنوا من خلالها من تطوير أنفسهم ومدينتهم بشكل كبير مع تطوير قدراتهم أيضاً. انا لعبت اللعبة بشخصية يوتيو وكانت قدرتي هي التحريك بالعقل او psychokinesis بالإنكليزية. بمعنى آخر، يمكنني التحكم بالأشياء الموجودة بالمحيط واستخدامها لصالحي.

هذه الآلية كانت من أقوى وأمتع الجوانب الموجودة في Scarlet Nexus لأنها مرضية جداً خاصةً عندما تقوم بالضغط مطولاً لرمي سيارة او شيء بقوة على العدو. يملك بطلنا الرئيسية سيف طويل يستخدمه للمحاربة عندما تنفذ طاقته الخاصة. القتال بالسيف مع مزج الحركات أعطى نسمات لعبة Devil May Cry و Code Vein واستمتعت جداً بالقتال.

أنت لست العضو الوحيد في الـ OSF وستذهب كثيراً إلى معارك مع زملائك. لا يمكنك التحكم بزملائك ولكن يمكنك استخدام قدراتهم لتنفيذ حركات متتالية (كومبو) او حتى للتسلسل خلف الأعداء او استغلال نقاط ضعفهم. كل عدو لهُ أماكن ضعيفة وبعض الأعداء يتضررون أكثر من النار او الكهرباء ويمكنك استغلال هذا الأمر لصالحك دائماً. بناءً على المهمة والمجموعة التي ترافقك ستحصل على قدرات مختلفة مثل الضرب مع النار أو الكهرباء أو التخفي حيثُ لن يتمكن الأعداء من رؤيتك أو حتى كشف الأعداء المختفيين أو منع الضرر لوقت قصير وأكثر، هذه القدرات التي اكتشفتها في الثلاث ساعات الأولى فقط.

أسلوب اللعب هو أقوى جانب في Scarlet Nexus وفريق التطوير صبّ تركيزه الكامل عليه وفقاً لما رأيت، ودائماً ما استمتعت في المعارك خاصةً ضد الـ “Major Other” الذي يلقّب على الآخر الذي قتلَ أحد أعضاء الـ OSF في الماضي. في اللعبة واجهت واحد منهم، وقد كان عبارة عن زعيم وأسلوب قتاله كان يتمحور حول التفادي بالوقت الصحيح والانقضاض بالضربات بالإضافة إلى استخدام القدرات لصالحك.

عندما تتقدم أكثر ستزداد مهارتك وستحصل على نقاط عقل او Brain Points، يمكنك استخدام هذه النقاط في شجرة المهارات لترقية شخصيتك وتعلم مهارات مختلفة مثل القفزة المزدوجة او تنفيذ ضرر أكبر او الحصول على حركة جديد او التقاط العناصر بشكل تلقائي. بالحديث عن الأخيرة، ستجد العديد من العناصر المختلفة أثناء طريقك إلى مهمتك او عندما تستكشف العالم، هذه العناصر قد تكون عبارة عن طعام لرفع صحتك عندما تأكله أو عناصر تجميلية. هناك نقاط حفظ مختلفة في العالم وفي كل نقطة حفظ يمكنك بيع وشراء او تبديل هذه العناصر لنفسك او لأعضاء مجموعتك أيضاً.

بعد التقدم باللعبة أكثر وأكثر تم فتح آلية جديدة وهي Brain Drive التي تتجمع بشكل تلقائي عندما تلقي ضرر على الأعداء او تأخذ ضرر منهم. هذه الآلية تُفعّل لقطة سنيمائية جميلة نرى فيها الشخصية وهي تضع قناع مستقبلي، عندما يحدث ذلك، استخدام الطاقة سيصبح أقل وستزداد سرعة الهجوم وقوته مما يساعدك خلال القتال. عندما تدخل لمعركة في بعض الأماكن، سيظهر حاجز لن يمكنك من التقدم إن لم تقتل الأعداء بالمنطقة ولكن في بعض الأحيان يمكنك استخدام قوة التخفي لتجنب الأعداء وعدم قتالهم او غدرهم من الخلف.

بسبب اللعب السحابي، كان هناك بعض التأخير بالاستجابة ولكن على الرغم من ذلك، شعرت بسلاسة القتال وكان دائماً من الممتع أن تقوم بإضعاف العدو وقتله بالحركة الخاصة. يمكنك التحكم بالكاميرا ولكن لم أشعر أنّ حركتها سلسة بما فيه الكفاية واستغرقت بعض الوقت لاعتاد عليها، قد يكون بالسبب هو التأخر بالإستجابة ولكن لم أشعر براحة عالية خلال لعبي.

بجانب نظام القتال وعناصره، يشمل أسلوب لعب Scarlet Nexus الآليات الاجتماعية. على سبيل المثال، يمكنك استكشاف المدينة والتحدث مع الأشخاص وستحصل أيضاً على رسائل نصية (او عقلية إن صح التعبير) مع الأشخاص الذين تلتقي معهم وستتمكن من الرد عليهم. هذه حركة مُرحّب بها وستتعرف من خلالها أكثر على الشخصيات.

بالحديث عن الشخصيات، للأسف هنا فقدت اللعبة متعتها بالنسبة لي فقد لم أتمكن من تحمّل هذه الشخصيات والمراهقة والحوارات التي كانت ضعيفة مثل الأداء الصوتي الخاص بها. انا أتابع أنمي بين الحين والآخر ولكن لست متابع مخضرم ولهذا سبب لعبت اللعبة باللغة الإنكليزية ولم أتمكن من الشعور بما تحس به الشخصيات. لعبتها بالياباني أيضاً وذات الأمر حدث لي وعدت بالإنكليزية. بالطبع انا لم أكن أتوقع حوارات قوية من لعبة كهذه ولكن كنت أتمنى أن تكون أفضل.

المقاطع السنيمائية تقدم لك قصص عن ما يحدث وعادةً ما يتم روائها باستخدام صور او صور متحركة وأداء صوتي. كنت أتمنى أن تكون أيضاً المقاطع السنيمائية كلها كاملة وليست صور متحركة فقط خاصةً عندما يكون هناك مقطع سنيمائي داخل معركة لأن القتال في اللعبة ممتع جداً للعب والمشاهدة.

عدا المدينة، ستتمكن من الذهاب إلى مخبأ يمكنك من خلاله حفظ اللعبة واستعادة نقاط الصحة الخاصة بك بالإضافة إلى التسكع مع زملائك الجنود. من خلال حديثك معهم ستفتح مراحل تخص هذه الشخصية وتُحسّن من علاقتك معها وستعرف أكثر عن ماضيها وعلاقتها مع الشخصية الرئيسية. هذه حركة جميلة خاصةً للمهتمين بالقصة. هذا ليس كل شيء، هذه المراحل او الحلقات تزيد من ترابطك مع هذه الشخصية وتفتح لك حركات جديدة للقدرات يمكنك استخدامها عندما تكون هذه الشخصية في مجموعتك مما يحفز اللاعبين على استثمار المزيد من الوقت بالقصة.

الإعلام مهتم جداً بكل معركة ولم أفهم السبب خلال لعبي للساعات الأولى من اللعبة ولكن العالم متقدم جداً والجميع يتواصل الآن باستخدام العقل فأعتقد أن هناك سبب وجيه خلفه. يجدر بالإشارة أيضاً إلى أنّ عائلة يوتيو عائلية مهمة جداً في المدينة وقد يكون هذا هو سبب تركيزهم على هذه المعارك أيضاً.

في النهاية، يمكنني القول أنني استمتعت بأسلوب لعب Scarlet Nexus ولم ينخفض الأدرينالين خلال المعارك ولكن عندما يأتي الموضوع للشخصيات والحوارات، يمر الوقت وكأنه درس رياضيات صعب في أول يوم بعد عطلة طويلة الساعة الثامنة صباحاً. الألعاب اليابانية من هذا النوع خاصةً عادةً ما تركز على أسلوب اللعب ونظام القتال وعناصره وهذه اللعبة تبرع بذلك. هل أنصح بها؟ الجواب هو نعم إن كنت من محبي النمط او تبحث عن لعبة ذو نظام قتال مرضي.

رغيد حلاق

عاشق لألعاب الفيديو والتقنية مِنذُ طفولتي. دائماً ما أستمتع بجميع أنواع الألعاب وأميل بشكل خاص للألعاب المُستقلة. أسعى لتقديم كل مايخص ثقافة الألعاب للقارئ العربي بشكلٍ كامل بأفضل طريقة ممكنة لكونها أمر مفقود نسبياً في بلادنا.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button